معلومات لـquot;إيلافquot; من أفواه ذئاب واشنطن:
إيران تعرقل في العراق وأميركا للتصدي لها
ويعكس تقرير مجلس الأمن القومي الأميركي توجها لدى ادارة بوش لضرب النفوذ الإيراني في العراق، خصوصا مع الإعلان عن اعتقال الجنود الأميركيين لمسؤولين إيرانيين في العراق. وفي التفاصيل،يشير التقرير إلى أن إيران استخدمت quot;وسائل قاتلةquot; ضد الجنود الأميركيين كما تمكنت من خرق الكثير من المؤسسات العراقية، ويصفها بأنها أخطر من سوريا. مع ذلك، يلفت التقرير الى أن سوريا تثير quot;التحديات التكتيكية في وجه الحكومة العراقيةquot;. ويشير التقرير أيضا إلى quot;قلق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من التأثير السلبي الإيراني على العراقquot;.
ويعكس التقرير تزايد قلق الإدارة الأميركية وينتقد تقرير لجنة جايمز بيكر - لي هاملتون المستقل الذي يطالب بمصالحة بين الولايات المتحدة وإيران. وتبلور إدارة بوش استراتيجية جديدة حيال طهران تقتضي باحتواء وتقليص التأثير الإيراني في المنطقة.
المعتقلون الإيرانيون في العراق
وتقول التقارير التي تم الكشف عنها خلال الأسبوع الماضي إن الرئيس الأميركي جورج بوش أعطى الجنود الأميركيين الضوء الأخضر ليعاقبوا المسؤولين الايرانيين الذين تم اعتقالهم في العراق. كما سمح لوكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه) بدعم القوات التي تعارض حزب الله في لبنان.
ويعتقل الجيش الاميركي خمسة ايرانيين قبض عليهم في عملية قام بها في 11 كانون الثاني/يناير على ما اعلن انه quot;مكتب ارتباطquot; ايراني في اربيل (350 كلم شمال بغداد)، ويشتبه في انهم quot;على ارتباط وثيق بالنشاطات التي تستهدف العراق وقوات الائتلافquot; فيه. وتتهم الولايات المتحدة الجمهورية الاسلامية بمساندة المجموعات الإرهابية في العراق.
وفيما يمكن اعتباره سابقة تاريخية، أمر بوش بشكل مفاجئ بإرسال مجموعة أخرى من حاملات الطائرات (يو إس إس جون ستينيس) الى الخليج، وهي المرة الأولى منذ حرب العراق في العام 2003، التي تنشر فيها اميركا حاملتي طائرات في المنطقة، الأمر الذي رأى فيه مسؤول عسكري أميركي quot;إشارة لإيرانquot;.
إيران تتهم أميركا بالسعي إلى إفساد علاقاتها مع العراق
واتهمت ايران الولايات المتحدة التي اعتقلت خمسة من عناصر quot;القنصليةquot; الايرانية في اربيل في كردستان العراق، بالسعي إلى تعطيل التعاون بين ايران والعراق وتأجيج الخلافات بين الشيعة والسنة في المنطقة. وقال محمد جعفري المساعد في المجلس الاعلى للامن القومي الايراني quot;ان الولايات المتحدة تسعى إلى إفساد العلاقات بين الحكومتين الايرانية والعراقيةquot;. واوضح المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية انه توجه الى العراق quot;لمتابعة الملفات الجاريةquot; في اعقاب زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني الى طهران.
وذكر انه التقى مسؤولين عراقيين واكرادا من بينهم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني quot;لمناقشة بعض المشاريع الانمائية وتسلل متمردين من العراق الى ايران (..) وضرورة إحلال الامن في العراق وسبل مكافحة المجموعات الارهابيةquot;. وقال جعفري quot;هاجم الاميركيون القنصلية فيما كان الوفد الايراني يجري محادثات مع رئيس كردستان العراق وحكومتهاquot;.
من جهته قال وزير الخارجية منوشهر متكي ان quot;هدف الاميركيين كان اعتقال المسؤولين الامنيين الايرانيين الذين توجهوا الى العراق من اجل تطوير التعاون في المجال الامني بين البلدينquot;، على ما افادت وكالة الانباء الايرانية. واضاف متكي ان نظيره العراقي هوشيار زيباري اكد له في مكالمة هاتفية انه quot;سيتم الافراج قريبا عن الدبلوماسيين الايرانيينquot;.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الحكومة العراقية تبذل quot;ما في وسعها من اجل اطلاق سراح الايرانيين المعتقلينquot;، نافيا ان يكونوا quot;دبلوماسيينquot;.
واتهم جعفري الولايات المتحدة بالعمل على quot;تحميل ايران مسؤولية انعدام الامن في العراق (..) وفشلها في هذا البلد، وهذا غير صحيحquot;. وقال quot;ايران غير مسؤولة عن انعدام الامن لانه ليس من المنطقي ان نساند الحكومة العراقية ونثير لها في الوقت نفسه متاعبquot;. ولفت الى انه ليس هناك quot;اي ايراني بين الذين ينفذون عمليات انتحارية في العراق، انهم يتحدرون من دول المنطقة العربية المتحالفة مع الولايات المتحدةquot;.
واتهم متكي اخيرا الولايات المتحدة بالعمل على quot;تأجيج نزاع بين الشيعة والسنة في المنطقةquot;.
ودعت ثماني دول عربية هي السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان ومصر والاردن الثلاثاء ايران الى الامتناع عن التدخل في الشؤون العراقية، خلال اجتماع عقد في الكويت مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. ويثير النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة مخاوف الدول العربية الكبرى ذات الغالبية السنية.
طالباني ينقل عن طهران استعدادها للتفاهم مع واشنطن
وقال الرئيس العراقي جلال طالباني إن إيران مستعدة للتفاهم مع واشنطن quot;من افغانستان الى لبنانquot; واعرب عن الامل فيquot;الا تتطور العلاقات الاميركية-الايرانية الى صراع يدور على ارض العراقquot;.
وقال طالباني في حديث نشرته اليوم الجمعة صحيفة الحياة ان الرئيس الاميركي جورج بوش quot;قال ان للعراق الحق في ان يتحاور مع جيرانه سوريا وايران لحل مشاكله وهو موضوع امنيquot;. وتابع quot;طبعا لا نتمنى ان تتطور العلاقات الاميركية-الايرانية الى صراع يدور على ارض العراق بالعكس نحن بذلنا جهودا من اجل ان يتم تفاهم اميركي-ايراني على العمل المشترك من اجل امن واستقرار العراقquot;.
وكشف طالباني انه تم الاتفاق مرتين خلال العام الماضي على لقاء اميركي-ايراني بمشاركته ولكن في المرة الاولى ارجأ الايرانيون اللقاء لان الاميركيين اعلنوا عنه بينما كانوا هم يريدونه لقاء سريا، وفي المرة الثانية اجله الاميركيون الى ما بعد تشكيل الحكومة العراقية فغضب الايرانيون. وقال quot;الايرانيون أبدوا مرونة وانا اشهد للتاريخ أنهم قالوا إنهم مستعدون للتفاهم مع اميركا من افغانستان الى لبنان وانهم مستعدون للبحث من اجل الوصول الى نتائج ترضي الطرفينquot;.
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرتس غيتس صرح الخميس للصحافيين خلال زيارة قام بها للمنامة انه ابلغ قادة دول الخليج ان ايران quot;ذهبت بعيداquot; في مواقفها، مضيفا ان على واشنطن ان تعزز موقفها قبل اي حوار مع طهران. واضاف غيتس quot;ابلغتهم ان الايرانيين ذهبوا بعيدا وان هذا الامر يثير قلقا جديا في المنطقة وخارجها، حيال نواياهمquot;.
واكد الوزير الاميركي ان الايرانيين quot;عدائيون جداquot; ويعتبرون ان quot;الولايات المتحدة في موقف ضعيف بسبب الوضع في العراقquot;، لافتا الى ان الصعوبات التي يواجهها الاميركيون في هذا البلد اتاحت quot;للايرانيين فرصة تكتيكية، لكن الولايات المتحدة قوية جداquot;.
وسئل عن احتمال فتح حوار مع طهران، فاجاب ان على بلاده ان تعزز موقفها اولا وقال quot;بصراحة، في الوقت الراهن، لا يحتاج الايرانيون الى شيء من جانبنا، ففي اي تفاوض سنكون في موقف المطالبينquot;. واضاف غيتس quot;نحتاج الى مزيد من المكاسب قبل التحدث الى الايرانيين، ما دام انطباع الايرانيين ان الولايات المتحدة ليست خصما يخشى منه، لا فائدة كبرىquot; من التحاور.
واكد طالباني ان quot;للعراقيين مصلحة كذلك في ان تكون العلاقات السورية-الايرانية جيدة ولا تنعكس صراعات على ارض العراقquot;. وقال طالباني الذي ادلى بهذا الحديث في دمشق حيث بدأ الاحد الماضي زيارة مدتها ستة ايام انه تم توقيع اتفاقية للتعاون الأمني بين العراق وسوريا خلال هذه الزيارة. واكد انه مطمئن الى تطبيقها لوجود quot;ارادة سياسية لدى القيادتينquot; في هذا الاتجاه. واكد ان الرئيس السوري بشار الاسد والمسؤولين السوريين ابدوا quot;كل تأييد للامن والاستقرار في العراق وقالوا ان استقرار العراق ضرورة لسوريا لان العدوى قد تنتقل اليهم في ما بعد وهذا تطور مهمquot;.
ايران عرضت في 2003 وقف دعم حزب الله
وفي سياق آخر، أشار تقرير بثه تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أمس، إلى أن وزارة الخارجية الأميركية رفضت عرضاً إيرانيا بعيد غزو العراق في العام 2003، يقضي بوقف دعم طهران لحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستخدام نفوذها للمساعدة على ترسيخ الاستقرار في العراق، إضافة إلى اعتمادها الشفافية الكاملة حيال برنامجها النووي، مقابل تخلي واشنطن عن الموقف العدائي حيالها والعقوبات عليها، واعتقال عناصر منظمة مجاهدي الشعب وارسالهم الى ايران. ولم يصدر حتى الساعة أي تعليق من طهران ينفي أو يؤكد صحة هذا النبأ.
وورد الاقتراح في رسالة سرية غير موقعة سلمتها سويسرا الى أميركا. وفي سياق تعليقه على هذه الرسالة، قال لورنس ويلكرسون المدير السابق لمكتب وزير الخارجية كولن باول، ان وزارة الخارجية درست الاقتراح بايجابية البداية. واضاف quot;لكن مكتب نائب الرئيس ديك تشيني رفض العرض لدى وصوله الى البيت الابيض، لان تشيني متمسك بالسياسة التي تقضي بعدم التعامل مع الشيطانquot;.
واوضح ويلكرسون ان الايرانيين كانوا اقترحوا من جهة اخرى على وزارة الخارجية بعد التدخل في افغانستان في اواخر 2001، تسليم الاميركيين عناصر رفيعي المستوى في تنظيم القاعدة الارهابية مقابل المساعدة في ملاحقة عناصر مجاهدي الشعب. إلا ان باول وويلكنسون لم يتمكنا من تحديد مستوى المسؤولين في الحكومة الذين قدموا العرض واهملاه.
التعليقات