خلف خلف من رام الله: يلقي رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية يوم غد الأحد خطابا هاماً سيتطرق فيه إلى الكثير من القضايا الملحة وسيعرض موقف حكومته بشكل واضح منها، وخاصة في ما يتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني، ومؤتمر الخريف وخطوات الحكومة في المرحلة القادمة من الحصار والتهديدات الإسرائيلية بالتصعيد الميداني. ونوه الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو في بيان صحافي إلى أنه سيسمح فقط لمن تقدم للحصول على بطاقة وزارة الإعلام بتغطية هذا الخطاب، ولن يتم التعامل مع غير المتقدمين للحصول على هذه البطاقة.

ويعيش الصحافيون في قطاع غزة حالة من القلق نتيجة هذا الأمر، فالذي يحصل على بطاقة صحافية من الحكومة المقالة يتعرض لانتقادات من حركة فتح، وفي المقابل أيضا حصوله على هذه البطاقة يمنع من تغطية نشاطات معينة تنظمها حركة حماس، كالمؤتمرات واللقاءات وغيرها من النشاطات الصحافية.

هذا فيما تستمر حالة القطيعة بين حركتي فتح وحماس رغم تقديم العديد من المبادرات لانهاء الخلاف بينهما، وقد صلى أربعة من قادة حركة حماس أمس وراء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المقاطعة في مدينة رام الله، فيما وصفه البعض بداية لحلحلة الأمور ومؤشر على قرب العودة لطاولة الحوار.

وأطلق الاتجاه الإسلامي في جامعة الأقصى في مدينة غزة اليوم quot;مبادرة سياسية لإعادة اللحمة إلى النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطينيquot;، وquot;توحيد كافة الجهود والطاقات الفلسطينية للتصدي للمخططات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية والتي تتجاوز في خطورتها خطورة وعد بلفورquot;.

وجاء أطلاق المبادرة خلال الملتقى الثقافي الأول الذي نظم اليوم السبت بمناسبة مرور 90 عاماً على وعد بلفور بغزة تحت عنوان quot;وعد بلفور في الذكرى التسعين ... دعوة للوحدة لتحيا فلسطينquot;، وشدد المجتمعون على ضرورة وقف كافة أشكال التحريض في وسائل الإعلام المختلفة وتجنب التشكيك والإساءة أو أي شيء من شأنه التأثير سلباً على الوحدة الوطنية.

وخرج المجتمعون بمبادرة تقوم على تسليم المقار الأمنية في قطاع غزة لقادة عسكريين يختارهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس شريطة أن يوافق عليهم رئيس الفلسطيني المقادل إسماعيل هنية، على أن يكون مهمة هؤلاء إعادة ترتيب وصياغة المؤسسة الأمنية الفلسطينية على أساس وطني نزيه.

هذا فيما رفض حزب الشعب الفلسطيني اليوم المشاركة بمؤتمر تنظمه حركة حماس في قطاع غزة لمناهضة مؤتمر الخريف، ورأى حزب الشعب أن أية دعوة لمثل هذه المؤتمرات عليها الاستجابة للاعتبارات التالية:

1-أن يسبق عقد المؤتمرات، وبهدف تنقية الأجواء وتهيئتها لحوار وطني شامل يعالج مختلف جوانب الأزمة بما فيها إصلاح م.ت.ف وفق اتفاق القاهرة، إعلانُ حركتكم الواضح باستعدادها للتراجع عن النتائج التي أسفرت عنها سيطرة حركتكم بالقوة العسكرية على قطاع غزة في يونيو 2007، وتسليم المقرات والمؤسسات الرسمية وممتلكاتها ووثائقها للرئيس محمود عباس بصفته رأس الشرعية الفلسطينية أو من يفوضه بذلك. ونرى أن يكون الإعلان عن ذلك قبيل افتتاح المؤتمرات الشعبية في غزة ورام الله وبيروت.

2-أن يكون الهدف الأساسي للمؤتمر دعم الموقف الفلسطيني، وهو يخوض معركة quot;أنابولسquot; للتمسك بالثوابت الوطنية المحددة في وثيقة الوفاق الوطني، وبحيث تصبح المؤتمرات الشعبية تعضيداً لهذا الموقف، وفي نفس الوقت صمام أمان ضد أي ضغوط تمارس لتقديم أية تنازلات تمس هذه الثوابت

3-أن لا يُتخذ من المؤتمرات منصةً لتعميق الانقسام، أو إثارة مزيد من الخلافات، أو كيل الاتهامات المسبقة، أو المس بشرعية منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعبنا الفلسطيني، وإنما التركيز فقط على كل ما يوحد، ويصلب الموقف الوطني الفلسطيني المتمسك بالثوابت، وعدم إغفال معطيات السياسة ومتغيراتها في عالم اليوم وبما لا يمس من قدرة شعبنا على الصمود وتجاوز الأزمة التي طالت كل جوانب حياته.