مرض بطريرك أقباط مصر يجدد طرح قضية خلافته
البابا شنودة يجري فحوصاً للمرة الثالثة في كليفلاند
مصر: تأجيل النظر في طعن أقباط يريدون العودة لدينهم البابا شنودة يعود من أميركا بعد رحلة علاجية
نبيل شرف الدين من القاهرة: غادر القاهرة امس البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية، متوجها إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوص لمتابعة حالته الصحية في مستشفى ( كليفلاند ) الشهيرة في ولاية أوهايو، وهذه هي المرة الثالثة التي يجري فيها بطريرك الأقباط البابا شنودة الثالث ( 84 عاماً ) فحوصاً طبية في الولايات المتحدة خلال هذا العام .
ورافق البابا شنودة الثالث خلال رحلته إلى الولايات المتحدة فريق من الأطباء، بالإضافة إلى عدد من كبار معاونيه سواء من رجال quot;الإكليروسquot; أو المدنيين، وكان في وداعه في مطار القاهرة حشد من الآباء الأساقفة وكبار الشخصيات القبطية والمسؤولين.وكان البابا شنودة الثالث قد سافر إلى الولايات المتحدة في مستهل تموز (يوليو) الماضي، حيث يعاني متاعب بالكلية تتطلب متابعة منتظمة، وقررت آلاف الكنائس في مصر إقامة الصلوات من أجل شفائه .
خلافة البابا
وبعد أن ذاع نبأ مرض البابا شنودة الثالث خلال الفترة الأخيرة، وانتقل إلى دائرة العلانية وتداولته الصحف الحكومية والخاصة، فقد انتقل الأمر إلى طرح سؤال أخطر وهو : من يمكن أن يخلف البابا شنودة الثالث على كرسي quot;مار مرقسquot; الرسول، على رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي يشكل أتباعها أكبر أقلية مسيحية في الشرق الأوسط .
وقد تباينت التكهنات الصحافية وداخل أوساط الأقباط حول أسماء أبرز المرشحين لخلافة البابا شنودة الثالث، وجاء في مقدمتهم الأنبا يوأنس (الأسقف العام وسكرتير البابا)، مع أهمية الإشارة إلى أن الأخير يعد من أكثر المقربينمن البابا ويكاد لا يفارقه في تحركاته، ثم يأتي اسم الأنبا موسى (أسقف الشباب) الذي يحظى بشعبية هائلة خاصة في أوساط الشباب القبطي، والأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة، الذي عمل لسنوات طويلة سكرتيراً للبابا، لكن مسؤولين في الكنيسة يرفضون مجرد الخوض في هذا الأمر ويقولون إن من يفكر في خلافة البابا شنودة يرتكب quot;خطيئةquot;، مؤكدين أن هناك تقاليد كنسية عريقة متبعة في هذا الصدد، ولا يصح التنبؤ معها .
وصرح هاني عزيز مستشار اتحاد المصريين في الخارج، بأن البابا حالته مطمئنة وأن الأمر لا يعدو مجرد متابعة دورية لحالته الصحية حيث يوجد ملف كامل في مستشفى (كليفلاند) ويتابع الاطباء هناك حالة البابا شنودة منذ أعوام ويدركون أبعادها بدقة .ومضى عزيز قائلاً إن البابا ألقى يوم الأربعاء محاضرته الاسبوعية، وبدا في حالة صحية جيدة، وتوقع عزيز ألا تستغرق زيارة البابا إلى الولايات المتحدة سوى بضعة أيام قليلة .
تجدر الإشارة إلى أن البابا شنودة الثالث يعاني بعض الاضطرابات في وظائف الكليتين وارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم وقد اجرى فحوصا شاملة عدة مرات في مستشفى كليفلاند خلال العام الجاري .
سيرة ذاتية
والبابا شنودة الثالث هو البطريرك السابع عشر بعد المئة، في سلسلة البطاركة الأقباط الذين جلسوا على كرسي quot;مارمرقسquot; الرسول في الكنيسة القبطية، وهو من مواليد الثالث من آب (أغسطس) عام 1923 في قرية (سلام) في محافظة أسيوط (جنوب مصر)، لأسرة من الطبقة الوسطى، وكان اسمه قبل انخراطه في سلك الرهبنة هو quot;نظير جيدquot; .
وتخرج البابا شنودة الثالث في كلية الآداب قسم التاريخ، في جامعة quot;فؤاد الأولquot; ـ القاهرة حالياً ـ ثم التحق بـquot;الكلية الاكليريكيةquot; في العام 1946 واختتم دراسته فيها عام 1949، وفي العام 1954 التحق بالرهبنة باسم quot;انطونيوس السريانيquot;، حتى تمت رسامته كاهناً عام 1958، وعام 1962 صار اسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وquot;الكلية الإكليريكيةquot; وquot;مدارس الأحدquot;، وما بين عامي 1962 و1971 أصبح اسقفاً، وفي 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1971 رسم بطريركاً للكرازة المرقسية حتى يومنا هذا، وفي عهده شهدت بطريركية الأقباط ازدهاراً ملحوظاً وبلغ عدد كنائسها داخل مصر وخارجها عددا غير مسبوق طوال تاريخها .
التعليقات