جند اخوته لضرب مصالح إسرائيلية
اساف بن دافيد يهودي في الجهاد الإسلامي

أسامة العيسة من القدس : في أحد أيام عام 1993، غادر الشاب الفلسطيني حسام صوافطة، وكان عمره 25 عاما بلدته طوباس، شمال الضفة الغربية، وتوجه إلى إسرائيل. وكان هذا الانتقال، نقطة تحول كبرى في حياة صوافطة، الذي ولسبب غير معروف، قرر اعتناق الديانة اليهودية، وهو أمر غير سهل، ولا يتقبل الحاخامات ذلك بسهولة، ولكن حسام صوافطة، رمى كل شيء خلف ظهره، واصبح يهوديا اسمه اساف بن دافيد.
تزوج اساف بن دافيد امرأة يهودية، وحصل على الجنسية الإسرائيلية عام 1996، وسكنا في بلدة كريات حاييم، وانجب منها ولدين.
وعاش بن دافيد، كأي يهودي إسرائيلي، مع عائلته، ومثلما لا تعرف الدوافع التي جعلته، يتنصل من حياته السابقة ويصبح يهوديا إسرائيليا، لا تعرف الأسباب التي جعلته في أواخر العام الماضي، أن يعيد الاتصال بأشقائه في طوباس، الناشطين في حركة الجهاد الإسلامي، وتم ذلك بسرية تامة.
وثق بن دافيد علاقته بشقيقه صلاح الدين صوافطة، واتصل به في شهر كانون الأول (ديسبمر) 2006، واعرب عن استعداده بتزويد شقيقه الذي اصبح مطاردا لقوات الاحتلال لقيادته إحدى خلايا الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية، بكميات من المواد الكيماوية، ليستخدمها الأخير في تصنيع متفجرات، وتنفيذ عمليات ضد اهدف إسرائيلية.
وتعهد بن دافيد بشراء كميات من حامض النيتريك وإيصالها إلى شقيقه، وتم الاتفاق بين الاثنين أن تكون شقيقتهما سائدة، هي صلة الوصل بينهما، واشترى بن دافيد جهاز هاتف خلوي أعطاه لشقيقته لتسهيل الاتصالات بين الاثنين.
وفي العشرين من شهر كانون الأول (ديسمبر) 2006، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، ورجال الشاباك، ووحدات خاصة، بلدة السيلة الحارثية غرب مدينة جنين، بناء على معلومات استخبارية مسبقة.
وكان الهدف اغتيال صلاح الدين صوافطة وزميله حسام العيسة قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد في قرية صانور.
وتم محاصرة منزل مهجور تحصن فيه صوافطة والعيسة، وطلب رجال الشاباك منهما عير مكبرات الصوت الاستسلام، ولكن وكما يحدث عادة بالنسبة لنشطاء الجهاد الإسلامي، فانهما رفضا الاستسلام، وقررا المقاومة حتى الموت.
بعد مقتل الاثنين، نعتهما حركة الجهاد الإسلامي، ونوهت لسجاياهما وتاريخهما النضالي، أما الشاباك، فاعلن بان صوافطة، الذي اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية بناء على طلب إسرائيلي لفترة من الزمن، كان مسؤولا عن تجهيز مختبر لتصنيع العبوات الناسفة، ومخططا لتنفيذ عمليات تفجيرية داخل إسرائيل، وآخرها عملية أحبطها الإسرائيليون قبل اغتياله بشهر.
وقال الشاباك بان الشبكة التي قادها صوافطة والعيسة مولت من قيادة حركة الجهاد الإسلامي في العاصمة السورية دمشق.
بعد أربعة أيام من تمكن إسرائيل من صلاح الدين صوافطة، تتبع رجال الشاباك اساف بن دافيد، واعتقلوه، بتهمة استعداده لتزويد شقيقه بالمواد الكيماوية لارتكاب عمليات تفجيرية.
واعتقلت سلطات الاحتلال أيضا الشقيقة سائدة، وكانت قبل ذلك وبتاريخ 10 تشرين الثاني (نوفمبر) اعتقلت الشقيق ماهر صوافطة الذي قال بأنه عشية اغتيال شقيقه صلاح عزله المحققون في زنزانة انفرادية، واخبروه بأنهم سوف يغتالون شقيقه وهو ما حدث في اليوم التالي.
واليوم الخميس 18 كانون الثاني (يناير) تم عرض اساف بن دافيد على المحكمة في مدينة حيفا، وقدمت ضده لائحة اتهام، ابرز ما تتضمن اتهامه بالتآمر لمساعدة العدو في وقت الحرب والتخابر مع عميل أجنبي.
اساف بن دافيد، ينكر التهم الموجهة إليه، وقال بأنه اتصل بشقيقه صلاح ليقنعه بان يسلم نفسه للقوات الإسرائيلية، حفاظا على حياته.
وما بين لائحة الاتهام التي نظرتها محكمة حيفا، وإنكار اساف بن دافيد للتهم، توجد حلقات مفقودة كثيرة، ربما الأيام المقبلة تكشف عنها، أو تبقيها طي الكتمان، وتظل قصة حسام صوافطة أو اساف بن دافيد، يكتنفها الغموض.