أسامة العيسة من القدس :قالت مصادر إسرائيلية إن خطرا يحدق بحياة دافيد دهان القائم بأعمال رئيس بعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية في العاصمة الفرنسية باريس، الذي اختفت آثاره صباح يوم أمس الاثنين.
وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية دهان، بالدبلوماسي الكبير فيما تشير مصادر صحافية إلى مهامه الاستخبارية، التي يطلع بها تحت المسمى الدبلوماسي، مرجحة أن يكون مسؤول الموساد الإسرائيلي في فرنسا، منسقا بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في هذا البلد ودول أوروبية أخرى، مما يجعل اختفاءه مسالة هامة لإسرائيل.
وحسب المعلومات المتوفرة، فان دهان لا يرد على هاتفه الخلوي، وكذلك فان جهاز الاتصال المتطور في سيارته لا يرد على المكالمات، وقالت مصادر إسرائيلية رسمية، في محاولة يعتقد أنها للتهوين من أمر اختفاء المسؤول الأمني البارز، بأنها ترجح أن هذا الاختفاء لم يكن على خلفية ما تطلق عليه quot;قومية متطرفةquot;، والمقصود، انه ليس له علاقة بإسرائيل وسياستها، وانما قد يكون اختفاءه سببه جنائيا.
وقالت هذه المصادر، ان أجهزة الأمن الفرنسية، تحقق بشكل مكثف وفي جميع الاتجاهات في مسألة اختفاء دهان، وانها تنسق في ذلك مع السلطات الإسرائيلية. وفي تطور جديد، ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت اليوم، انه تم العثور في منزل دهان على رسالة، لها علاقة باختفائه الغامض والمفاجئ، دون أن تشير إلى طبيعة هذه الرسالة، أو من شخصية كاتبها، أو ماذا تتضمن.
وبغض النظر عن الأسباب التي تقف خلف اختفاء دهان، فانه من الصعب تقدير ما يعنيه ذلك لأمن إسرائيل، التي تخشى من وقوع المعلومات التي بحوزته لدى الطرف المسؤول عن هذا الاختفاء، أيا كانت هويته أو دوافعه، وهذا ما يثير الفزع لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خصوصا الموساد.
ويذكر بان جهاز الموساد الإسرائيلي، يولي أهمية كبيرة لعمله في العاصمة الفرنسية باريس، وكان رجال هذا الجهاز نفذوا عدة عمليات اغتيال طالت قادة فلسطينيين، وعرب عملوا في المقاومة الفلسطينية، على الأرض الفرنسية، ومن اشهرها اغتيال ممثل منظمة التحرير في فرنسا محمود الهمشري، بتفخيخ هاتفه، في 9 كانون الثاني (يناير) 1973، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة توفي على أثرها بعد شهر، واغتيال باسل الكبيسي الأكاديمي والكاتب العراقي، المسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يوم 6 نيسان (أبريل) 1973.
وكانت آخر الاغتيالات التي نفذها الموساد في 8 حزيران (يونيو) 1992، عندما تم اغتيال مسؤول المخابرات الفلسطينية عاطف بسيسو، أمام فندقه في باريس، عشية الاتفاق التاريخي بين منظمة التحرير وإسرائيل الذي عرف إعلاميا باسم اتفاق أوسلو.
التعليقات