بكين:خرج وفد البنتاغون الأميركي في بكين بأجوبة قليلة عن تساؤلاته العديدة بشأن تنامي القدرات العسكرية الصينية، إلا أن الجانبين اتفقا على مضافرة الجهود للحيلولة دون تحقيق إيران لطموحاتها النووية.

وقال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، عقب اجتماعه بنظيره الصيني تساو غانغتشوان، إن الجانبين اتفقا على أهمية متابعة الجهود لإجبار الحكومة الإيرانية quot;على تغير تصرفاتها وسياساتها سلمياً وعبر المسارات الدبلوماسيةquot;.

وفي مؤشر على معارضة الصين لفرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة ضد إيران، قال وزير الدفاع الأميركي إنه شدد خلال مباحثاته ونظيره الصيني على أهمية استخدام مثل هذه الضغوط لاقناع طهران quot;بخيارات مختلفة.quot;

وألمحت تصريحات الجانبين الحذرة إلى إحراز القليل من التقدم بشأن مطالب البنتاغون من بكين بالمزيد من الشفافية حول طموحات العملاق الشيوعي العسكرية، وتقديم أجوبة شافية بشأن موازنته العسكرية.

ورد غيتس على سؤال بشأن تقديم غانغتشوان إيضاحات حول التجربة الصينية لإسقاط قمر صناعي قائلاً: quot;أعربنا عن قلقنا بشانها، لكن لم نتطرق إلى هذه القضية بالمزيد من المناقشات.quot;

وأثارت الإدارة الأميركية العديد من التساؤلات بشأن التجربة، التي أسقطت خلالها الصين بصاروخ أرض - جو، قمراً صناعياً قديماً لرصد الأحوال الجوية، وقوبلت التجربة باستنكار دولي واسع وتساؤلات بشأن مدى التزام حكومة بكين بعدم عسكرة الفضاء.

وأوضح وزير الدفاع الأميركي أنه أثار مع نظيره الصيني الشكوك الدائرة حول تحديث الصين لقدراتها العسكرية، وحاجة العملاق الشيوعي لمزيد من الشفافية لتهدئة المخاوف الدولية.

ومن جانبه، صرح وزير الدفاع الصيني خلال المؤتمر الصحفي مع غيتس، أن المحادثات كانت إيجابية وواقعية وصريحة، مشيراً إلى اتفاق صيني-أميركي لإجراء مناورات بحرية مشتركة في quot;الوقت المناسبquot;.

كما قال إن المفاوضات تطرقت إلى مشروع إنشاء خط عسكري ساخن بين بكين وواشنطن، ومطالبته بإجراء تغييرات تقنية لإدخال المشروع حيز التنفيذ.

هذا ومن المقرر أن يلتقي غيتس بالرئيس الصيني هو جينتاو الثلاثاء، في اول زيارة يقوم بها إلى الصين منذ توليه المنصب قبل قرابة العام، ورابع زيارة يقوم بها وزير دفاع أمريكي إلى هناك خلال العقد الماضي.

ويولي الجانبان - الأميركي والصيني - زيارة غيتس أهمية خاصة وما قد تسفر عنه من توطيد العلاقات العسكرية وبناء الثقة بين واشنطن والصين.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية quot;بنتاغونquot; قد أعربت في سلسلة من تقاريرها السنوية عن مخاوفها من تعاظم قدرات الصين العسكرية، ورفض الدولة الشيوعية الكشف عن أسباب مضاعفة موازنتها العسكرية خلال السنوات القليلة الماضية.

ورفعت الصين موازنتها العسكرية بواقع 17.8 في المائة إلى قرابة 45 مليار دولار هذا العام، الأعلى منذ أكثر من عشرة أعوام.

ويعتقد المسؤولون العسكريون الأميركيون أن الرقم الحقيقي أعلى من المعلن بكثير، وطالبوا بكين بالمزيد من الشفافية بشأن انفاقها العسكري.

وقال ديريك ميتشل من quot;مركز الدراسات الدولية والإستراتيجيةquot; تعليقا على الزيارة بأن غيتس ينتهج سياسة مغايرة لسياسة سلفه وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد تجاه الصين.

وعقب قائلاً: quot;لم يجد رامسفيلد غضاضة في تأكيد الخلافات بين الجانبين، إلا أن غيتس أكثر اعتدالاً، ويتحدث باعتدال أكثر في العلن.quot;

وأضاف: quot;لكن قطعاً تحتاج أن تتعامل من منطلق القوة مع الصين.quot;

وكان أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين قد حذر في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول من تنامي قوة الصين العسكرية مقابل القدرة الأمريكية الآخذة في التراجع، جراء الحرب في العراق، التي أثرت بشكل سلبي على جهوزية القوات وترسانة العتاد العسكري الأميركي.

وقال الجنرال بروس رايت، قائد القوات الأميركية في اليابان، إن العراق استنزف الموارد المخصصة لاستبدال أو تحديث سلاح الجو، وأوضح أن العمليات العسكرية هناك تستهلك الطاقة العملياتية القصوى للأسراب المقاتلة.