الياس توما من براغ: اعتبرت الحكومة الصربية اليوم التصريحات الجديدة لقيادات من ألبان كوسوفو بإعلان استقلال الإقليم من جانب واحد بعد أيام من انتهاء السقف الزمني المحدد لهذه المفاوضات وهو العاشر من كانون الأول ديسمبر القادم بأنها تمثل تهديدا مفتوحا وهدما للعملية التفاوضية الجارية بين بلغراد وبريشتينا.

ونقلت الإذاعة الصربية عن مكتب رئيس الحكومة الصربية قوله اليوم إن بلغراد دعت الأسرة الدولية عدة مرات لإرسال تحذير واضح تتم فيه إدانة ورفض أي عمل وحيد الجانب حول استقلال الإقليم.

وأكد مكتب فويسلاف كوشتونيتسا أن استقلال كوسوفو من جانب واحد سيكون عملا غير قانوني وخطوة انفصالية تنتهك بشكل مباشر القانون الدولي ولذلك فان صربيا ستعتبر مباشرة القرارات وحيدة الجانب بأنها باطلة كونها تمثل خرقا للدستور الصربي وللقانون الدولي .

وحذرت بلغراد بأن كل دولة ستعترف من جانب واحد باستقلال كوسوفو ستكون بذلك قد عملت وبشكل مباشر ضد مصالح صربيا الجوهرية ومصالح الدولة ومصالحها القومية الأمر الذي يمثل تحذيرا صربيا مبطنا بأنها ستعمد إلى إعادة تقويم علاقاتها مع هذه الدول .

من جهته اتهم الوزير الصربي المكلف بملف كوسوفو سلوبودان سامارجيتش المسؤولين الأميركيين بأنهم يقومون بكل ما يستطيعون من جهد لإعاقة الاتفاق في نيويورك بخصوص التحفظ على الحل الذي تكون نتيجته مسبقة بالنسبة للوضع القانوني المستقبلي لكوسوفو .

وذكر سامارجيتش لوكالة quot;تانيوغquot; الصربية كمثال على ذلك تصريح روزماري دي كارلو مساعدة نائب وزيرة الخارجية الأميركية وتصريح زلماي خليل زاد، السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة بأن إقليم كوسوفو سيكون مستقلا.واعتبر سامارجيتش أن هذا الأمر قد شجع ممثلي ألبان كوسوفو أثناء زيارة لندن، على التصريح بأنهم سيعمدون على الفور بعد الـ 10 من ديسمبر/كانون الأول المقبل وبعد أن يقدم الوسطاء تقريرهم للأمين العام للأمم المتحدة عن العملية التفاوضية إلى إعلان استقلال الإقليم.

وتساءل إذن لماذا يتم إجراء المفاوضات إذا كان رسميون كبار للولايات المتحدة الأميركية البلد الذي يوجد له مبعوث في ترويكا مجموعة الاتصال يدلون بمثل هذه التصريحات .

وأكد سامارجيتش أن الوفد الصربي سيشارك في المحادثات القادمة بين الصرب والألبان التي ستجري الأحد المقبل في بروكسل إلا أنه سيواصل التحذير من أن الجهود ستكون عديمة الفائدة إذا ما استمرت المواقف الأميركية الحالية بان إقليم كوسوفو سيستقل .

حل مشكلة إقليم كوسوفو يعتبر التحدي الأكبر لأوروبا الآن ومستقبل الإقليم يتأرجح وفق المعطيات المطروحة الآن بين الاستقلال من جانب واحد بتداعيات سياسية وأمنية ربما تكون خطرة وبين الاستقلال المشروط وفق خطة اهتساري أو منح الإقليم وضعا مشابها لهونغ كونغ أي أكثر من الحكم الذاتي واقل من الاستقلال .