الياس توما من براغ: بدأ الرئيس الصربي بوريس تاديتش اليوم إجراء المشاورات الخاصة بتشكيل حكومة صربية جديدة وسط مؤشرات على أن هذه العملية ستتصف بالتعقيد. وقد التقى تاديتش اليوم وفدًا من الحزب الصربي الراديكالي الذي كان قد فاز بالانتخابات النيابية التي جرت في 21 من هذا الشهر من خلال حصوله على 81 مقعدا من اصل 150 كما التقى وفدا من الحزب الذي يترأسه وهو الحزب الديمقراطي أعلن بعدها أن الحزب الراديكالي طلب تفويضا بتشكيل الحكومة باعتباره الحزب الفائز في هذه الانتخابات لكنه رفض الكشف عن مرشحه لهذا المنصب. كما طالب الحزب الراديكالي وفق ما ذكرته الإذاعة الصربية الليلة من الرئيس تاديتش تقديم استقالته والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة .

من جهته قال نائب رئيس الحزب الديمقراطي دوشان بيتروفيتش ان حزبه مستعد لتحمل مسؤولية قيادة البلاد وإن مرشحه لترؤس الحكومة هو بوجيدار جيليتش مشددا على أن حزبه سيفعل كل ما بوسعه من اجل توفير أغلبية برلمانية للحكومة التي سيشارك فيها. ورأى أن أفضل خيار بالنسبة إلى صربيا يكمن في تشكيل حكومة ديمقراطية تتكون من الحزب الديمقراطي الذي حل ثانيا في الانتخابات النيابية ومن حزب رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا الحزب الديمقراطي لصربيا ومن حزب مجموعة غ 17 الليبرالي والتحالف الملتف حول الحزب الليبرالي الديمقراطي إضافة إلى ممثلين عن أحزاب الأقليات القومية .

تشكيل مثل هذا الائتلاف سيجعل الحكومة تمتلك أغلبية برلمانية مريحة تمكنها ليس فقط من إنجاز الإصلاحات الاقتصادية والديمقراطية المطلوبة وإنما أيضا من تسريع التكامل مع الاتحاد الأوروبي غير أن الوصول إليها سيتطلب جهودا سياسية كبيرة وتنازلات من قبل الأطراف المعنية للتوصل إلى قاسم مشترك .

وقد بدأت الاتصالات الأولية بين حزب الرئيس تاديتش وحزب رئيس الحكومة كوشتونيتسا غير أنها اصطدمت بموقف متصلب أبداه كوشوتنيتسا تمثل بمطالبته بمنصب رئيس الحكومة له . وتأتي محاولة تشكيل حكومة جديدة في صربيا في وقت هو الأصعب بالنسبة إليها باعتبار أن حل مسألة الوضع النهائي لإقليم كوسوفو قد بدأ يتحرك حيث كشف المبعوث الدولي مارتي اهتساري عن اقتراحاته لممثلي دول مجموعة الاتصال في فيينا يوم الجمعة الماضي فيما سيقدمها لقيادات بلغراد وبرشتينا في الثاني من شباط / فبراير المقبل أي يوم الجمعة المقبل .

وعلى الرغم من إعلان كوشتونيتسا انه لن يستقبل اهتساري لأنه وفق الدستور يسير الأمور فقط في البلاد من الناحية الفنية وبالتالي لا يمكن له أن يتفاوض باسم صربيا وإلحاحه على أن يتم تأجيل ذلك إلى ما بعد إعلان الحكومة الجديدة إلا أن مكتب المبعوث الدولي أعلن أن لا تأجيل في هذه المسألة فيما أعلن الرئيس الصربي انه سيستقبل اهتساري يوم الجمعة المقبل ولم يتم بعد رسميا الكشف عن مضمون اقتراحات المبعوث الدولي غير أن اهتساري الذي كان رئيسا لبلاده فنلندة لمح إلى أن اقتراحه يركز على حماية حقوق الأقليات القومية في الإقليم وانه يفترض استمرار الوجود الدولي في الإقليم بشقيه المدني والعسكري .

كما أكد في كلمة له أمام تجمع المجلس الأوروبي في ستراسبورغ قبل اقل من أسبوعين ان حماية حقوق الأقليات تمثل الأساس لقيام كوسوفو الديمقراطي والمتعدد القوميات وانه سيتم وبقوة ضمان حقوق جميع القوميات من قبل مؤسسات قائمة على حكم القانون كما سيقترح أيضا تواجدا دوليا قويا في الإقليم . ويعتقد بعض الدبلوماسيين الغربيين المتابعين لهذا الملف ان اهتساري سيعرض في اقتراحاته أيضا منح الإقليم شكلا محددا من الاستقلال المشروط تحت إشراف دولي .