إتهامات لمحافظ عراقي بتزوير شهادته
قوات امن كردية تنتشر في ديالى وكركوك


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: مشطت قوات أمنية كردية أطراف محافظة ديالى المضطربة أمنيًا والواقعة شرق بغداد وتحاذي حدود اقليم كردستان العراق جغرافيًا. ويأتي انتشار هذه القوات ضمن اتفاق مع الحكومة العراقية بعد أن سيطر مسلحو تنظيم القاعدة والجيش الإسلامي على الطريق الواصل بين ديالى واطراف كركوك، وقتلوا مئات العراقيين المسافرين برًا بين بغداد وإقليم كردستان، إذ تنتشر مجموعات المسلحين عند سلسلة جبال حمرين القريبة من منطقة العظيم التي يتجنب سائقو سيارات نقل الركاب والباصات المرور فيها خشية استهدافهم. كما شهد الطريق ذاته مقتل عشرات سائقي شاحنات الوقود واحراق حمولة النفط او الغاز الذي ينقلونه.

وقد القت قوات الاسايش وهي التسمية التي تطلق على قوات الامن الكردية خلال الايام الماضية القبض على نحو 600 مسلح ينتمي بعضهم للجيش الاسلامي كانوا ينشطون في محافظات ديالى وكركوك واربيل وفي الطريق الموازي لجبال حمرين. وقالت شرطة اقليم كردستان انها القت القبض موخرا على جماعة مسلحة تنتمي للجيش الاسلامي في منطقة جبال حمرين مكونة من عدة اشخاص وقد تم عرضهم في بعض القنوات الكردية و من بينهم محامٍ وأحد أفراد الشرطة التابعة للجيش العراقي.

الى ذلك من المنتظر ان ينتشر لواءان من البيشمركة في اطراف محافظة كركوك لحفظ الطريق البري واحباط محاولات تفجير ابراج نقل الطاقة الكهربائية وانابيب النفط في منطقة بيجي.

فقد اعلن اللواء جبار ياور المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة لقوات حرس إقليم كردستانفي تصريحات نشرتها وكالة الاخبار العراقية ان تفاصيل الاتفاقية بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة شئون البيشمركة في الاقليم تأتي 'لتفعيل دور قوات بيشمركة كردستان في دحر الارهاب وحماية المواطنين وكيفية مساهمة هذه القوات في ترسيخ الامن في العراق وكردستان. وأشار ياور إلى أن الجانبين اتفقا على ''إرسال لواءين من قوات البيشمركة الكردية لمحافظة كركوك لتتولى حماية خطوط الطاقة الكهربائية بين كركوك وبيجي وكذلك حماية أنابيب النفط العراقي والخط الاستراتيجي الذي يمتد من كركوك إلى ميناء جيهان التركي''. و أضاف أنه تقرر تشكيل فرقتين عسكريتين جديدتين في إقليم كردستان ترتبطان بوزارة الدفاع مباشرة.

وكانت دعوات انتشار القوات الكردية المسلحة التي تصدر من سالكي الطريق من عرب واكراد تصطدم بعقبة اعتراض السكان العرب في كركوك او ممثلي عدد من الاحزاب ذات التوجه القومي العربي في العملية السياسية في العراق التي تخشى من سيطرة الاكراد على هذين المحافظين وفرض امر واقع في المستقبل. لكن ازدياد اعداد الضحايا في كل من ديالى وكركوك شكل ضغطا على الحكومة العراقية وشجعها للموافقة على استقدام قوات امن كردية تتولى حماية المحافظتين المضطرتين واللتين تقطنهما شرائح متعددة من العراقيين من عرب وكرد وتركمان واشوريين.

وفي محافظة بابل الى الجنوب من بغداد استمرت المطالبات باقالة محافظها سالم صالح المسلماوي بعد اتهامه بتزوير شهادته الدراسية من قبل وفد من اهالي المحافظة الذين قالوا ان لديهم ما يثبت ان المحافظ لم يكمل الدراسة الابتدائية. وقال المهندس محمد المسعودي رئيس مجلس محافظة بابل ان المجلس سيدقق في هذه الوثائق وسيتخذ الاجراءات الازمة بعد التاكد من صحتها.

المحافظ رد على مطالبيه بالاستقالة خلال مؤتمر صحفي عقد في ديوان المحافظة ظهر امس مؤكدا انه حاصل على شهادة العلوم الاسلامية من دولة ايران الاسلامية وانها مسجلة في وزارة التعليم العالي في العراق ومصدقة من قبل مركز التعليم في ايران وهي معادلة للشهادات العراقية.

وأشار المسلماوي ان طرح موضوع اقالته وموضوع الشهادة في مثل هذه الظروف التي تشهدها المحافظة كالتنمية الحاصلة وتنفيذ المشاريع الخدمية وحصولها على المرتبة الاولى في استثمار الاموال وانجاز المشاريع كل ذلك اثار حفيظة تلك الاطراف التي تحاول بشتى الوسائل افشال واسقاط الحكومة المحلية من اجل ايقاف عملية التنمية والاعمار، مؤكداً ان الاهتمام الذي تحظى به المحافظة من قبل الحكومة المركزية وحصولها على ميزانية تكميلية قدرها ( 400 ) مليون دولار لا ترضي هذه الاطراف التي تحاول عرقلة مسيرة البناء مشددًا أن من يتقدم بطلب اقالة المحافظ يجب ان تكون لديه دلائل واثباتات على التقصير وعدم القدرة في إدارة المدينة وتنميتها مبينا ان الذين يطرحون مثل هذا الموضوع عليهم اتخاذ القنوات الرسمية الحكومية كمخاطبة وزارة التعليم العالي لو ارادوا اثبات ادعائهم والاطلاع على الحقائق بدلاً من ان تطرح بشكل عشوائي واغراض شخصية مضادة هدفها خلق فجوات سياسية تعمل على ايقاف العملية السياسية في المحافظة وزعزعة الامن والاستقرار فيها. ولم يسم المحافظ الاطراف التي تستهدفه الا ان المحافظة تشهد تنافسًا على المناصب فيها بين حزب الدعوة الاسلامية والمجلس الاسلامي الاعلى الاعلى وتيار الصدر.

وتشرف قوات العقرب على بسط الامن في اطراف المحافظة وهي قوات كوماندوز عراقية خاصة تولى تدريبها الجيش الاميركي وتمكنت تأمين مناطق شمال بابل بعد اعتقال وقتل مئات من المسلحين الذين كانوا يسيطرون على مدن اللطيفية والمحمودية واليوسفية الى الجنوب من بغداد والشمال من بابل ضمن ما يعرف بمثلث الموت من 2004 حتى نهاية عام 2006.