بهية مارديني من دمشق:جددت سوريا تأكيداتها اليوم ان المباحثات السورية التركية اثناء الزيارة الاخيرة للرئيس السوري بشار الاسد الى تركيا هدفت إلى احتواء التوتر على الحدود التركية العراقية.
واكد معاون وزير الخارجية السوري عبد الفتاح عمورة في حديث للفضائية السورية الرسمية اليوم أن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره العراقي هوشيار زيباري quot;جاء من اجل بذل جهود دبلوماسية وسياسية مشتركةquot; بين سورية والعراق وتركيا.
وشدد على التوضيحات السورية بان المباحثات السورية التركية تناولت إيجاد آلية عمل دبلوماسي مشترك لاحتواء التوتر على الحدود التركية العراقية جراء الاشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية واشار عمورة الى أن القادة في سورية وتركيا quot;يؤمنون بأن العمل السياسي والدبلوماسي هو الحل الأمثل لهذه القضاياquot;.
من جانبها أعلنت تركيا إنها ستستنفد كل السبل الدبلوماسية قبل القيام بأي عملية عسكرية في شمال العراق للقضاء على المتمردين الأكراد، في وقت دعت فيه الولايات المتحدة الحكومة العراقية للتحرك لوقف هجمات المتمردين على تركيا. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن quot;تركيا سترجئ التدخل العسكري عدة أيام لتتيح الفرصة أمام الولايات المتحدة للتحرك ضد الانفصاليين الأكرادquot;.
وجرى الأحد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري دعا فيه المعلم إلى التحرك السريع لإيجاد حل سياسي للوضع المتوتر على الحدود العراقية التركية بما في ذلك وضع حد للنشاطات الإرهابية التي يمارسها حزب العمال الكردستاني في الأراضي التركية.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال خلال زيارته تركيا الأسبوع الماضي إن من حق تركيا الدفاع عن نفسها مشيرا إلى أن سورية تعتبر حزب العمال الكردستاني quot;منظمة إرهابيةquot;. وجاءت هذه التصريحات بعيد تخويل البرلمان التركي للحكومة بإرسال الجيش إلى شمال العراق لقتال حزب العمال الكردستاني الأمر الذي اعتبر تأييدا سوريا لعملية عسكرية تركية متوقعة في شمال العراق لكن الخارجية السورية اوضحت ما نقل من تفسيرات لتصريحات الاسد كما ان وزير الإعلام السوري محسن بلال أعرب عن استغرابه من quot;تحريفquot; تصريحات الرئيس ، لافتا إلى أن محادثات الاسد في تركيا لم تتطرق إلى عمل عسكري في شمال العراق.
يذكر ان سوريا دخلت وسيطا بين تركيا وقبرص ايضا وخاصة ان الرئيس القبرصي ارسل رسالة للرئيس السوري منذ ايام فيما تقوم تركيا باتصالات مع اسرائيل كطرف ثالث من اجل دفع عملية السلام.
ويتزامن إعلان تركيا بتأجيل عملياتها العسكرية هذا مع حشدها لقواتها بمحاذاة الحدود مع العراق وعبور 50 آلية عسكرية تركية محملة بالجنود والعتاد من quot;سيرناكquot; جنوب شرق البلاد إلى منطقة quot;اولوديريquot; على الحدود مع العراق استعدادا لاحتمال القيام بعملية ضد قواعد المتمردين الأكراد.
وحذر أردوغان من أن quot;فشلquot; الولايات المتحدة في التحرك ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق يهدد العلاقات بين واشنطن وأنقرة وقال إن الحزب quot;المتمردquot; يختبئ وراء الحكومتين الأميركية والعراقية ويستخدم أسلحة أميركية ضد القوات التركيةquot;.
من ناحية أخرى، دعت واشنطن الحكومة العراقية إلى التحرك بسرعة لمنع المتمردين الأكراد من شن هجمات أخرى داخل تركيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو quot;لا نريد أن يكون هناك عمل عسكري أوسع على الحدود الشماليةquot;.
وتزايد احتمال تدخل عسكري تركي لضرب المتمردين الأكراد بعد مقتل 12 جنديا تركيا في كمين نصبه المتمردون الأكراد وفقدان الاتصال بثمانية جنود، فيما أعلنت تركيا أنها قتلت 34 متمردا في هجوم للجيش دعمته طائرات الهليكوبتر والمدفعية.
من جهته، أعلن مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني أن متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون القوات التركية أعلنوا وقفا لإطلاق النار من جانب واحد.
ويسعى حزب العمال الكردستاني إلى إقامة دولة كردية في كردستان العراق وتضم مناطق كردية في سورية وتركيا وإيران، ويعتبر إقليم كردستان العراق من المناطق القليلة التي تتمتع باستقرار نسبي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد عام 2003.
التعليقات