الهاشمي : فوجئت باعدام التكريتي والبندر
برزان انهار واقتيد الى المشنقة بالقوة
واضاف المصدر ان التكريتي قاوم بشدة سجانيه لدى محاولتهم نقله الى المكان الذي خصص لتنفيذ حكم الإعدام وهو مما استدعى إلى سحبه بالقوة من زنزانته حيث قام بتصرفات غريبة منها ضربه لجبينه براحة يده مرارا متمتما بكلمات ركيكة وعبارات غير مفهومة كما نقل اليوم موقع quot;براثاquot; على شبكة الانترنيت الذي يشرف عليه الشيخ جلال الصغير القيادي في المجلس الاعلى والائتلاف الحاكم وهو الذي كان اول من اعلن ان الاعدام سيجري فجر الاثنين .
واشار الى ان التكريتي كان كثير الهذيان منذ أن تأكد له نبأ إعدام أخيه غير الشقيق صدام حسين مؤخرا وكان كثيرا ما يخاطب نفسه وغالبا ما يصيح وتنتابه حالة من الهياج العصبي.
وفي وصفه لحالة التكريتي النفسية قال انه قد يكون أصيب بالجنون في الساعات الأخيرة من حياته وقبل تنفيذ حكم الإعدام فيه حيث كان يردد كلمات غير مفهومة مستخدما بعض الألفاظ النابية ويأتي بحركات غير طبيعية. وكان يغور في النظر لدقائق عديدة باتجاه أرضية زنزانته ثم ما يلبث أن يصفع جبهته براحة يديه ويتمتم بكلمات غير مفهومة ثم تأخذه نوبات من الارتعاش ثم يهوي على الأرض مغشيا.
واوضح إن الساعات الأخيرة من حياة برزان قبل شنقه كانت بالغة الصعوبة له حيث انه كان منهارا جسديا ونفسيا وخائفا جدا حتى قبل أن تصل قدماه الى مكان تنفيذ حكم الإعدام فجر اليوم حيث كان وجهه مصفرا وعيناه غائرتان وفي فمه رغوة وكان يلح على حراسه الذين استلموه من الجانب الأمريكي ويقول لهم.. الى أين تذهبون بي.. أريد البقاء هنا.. لا أريد أن أبرح هذا المكان.
وعلى الصعيد نفسه اكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي يزور لندن حاليا انه quot;فوجىءquot; باعدام برزان التكريتي وعواد البندر .
وقال في تصريح للقناة الرابعة البريطانية ليلة امس انه فوجىء بتنفيذ الاعدام quot;على رغم توجيه مجلس الرئاسة نداء طلب فيه ارجاءهquot;. واضاف الهاشمي وهو أحد الاعضاء الثلاثة الذين يشكلون مجلس الرئاسة العراقيةquot;لم تتم استشارتنا وقد فوجئت لان مجلس الرئاسة وجه نداء لتاجيل هذا الاعدام الا ان الحكومة نفذت هذا الاعدام من دون التشاور المسبق معناquot;.
واوضح الهاشمي انه لا يريد الدفاع عن التكريتي والبندر الا انه quot;لم يقدر في الواقع محاكمتهماquot; ولا طريقة اعدامهما.
وقد تم دفن التكريتي والبندر ليلة امس الى جانب قبر الرئيس السابق صدام حسين في قرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) . .
وقد تم نقل جثماني التكريتي والبندر قد نقلا على متن مروحية اميركية الى تكريت غرب بغداد) وتسلمهما نائب محافظ صلاح الدين عبد الله جبارة الذي اشار الى إنه تلقى اتصالا هاتفيا من رغد صدام حسين تطلب فيه تنفيذ توصية والدها بأن يدفن البندر بجوار قبره فيما دفن برزان مقبرة العائلة في قرية العوجة القريبة من تكريت ومسقط راسه .
وعرضت السلطات العراقية على الصحافيين شريط اعدام الرجلين بدون صوت في مكان جديد غير الذي اعدم فيه صدام حسين لكنها لم تعلن عن موقعه . وقد تم تغطية راسي برزان والبندر بكيس اسود من القماش قبل تنفيذ حكم الاعدام وظهرا وهما يرتعدان خوفا وهما يرددان الشهادة . ثم اظهر الشريط راس برزان منفصلا عن جثته كما ابلغ صحافي شاهد الفيلم quot;ايلافquot; .وقال المدعي العام في محكمة الدجيل جعفر الموسوي في مؤتمر صحافي انه منع أي شخص من دخول غرفة الاعدام.. لا مسؤول ولا غيره. واشار الى ان الاعدام تم بطريقة انسانية.
واوضح انه طلب من المعدون ابداء توصيتهما فيما اذا رغبا وقال ان البندر اوصى يتسليم ملابسه الى ابنه بندر وسيصار الى تسليمها له . واوضح علي الدباغ من جهته ان طبيبا وقاضيا وممثلين عن وزير الداخلية والقوات الاميركية حضروا التنفيذ . واعلنت الحكومة العراقية تنفيذ حكم الإعدام بحق برزان التكريتي وعواد البندر فجر اامس بعد أن أدانتهما المحكمة العراقية مع صدام حسين في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بإعدام 148 مواطنا من أهالي بلدة الدجيل عام 1982 موضحة أن رأس التكريتي انفصل عن جسده في حالة وصفت بأنها نادرة الحدوث.
وقد اكد مدير الطب العدلي انه من المعروف ان جثة المعدوم تهبط لمترين بعد شنقه ويحدث كسر او خلع في فقرات العنق وليس انفصال الرقبة . واشار الى ان هذه الحالة تحدث للمرة الاولى في التاريخ وقال انه لم يقرأ اويسمع مطلقا من قبل بانفصال راس عن جسد المنفذ به الاعدام شنقا حتى الموت . واضاف في تصريح لفضائية quot;العراقيةquot; انه لايجد تفسيرا طبيا لهذا الحدث الا انها رغبة الله سبحانه لما ارتكبه المدان من جرائم . وردا على سؤال فيما اذا كان انفصال الراس قد حدث بسبب اخطاء في التفيذ اوضح انه لايستطيع التعليق على ذلك لانه لم يحضر عملية التنفيذ . لكن اطباء اخرين ارجعوا انفصال الرقبة الى اصابة برزان بمرض السرطان الذي قد يكون اضعف فقراتها وادى الى تمزقها بالكامل ثم انفصال الرقبة عن الجسد .
وقال الدباغ خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد quot; تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا حتى الموت بحق المدانين برزان التكريتي وعواد حمد البندر بحضور عدد محدود من هيئة التنفيذ المكلفة بذلك.quot; وأضاف أنه quot;في حالة نادرة الحدوث... إنفصل رأس المدان برزان عن جسده عند الإعدام.quot; وأوضح الدباغ أن الإعدام quot;حصل في حضور قاض ومدع عام وطبيب ،وقد تم مراعاة كل الشروط واللوائح القانونية... حيث طلب من الحضور الإلتزام بقواعد السلوك والإنضباط الذي يفرضه القانون.quot;
وقال مواطنون عراقيون ان مظاهر ابتهاج قد بدت في احياء العاصمة العراقية حيث اطلق المواطنون الرصاص ابتهاجا وخرجوا بسياراتهم يجوبون الشوارع رافعين الاعلام العراقية ويطلقون شعارات فرح . وبعد أن وقع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على إعدام التكريتي والبندر مع صدام حسين الذي نفذ فيه الحكم في الثلاثين من الشهر الماضي تم تأجيل الحكم عليهما لأسباب غير معلنة ذكر في حينها انها كانت فنية .
وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنّه رفض طلبا قدمته الحكومة الأميركية لإرجاء عملية تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين لبضعة أيام. وعلّل المالكي التعجيل بأنه أراد أن يبعث برسالة قوية مفادها أنه ليست هناك أي نية لعقد أي صفقة يمكن أن تنأى quot;بالدكتاتور السابق عن نيل العقاب الذي قررته المحكمة.quot;
وفي الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حكمت المحكمة العراقية العليا بالإعدام شنقاً حتى الموت على كلٍ من الرئيس العراقي السابق صدام، وعوّاد البندر، وبرزان التكريتي، وبالسجن مدى الحياة على طه ياسين رمضان، نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق، كما أصدرت ثلاثة أحكام بالسجن 15 عاما ضد ثلاثة من معاوني الرئيس العراقي السابق، لدورهم في قضية quot;الدجيلquot;. وقررت المحكمة تبرئة المتهم، محمد عزاوي، لعدم كفاية الأدلة.
وكانت محكمة التمييز العراقية قد أقرت في 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي الأحكام الصادرة في قضية quot;الدجيلquot; ولكنها طلبت مراجعة الحكم الصادر ضد رمضان وتغليظه إلى الإعدام وهو الأمر الذي لم تحسمه المحكمة الجنائية العراقية العليا بعد.
التعليقات