مسفرغرم الله الغامدي من الرياض: أكد الداعية السعودي الشيخ سلمان بن فهد العودة أن من قام بإعدام الرئيس العراقي السابق هم جيش المهدي. وقال العودة في بيان له اليوم ان مقتل صدام جزء من سلسلة طويلة متصلة بوضع العراق .
واضاف الشيخ العودة : quot;لقد كنا متفائلين حينما قلنا أن محاكمة صدام حسين كانت محاكمة سياسية وأنه لو حوكم محاكمة عادلة لربما نال الجزاء نفسه ، لكن بدا لي خلال المرحلة الأخيرة أنها كانت محاكمة طائفية مغرقة وموغلة في العنصرية ، وأن العملية سُلمت برمتها لمليشيات جيش المهدي وأتباعهم من الذين يثخنون في أهل العراق قتلاً وإحياءً للنزعة الطائفية وعدوانًا على الأبرياء وتفريغًا للمناطق في العراق وفي بغداد من أهلهاquot; .وواصل الشيخ سلمان: quot;إن صدام الذي حُوكم وصدام الذي أُعدم ليس هو صدام الذي غزى الكويت ، وليس صدام الذي ضرب الأكراد بالسلاح الكيماوي ؛ وإنما هو صدام الذي ضرب الدجيلquot; . ويستمر العودة في التأكيد على أن إعدام صدام حدث طائفي خالص ، لافتًا إلى الهتافات التي سُمعت خلال عملية الإعدام ، quot;والطريقة البعيدة عن الإنسانية التي تمت بهاquot; .
ويرى الشيخ العودة أن عملية مدبرة تجري الآن في العراق لأجل مزيد من الانقسام داخل الصف العراقي ، وتحميل السنة تبعة مرحلة معينة ، مؤكدًا أن هناك تحضيرات لحرب طائفية ، تورطت فيها أطراف كثيرة منها قوات الاحتلال الأمريكي . وفي هذا الصدد يقول العودة : quot;لقد جاءتني رسائل كثيرة تتساءل عن الموقف من إعدام صدام ، وتطلب الرأي في اتخاذ الموقف المناسب ، وأنا استغرب هل كل قضية لابد أن يكون للناس كلهم فيها رأي وموقف وتُصبح مجالاً لاختلاف الآراء من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ممن ينظر إلى صدام حسين على أنه شهيد إلى من ينظر إليه على أنه كافر لا يجوز الدعاء له بالرحمةquot; !
وأضاف : quot;هكذا هو الشارع العربي دائمًا يميل إلى الخيارات الأحادية و المتطرفة أكثر مما يميل إلى جانب الوسطية والاعتدال والنظر إلى الأمور بهدوءquot; . وذكر الشيخ سلمان بعض التساؤلات التي وردته حول صدام ، مثل quot;هل يجوز أن نترحم عليه ؟ هل يجوز أن ندعو له ؟ هل هو مسلم ؟quot; حيث طالب العودة بتفعيل النصوص الشرعية كقول النبي عليه الصلاة والسلام : [إِنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَدْخُلُهَا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، فَيَدْخُلُهَا] . وحديث : [مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ] .
وحذر الشيخ سلمان من الجرأة على دماء الناس من منطلق التوسع في التأويل وأن (لا إله إلا الله) لا تنفع صاحبها ، مؤكدًا أن هذا quot;كلام يجب أن يُضبط ويُلجم وهذا الإنسان ما لم يأت بما ينقض الشهادة ، وهو لم يُمهل أصلاً حتى يأتي بما ينقضها ، يبقى له أصل الإسلامquot; .
التعليقات