الياس توما من براغ، موسكو، وكالات: أخفقت المعارضة اليسارية التشيكية ممثلة بالحزب الإجتماعي الديمقراطي والحزب الشيوعي اليوم في إقرار مشروع قانون تقدمت به إلى البرلمان ينص على تنظيم استفتاء في تشيكيا بشان وضع القاعدة الرادارية الأميركية التابعة للدرع الصاروخي في الأراضي التشيكية. وقد صوت لصالح تنظيم الاستفتاء 76 نائبا من اصل 144 حضروا جلسة اليوم الأمر الذي لم يكن كافيا لإقرار القانون كونه يحتاج ليس إلى أصوات أغلبية النواب وإنما الأغلبية الدستورية أي 120 صوتا من اصل 200 هو العدد الكامل للنواب .

وقد صوت لصالح الاستفتاء جميع نواب الحزب الشيوعي والاجتماعي الديمقراطي الذين حضروا جلسة اليوم إضافة إلى تصويت نائبين من الحزب المدني الحاكم ونائب من حزب الشعب المشارك في الائتلاف الحاكم فيما امتنع نواب حزب الخضر المشارك أيضا في الائتلاف الحاكم عن التصويت. ولا تعتبر نتيجة التصويت مفاجأة لأنه كان من المعروف مسبقا أن المعارضة لا تمتلك الأصوات الكافية لإقراره في ظل رفض أحزاب الائتلاف الحاكم تنظيم استفتاء بشان القاعد الرادارية.

وقد اعترف احد واضعي مشروع القانون هذا النائب عن الحزب الاجتماعي زدينييك ييتشينسكي بان مشروع القانون لم يكن يمتلك حظا بالنجاح غير أن حزبه مع الحزب الشيوعي أرادا من خلال تقديمه إثارة نقاش في البرلمان حول موضوع القاعدة الرادارية الأميركية.

ويحظى موضوع تنظيم الاستفتاء حسب أخر استطلاع للرأي في تشيكيا بدعم نحو 74% من المواطنين التشيك غيران الحكومة ترفض ذلك لان مختلف استطلاعات الرأي أكدت أيضا أن أغلبية المواطنين التشيك يرفضون وضع القاعدة الرادارية الأميركية في بلادهم.

يذكر أن جولة جديدة من المحادثات الأميركية التشيكية بشان مضمون الاتفاقيتين اللتين ستنظمان وضع القاعدة والقوة الأمريكية فيها ستجري خلال الأيام القليلة القادمة في براغ ولن يتم فتح الطريق أمام وضع القاعدة في تشيكيا إلا في حال مصادقة البرلمان التشيكي على الاتفاقيتين الأمر الذي ينتظر أن يتم في الربع الأول من العام القادم.

الدرع الصاروخي الأميركي عاجز عن مواجهة صواريخ quot;توبول-مquot; الروسية

على صعيد متصل ومن جانبه أكد الجنرال الروسي نيقولاي سولوفتسوف قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية أن منظومات صواريخ quot;توبول-مquot; الروسية قادرة على تجاوز المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ.

وقال سولوفتسوف في حديث للصحفيين إن قوات الصواريخ الإستراتيجية تراعي في خطط وبرامج تطويرها ضرورة تجاوز عناصر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ التي تعتزم الولايات المتحدة نشرها في أوروبا.

وأضاف أن منظومات صواريخ quot;توبل ـ مquot; الثابتة والسيارة التي يجري في الوقت الحاضر تصنيعها وتجهيز القوات بها هي السلاح الذي يتيح تجاوز وسائل منظومة الدفاع المضاد للصواريخ الحالية والمستقبلية.

ويذكر أن روسيا أجرت في التاسع والعشرين من شهر مايو الماضي في القاعدة الفضائية quot;بليسيتسكquot; أول عملية إطلاق تجريبية للصاروخ البالستي الروسي الجديد العابر للقارات من طراز quot;ر س - 24quot;.

وقال رئيس المكتب الصحفي للقوات الفضائية الروسية اليكسي زولوتوخين: quot;تم إطلاق الصاروخ الجديد العابر للقارات ذي الرأس الحربي الانشطاري من طراز quot;ر س - 24quot; في الساعة الثانية والدقيقة العشرين بعد ظهر التاسع والعشرين من شهر مايو حسب توقيت موسكوquot;.

وقد تم تصميم صاروخ quot;ر س - 24quot; في معهد التقنيات الحرارية في موسكو.

وذكر ممثل المكتب الصحفي لقوات الصاروخ الإستراتيجية العقيد فاديم كوفال أن هذا المشروع يعتمد على الحلول العلمية والتكنولوجية التي تجسدت في صاروخ quot;توبول - مquot; مما يساعد وبدرجة ملموسة على توفير التكاليف وتقليص الفترة الزمنية المطلوبة لتصنيعه.

وأضاف أن دخول صواريخ quot;ر س - 24quot; الخدمة يعزز قدرة القوات الصاروخية الإستراتيجية الروسية على تجاوز خطوط الدفاع المضاد للصواريخ وطاقتها للردع النووي.

كما أعلن النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف في نفس اليوم عن نجاح تجربة إطلاق صاروخ الميدان التكتيكي الجديد الخاص بمنظومة quot;إسكندرquot; في ميدان التجارب quot;كابوستين يارquot; بمقاطعة أستراخان.

وقال ايفانوف للصحفيين quot;أجريت بنجاح أول تجربة تمهيدية لصاروخ مجنح عالي الدقة ذي مدى عمل أبعد من طراز quot;ر - 500quot;.

وذكر أن الصاروخ الجديد المخصص لمنظومة quot;اسكندر - مquot; سوف يدخل الخدمة في الجيش الروسي اعتبارا من عام 2009.

وقام الصاروخ quot;ر - 500quot; أثناء تجربته بمناورات مبرمجة مسبقا لمدة 24 دقيقة غير فيها ارتفاع وسرعة التحليق باستمرار.

وتستطيع منظومة quot;اسكندرquot; المطورة تدمير عناصر الدفاع المضاد للطائرات والصواريخ والوسائل النارية المعادية والطائرات الجاثمة في المطارات.

وتحمل منصة الإطلاق المتحركة صاروخين يبلغ وزن الرأس الحربي لكل منهما 480 كغم ويتراوح مدى عملهما بين 50 و280 كم. ويتألف طاقم المنظومة من 3 أفراد ولا يتجاوز احتمال الخطأ أثناء إصابة الهدف المترين.

وفي ختام التجارب أكد ايفانوف أن المواطن الروسي يستطيع أن ينظر إلى المستقبل بهدوء واطمئنان معلنا أن هذه الأسلحة قادرة على تجاوز كل المنظومات الموجودة والمستقبلية للدفاع المضاد للصواريخ.