لندن: تكشف صحيفة الغارديان البريطانية الصادرة اليوم عن إستراتيجية أفغانية جديدة تحظى بدعم كامل من بريطانيا وترمي لشق حركة طالبان من الداخل من خلال تأمين انشقاق أعضاء بارزين عن الحركة وإعلان عدد كبير من أنصارها التخلي عنها. ففي تحقيق نشرته على صفحتها الأولى، تقول الجارديان إن الاستراتيجية، التي يشكل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي رأس الحربة فيها والقوة المتقدمة في تنفيذها، تعكس تحولا نوعيا بارزا في السياسة البريطانية وقد بدأت أولى علامات نجاحها تلوح في الأفق. وتنقل الغارديان عن مصادر مطلعة قولها إن عناصر بارزة في مجلس قيادة طالبان قد استخدموا بالفعل وسطاء للتفاوض بالنيابة عنهم بشأن شروط وظروف انشقاقهم عن الحركة.

استراتيجية جديدة

كما تنقل الصحيفة عن مسؤول بريطاني بارز قوله بشأن الاستراتيجية الجديدة والتطورات الميدانية المتعلقة بها: quot;هناك اتصالات معتبرة تجريها الآن شخصيات حكومية (أفغانية) رفيعة وجادة مع أشخاص ينتمون إلى حركة طالبان... كما يمكننا تصور تساقط كتل من الحركة من خلال تخليها عن العنف، إذ إن بعضهم قد فعل ذلك بالفعلquot;. وقال المسؤول البريطاني إن بعض شيوخ القبائل ووزراء سابقين من حركة طالبان ومسؤولين من الأمم المتحدة قد افتتحوا قنوات خلفية متعددة بين الطرفين (الحكومة الأفغانية وطالبان).

سحب القوات

ويأتي الكشف عن الاستراتيجية الجديدة ليتزامن مع إعلان بريطانيا عن سحب المزيد من قواتها من العراق واستعدادها لتعزيز وجودها العسكري في جنوب أفغانستان خلال الأشهر القليلة القادمة دون أن يعني ذلك الاشتباك العسكري المباشر مع مسلحي طالبان. كما يتزامن أيضا مع توصل العديد من المسؤولين البريطانيين إلى استنتاجات مفادها أنه لا يمكن القضاء على طالبان بالسبل العسكرية نظرا لجذورها الضاربة في أفغانستان وتغلغل أفكارها ومبادئها في أذهان وعقول العديد من سكان المنطقة.

تقول الجارديان إنه مع المراجعة الشاملة التي أجراها رئيس الوزراء البريطاني الجديد على سياسة بلاده العسكرية والخارجية منذ وصوله إلى 10 داوننج ستريت في الصيف الماضي، فقد تم التوصل إلى قرار بالتركيز على quot;مغازلة المعتدلينquot; من قادة طالبان، بالإضافة إلى بعض قادة الصف الثاني في الحركة الذين يقاتلون من أجل المال وبدافع الالتزام القبلي أكثر من ولائهم لعقيدة طالبان وإيديولوجيتها الفكرية.