القدس: يبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاحد زيارة لفرنسا يفترض ان تكرس تحسن العلاقات بين البلدين الحليفين في الجهود الدولية ضد برنامج ايران النووي.ويجري اولمرت الاثنين المقبل محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل ان يتوجه الثلاثاء الى لندن حيث يلتقي نظيره البريطاني غوردن براون.وتأتي زيارة اولمرت في ظروف جيدة. فقد رحبت حكومته بتشديد فرنسا لهجتها حيال ايران وحيال حزب الله الشيعي اللبناني الذي خطف جنديين اسرائيليين مما شكل السبب المباشر في شن الدولة العبرية حربا عنيفة على لبنان في تموز/يوليو 2006.
وقالت ميري ايسين الناطقة باسم اولمرت quot;اسرائيل تنظر بايجابية كبيرة الى تصريحات الرئيس الفرنسي حول المسألة الايرانية وتعتبر ان من الاهمية في مكان ان يساهم اعضاء اساسيون في الاتحاد الاوروبي في الجهود الدولية ضد برنامج ايران النوويquot;.
وتدعو فرنسا الاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات على ايران لحملها على التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تشتبه الدول الغربية بانه يخفي شقا عسكريا الامر الذي تنفيه ايران.ودعا ساركوزي قبل زيارته الاخيرة الى موسكو الى فرض quot;عقوبات تدريجية لحمل ايران على التعقلquot;. ودعا كذلك الى quot;فتح حوار في حال اختارت ايران احترام التزاماتهاquot;.بيد ان احتمال فرض عقوبات جديدة يثير تحفظات بعض شركاء فرنسا الاوروبيين مثل ايطاليا والمانيا اللتين تربطهما مصالح تجارية كبيرة مع ايران.وترى الدولة العبرية التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في المنطقة، في ايران عدوها الرئيسي بعد تصريحات الرئيس الايراني المتكررة الداعية الى quot;ازالة اسرائيل عن الخارطةquot;.
وشهدت العلاقات بين فرنسا واسرائيل تحسنا ملحوظا منذ وصول نيكولا ساركوزي الى الرئاسة الفرنسية الذي قدم نفسه على انه quot;صديقquot; اسرائيل.واعتبرت الدولة العبرية ان انتخابه يشكل منعطفا في العلاقات المضطربة مع باريس التي اتهمت في عهد الرئيس السابق جاك شيراك بانتهاج سياسة مؤيدة للعرب في الشرق الاوسط.وزيارة ارييل شارون، سلف اولمرت في رئاسة الوزراء في حزيران/يونيو 2005 ساهمت في حصول تقارب بين البلدين الى حد بدأ فيه الحديث الى عودة quot;شهر العسلquot; الذي كان يميز العلاقات الفرنسية-الاسرائيلية قبل حرب حزيران/يونيو 1967.
وقال مسؤول حكومي اسرائيلي رفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن هويته quot;نحن حذرون جدا في قراءة مواقف فرنسا لكن نجد فيها تغيرا ايجابيا. انه وضع جديد بالتأكيدquot;.وخلال جولته الاوروبية سيجري اولمرت كذلك محادثات مع القادة الفرنسيين والبريطانيين تتناول الاجتماع الدولي المقبل حول الشرق الاوسط المقرر قبل نهاية السنة في الولايات المتحدة.وقالت ايسين ان اولمرت quot;يرغب بالحصول على دعم فرنسا وبريطانيا في عملية السلام ليظهر ان المجتمع الدولي يدعم القوى المعتدلةquot; في اشارة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وفي هذا الاطار قررت الولايات المتحدة تنظيم اجتماع دولي قبل نهاية السنة في انابوليس قرب واشنطن لفتح الباب امام تسوية نهائية للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
التعليقات