اعتدال سلامه من برلين: في حديث صحفي له اليوم اكد سكرتير الدولة في وزارة الخارجية الاشتراكي غرنوت ارلر على وجوب استغلال الظرف الحالي في الشرق الاوسط من اجل الدفع بعملية السلام خاصة بعد استعداد كل اطراف اللجنة الرباعية( روسيا الولايات المتحدة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) للاجتماع في الثاني من شهر شباط ( فبراير) الشهر القادم في واشنطن بحضور المانيا لترأسها للاتحاد الاوربي ومجموعة بلدان ال8. واكد غرنوت ارلر انه يمكن لبلاده حاليا التي تتوفر لديها سلطة سياسية اكبر ان تلعب دورا خاصة وانها تتمتع بثقة مميزة لدى اطراف النزاع الفلسطينيين والاسرائيليين، كما لها جنود مراقبة على السواحل اللبنانية ضمن وحدات يونيفيل الدولية.

وشدد ارلر بامكانية مواصلة العمل على اساس خارطة الطريق لانها حجر الاساس للحل السلمي ومضمونها وبنودها مازالت حديثة، لكن بالطبع يجب ان تتناسب مع المستجدات التي حدثت، فكل المبادرات المتعدد الاطراف او الثنائية اصبحت في الادراج. وذكر ارلر بان الوضع في الشرق الاوسط ليس كما كان على عهد حكومة شارون والاعتقاد السائد اليوم بان بناء جدار فاصل لا يمنع العمليات التي يقوم بها المسلحين تفسح المجال وتوفر الامكانية لحل سلمي لكامل المنطقة، وهذا بداية جديدة لم تكن متوفرة سابقا.

ومن وجهة نظره فان الوضع السياسي الاسرائيلي بما فيه مشاكل رئيس الجمهورية كاتساف والمواجهات الفلسطينية يعيق المفاوضات الا انه في نفس الوقت قد يوفربعض الفرص. فالمشاكل الداخلية الفلسطينية والاسرائيلية هي ايضا دافع لعمل اللجنة الرباعية. وطالب الغرب بوجوب العثور على حل لكامل للمنطقة وشمل كل الاطراف اذا ما اراد حقا بناء دولة فلسطينية وحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. واضاف انه بسبب النزاع على مرتفعات الجولان لا يمكن ابعاد سوريا عن المفاوضات السلمية، كما وان نفوذ ايران الكبير على سوريا وحزب الله يتطلب شمل طهران ايضا.

وذكر ارلر ان النتائج الايجابية لدمشق وطهران التي يمكن ان الاستفادة منها اذا ما تعاونت بشكل بناء على اللجنة الرباعية: اي انهما تقفان امام خيارين اما العزلة او التعاون، فالناس في كلا البلدين يراقبون الخطوات الايجابية او السلبية التي يحققها زعماؤهم لانها تنعكس عليهم مباشرة .والكثير من رجال الاعمال والمصانع في كل انحاء العالم يفكرون الان اذا ما كانت عقوبات الامم المتحدة هي المسؤولة عن الوضع في ايران وقد يعملون على تقليص اعمالها في ايران. وبالنسبة لروسيا فهناك علاقات مهمة مع ايران وسوريا، فالمفاعلات النووية في بوشار وحدها صفقة تعد بالمليارات وتوفر امكانية توقيع عقود لبيع العديد من المعدات في مجال انتاج ا لطاقة المدنية، عدا عن ذلك هناك عقود ضخمة لبيع اسلحة روسية الى ايران. لذلك قد تتعرض روسيا للخطر اذا ما فرض عقوبات على ايران وسوريا بسبب رفضهما التعاون.