خلف خلف من رام الله: اتهم الموساد دبلوماسياً إسرائيلياً بتجاوز الخطوط الحمراء وإجراء اتصالات سرية مع شخصية عربية، ويزعم تقرير سري أرسله أخيرا الموساد إلى جهات رفيعة جدا في جهاز الأمن والجهاز السياسي في تل أبيب أن دبلوماسياً إسرائيلياً يجري في ظاهر الأمر اتصالات مريبة بمسؤول كبير في دولة عربية. وقالت صحيفة معاريف الصادرة اليوم الجمعة في تقرير لمراسلها اوري يبلونكا إن مواجهة شديدة اندلعت بين ذراعي دولة إسرائيل العظيمتي الشأن في الخارج - وزارة الخارجية والموساد.

ويزعم الموساد أن الصلة بين الدبلوماسي والمسؤول العربي الكبير - رجل استخبارات ndash; محظورة،وفي المقابلترفض جهات سياسية إسرائيلية التهم وتقول إن الموساد معتاد التنكيل بالدبلوماسيين الذين ينجحون في الحصول على معلومات نوعية من جهات عربية، لا ينجح الموساد نفسه في إحداث صلة بها.
ونقلت الصحيفة عن جهة أمنية إسرائيلية رفيعة تفسيرها للقضية على النحو الآتي: quot;الدبلوماسي الذي يُتحدث عنه خدم إلى ما قبل عدة اشهر في دولة ما، وأنشأ هنالك شبكة صلات بجهات محلية كثيرة، بينها جهة أمنية رفيعة أيضا. إن الدبلوماسي ما دام في الخارج يستطيع أن يلتقي الجهة العربية وأن يحادثها. لكن منذ اللحظة التي عاد فيها إلى إسرائيل فان كل صلة كهذه مريبة جدا. ليس من السوي على الإطلاق أن يكون دبلوماسي في اتصال بأجانب. في اللحظة التي يحادث فيها عامل دولة إسرائيلي يخدم في البلاد جهة في الحكم رفيعة أجنبية، يبدو هذا سيئا جداquot;.

quot;ومقابل ذلك، قال أمس دبلوماسي إسرائيلي رفيع معين في الخارج: quot;الدبلوماسي المتحدث عنه إنسان موهوب لا مثيل له. من المفهوم ضمنا أن صلاته بالشخصية العربية هي من أجل احتياجات العمل وهي مفيدة جدا لدولة إسرائيل. جميع عمله مبلغ عنه وشفاف لمسؤولي وزارة الخارجية الكبار، ولا يوجد ههنا أي شيء غير قانوني. إن مديري وزارة الخارجية، رون بروشاور في الماضي واهرون ابرموبيتش في الحاضر، محاطان علما بجميع تصرفات الدبلوماسي. لا توجد ههنا أي مشكلة، كل شيء على حسب القانون وكل شيء لمصلحة دولة إسرائيلquot;، كما تقول معاريف.

وتضيف: أنه قد جرى استيضاح مع الدبلوماسي في وزارة الخارجية للموضوع، وquot;ظهر من الاستيضاح أن الاتصالات كانت مرخصة فيها وبتخويلquot;، وبينت جهة في وزارة الخارجية، quot;الحديث عن عامل ممتاز في الوزارة، لا يوجد الكثير مثلهquot;.ولكن مزاعم الموساد في الأيام الأخيرة فتحت صندوق العجائب، وشهد دبلوماسيون رفيعون كثر، في إسرائيل وفي الخارج، أمام جهات رفيعة في إدارة وزارة الخارجية بان هذه ليست المرة الأولى التي ينقل فيها الموساد شكاوى اتصالات في الظاهر بين دبلوماسيين مهنيين وبين جهات عربية ومسلمة في أنحاء العالم.

ونقل عن دبلوماسي اسرائيلي قوله: quot;حدث معي أنني بعد لقاء لأحد أفراد الأمن المسلمين في أوروبا، في أثناء استقبال رسمي، تلقيت إشارة من الوزارة في القدس أنهم يبحثون عني لكي يسلموني شكوى جهاز الأمنquot;، وأضاف: quot;يعلنون دائما بأنه ليس من المرغوب فيه أن أحاول التحدث مرة أخرى إلى هذا المسلم أو إلى ذلك المسؤول العربي الكبير. ليس من اللذيذ تلقي ملاحظات كهذه، إذن نطيعها على رغم أنها حرب quot;أناquot; وليست موضوعيةquot;.
وحسب المصادر الإسرائيلية فان القضية الحالية تمكن من نظرة نادرة في نظام العلاقات المعقدة بين ذراعي دولة إسرائيل في الخارج: وزارة الخارجية، المسؤولة عن السياسة الخارجية وعن توجيه إسرائيل في تعقيد الدبلوماسية الدولية، والموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة، المسؤول عن جمع المعلومات لاحتياجات أمنية قومية.

وحسب المصادر فإن الدبلوماسيين الإسرائيليين في الخارج يلتقون في أحيان كثيرة نظراء من دول ليست لها علاقات بإسرائيل، في استقبالات في السفارات الأوروبية. تولد اللقاءات أحيانا تقارير استخبارية كاملة، تنقل ببرقيات شفرية إلى إسرائيل ويتم تحليلها في مركز البحوث السياسية - وهو ذراع البحث الاستخبارية لوزارة الخارجية، التي يرأسها نمرود بركان.

وفي خلال السنة الماضية نُشر في الصحف أن دبلوماسيين إسرائيليين التقوا دبلوماسيين من أفغانستان في إحدى دول أوروبا وتبادلوا بينهم رسائل تتصل بالاحتمالات في المستقبل لإقامة علاقات دبلوماسية مكشوفة بين إسرائيل وأفغانستان. وزعمت صحيفة معاريف في تقريرها أن اتصالات مشابهة تمت في السنة الأخيرة في أوروبا أيضا بدبلوماسيين من الباكستان والسعودية واندونيسيا. زار بروشاور أيضا، وهو الذي كان المدير العام لوزارة الخارجية وسيحظى في القريب بعمل سفير إسرائيل في لندن، دولا في الخليج العربي في المدة الأخيرة.

وتقول الصحيفة: إن مركز البحوث السياسية، الذي أقيم كجزء من استخلاص الدروس من إخفاق حرب يوم الغفران في سنة 1973، يصدر تقديرات للوضع يومية، وأسبوعية وسنوية، من أجل أن يمنح رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية نقطة نظر محايدة، بريئة من أي تعلق بتصورات الجيش الإسرائيلي والموساد الاستخبارية. وفي أثناء سنة 2006 طرأ تحسن ملحوظ على مكانة مركز البحوث السياسية عند سائر المنظمات العضو في الجماعة الاستخبارية الإسرائيلية، وتقيم وزيرة الخارجية تسيبي لفني قراراتها غير قليل على تقديرات وضع صاغها لها وقدمها إليها مركز البحوث السياسية، الخاضع لها.