واشنطن: بلغت معدلات فرار الجنود الأميركيين من الخدمة في الجيش أعلى معدل لها منذ العام 1980، بلغت الزيادة في عددهم حوالى 80 في المئة، وذلك منذ بدء غزو العراق في مارس/آذار عام 2003. ورغم أن العدد ما زال أقل مما كان عليه خلال الحرب الفيتنامية، إلا أنه أخذ يشهد زيادة كبيرة في السنوات الأربع الماضية عندما حقق قفزة بلغت نحو 42 في المئة في العام الماضي، بحسب الأسوشيتد برس.

وقال مدير التخطيط والموارد في إدارة شؤون الأفراد في الجيش الأميركي، روي والاس: quot;إننا نستعلم عن الكثير من الجنود هذه الأيام.. إنهم بشر، ولديهم كل أنواع القضايا عندما يعودون إلى وطنهم وأماكن أخرى.. لذلك فإنني متأكد من أن المسألة تتعلق بالضغط الناجم عن كونهم جنوداً.quot; ويعرف الجيش الأميركي الفار من الخدمة بأنه غياب شخص عن وظيفته دون إذن لمدة تزيد على 30 يوماً.

ووفقاً للجيش الأميركي فإن تسعة من بين كل 1000 جندي فروا من الخدمة في السنة المالية 2007، والتي انتهت في الثلاثين من سبتمبر/أيلول الماضي ليرتفع عدد الجنود الفارين من الخدمة إلى 4698 جندياً ، مقارنة بنحو سبعة من كل ألف فروا في العام السابق، والذين بلغ عددهم 3301 في العام المالي 2006. وتأتي الزيادة في أعداد الفارين من الخدمة في وقت يواصل فيه الجيش الأميركي تحمل عبء مطالب الحرب، حيث يتم تمديد خدمة الجنود، وإطالة فترة الخدمة في كل من العراق وأفغانستان.

وأقر قادة الجيش الأميركي، ومن ضمنهم قائد هيئة الأركان جورج كيسي، بأن المعارك دفعت بالجيش الأميركي إلى مرحلة حرجة. ويسعى كل من الجيش وقوات مشاة البحرية إلى زيادة أعداد العناصر الملتحقة بهما بهدف تقليل العبء على باقي العناصر ومنح القوات المزيد من الوقت والراحة بين فترات إعادة الانتشار. وقال والاس: quot;نحن نركز على هذه المسألة.. فالجيش لا يستطيع أن يضحي بالتخلي عن العناصر الجيدة فيه، لذلك علينا أن نعمل مع هؤلاء الأفراد ومساعدتهم على أن يصبحوا جنوداً جيدين.quot;

وأوضح والاس أنه رغم ذلك فإن الجيش ليس متاحاً لأي شخص، quot;فلا يستطيع أي شخص أن يصبح جندياًquot;، وأن أولئك الذين يرغبون في التخلي عن الخدمة العسكرية سيجدون الوسيلة لفعل ذلك. وفي حين أنه لا توجد إحصائية حديثة جداً لعدد الفارين من الخدمة، فإن أكثر من 75 في المئة من هؤلاء هم من الجنود الذين قضوا فترة الخدمة الأولى بعد التحاقهم بالجيش، ومعظمهم من الذكور.