بكين: التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت نظيره الصيني وين جياباو اليوم لبحث الملف النووي الايراني والتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات لتعزيز الروابط التجارية والثقافية بين البلدين. وفي اعقاب استقبال رسمي في قاعة الشعب الكبرى، قال اولمرت ان quot;هذه لحظات مهمةquot; بالنسبة اليه. واضاف قبل اجتماع مع وين quot;من المهم بالنسبة لاسرائيل اقامة علاقات جيدة وودية وواسعة مع الصينquot;.

ورحب وين باولمرت وتحدث عن quot;الروابط التاريخيةquot; بين اولمرت والصين، في اشارة الى الفترة المؤقتة التي عاش فيها اجداد اولمرت في الصين بعد ان فروا من اضطهاد اليهود في روسيا في مطلع القرن العشرين. ورد اولمرت بالقول quot;هذه لحظات مهمة بالنسبة لي واتمنى لو كان والدي على قيد الحياة ليشاهدا كيف اننا اتينا الى المكان الذي جاءت اليه عائلتي لنعزز العلاقات بين البلدين والشعبين العظيمينquot;.

وعلى الرغم من العلاقات الشخصية التي تربط اولمرت بالصين وتاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مدى 15 عاما، فان الصين تعتبر تقليديا مؤيدة للفلسطينيين. واثارت الصين غضب اسرائيل العام الماضي عندما استضافت وزير الخارجية الفلسطيني والعضو في حركة حماس محمود الزهار وذلك في تحد للمقاطعة الغربية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

الا انه يبدو ان الجانبين مصممان على تخطي الماضي خلال زيارة اولمرت، وهي الثانية خلال اقل من ثلاث سنوات والاولى منذ توليه رئاسة الوزراء العام الماضي، وذلك من خلال اتخاذ خطوات لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وكذلك البحث في قضايا الشرق الاوسط الحساسة وخاصة برنامج ايران النووي.

وذكر المسؤولون ان وين واولمرت وقعا اتفاقيات لتعزيز العلاقات الثقافية وبروتوكولات لاستيراد الحمضيات الاسرائيلية وتكنولوجيا تنقية المياه. الا انه لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل. كما يتوقع ان يناقش اولمرت مع وين البرنامج النووي الايراني المثير للجدل والذي تعتقد الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية انه يهدف الى تطوير اسلحة نووية.

وتعتبر الدولة العبرية الجمهورية الاسلامية الايرانية من الد اعدائها بعد ان دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مرارا الى quot;ازالة اسرائيل عن الخريطةquot;. ويرى مسؤولون ان اولمرت لا يتوقع ان يحصل على دعم كبير من بكين لفرض عقوبات قاسية على ايران.

وطبقا لمسؤولين، فان اولمرت لا يتوقع ان يلقى الكثير من الحماسة في بكين لدعوة اسرائيل فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية التي تعتبر من اكبر مزودي الصين باحتياجاتها من النفط والغاز لتغذية اقتصادها المتسارع النمو. وذكر مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته quot;لكن علينا ان نعد للجولة الثانية من العقوبات على ايران في الاشهر المقبلةquot;.

ودعمت الصين قرارا اصدره مجلس الامن الدولي في 23 كانون الاول(ديسمبر) ونص على فرض عقوبات على ايران، الا انها اعلنت انها لن تؤيد تشديد العقوبات على هذا البلد. لكن اسرائيل واثقة من ان الصين لا تريد ان تصبح ايران دولة نووية. وقال المسؤول انه quot;ليس في مصلحة الصين ايضا ان تصبح ايران دولة نوويةquot;. وسيلتقي اولمرت غدا الخميس الرئيس هو جينتاو.

وزار اولمرت الثلاثاء مزرعة اسرائيلية-صينية تجريبية مشتركة لمنتجات الالبان عند مشارف بكين، وقام بعد ذلك بزيارة القرية الاولمبية التي يجري بناؤها في العاصمة لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية عام 2008. ونشرت الصحف المحلية صورة اولمرت وهو يرتدي معطفا ابيض ويحاول حلب بقرة في مزرعة الالبان.