واشنطن، إسلام أباد: ذكرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأحد أن الولايات المتحدة وضعت برنامجًا سريًا يهدف الى مساعدة باكستان في ضمان أمن اسلحتها النووية، لكن اسلام اباد لا تزال تتردد في تسليم واشنطن معلومات عن ترسانتها.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تحددها ومسؤولين حكوميين حاليين وسابقين، إن إدارة الرئيس جورج بوش انفقت نحو مئة مليون دولار (68 مليون يورو) على هذا البرنامج.
واضافت ان البرنامج الاميركي لضمان أمن باكستان النووي يلحظ تسليم مروحيات ومناظير ليلية وتجهيزات للرصد النووي، وذلك لتوفير أمن الرؤوس النووية ومختبرات أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين أن الأموال الاميركية مخصصة أيضًا لتمويل بناء مركز تدريب على الامن النووي في باكستان، لكن هذا المركز لم ينجز بعد وكان مقررًا أن يبدأ عمله العام الحالي.
وعلى الرغم من هذه المساعدة، لم تبد باكستان نية لكشف مواقع اسلحتها النووية ومختبراتها لتخصيب اليورانيوم للولايات المتحدة.
وتعتبر واشنطن حاليًا أن الترسانة النووية الباكستانية تحظى بالحماية، على الرغم من التوتر الذي تشهده البلاد منذ اعلان حال الطوارئ في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.
وأكد رئيس هيئة اركان الجيوش المشتركة الاميرال مايكل مولن الخميس ان هذه الاسلحة النووية quot;في مأمنquot;، مؤكدًا أنه لا يملك quot;اي مؤشر يوحي عكس ذلكquot;.
وقالت quot;نيويورك تايمزquot;، إن هذا التصريح يستند الى تقريرين للاستخبارات سلما الى ادارة بوش في تشرين الثاني/نوفمبر ويؤكدان ان الترسانة النووية لاسلام اباد بمنأى عن اي خطر.
واضافت quot;فيما مستقبل الرئيس الباكستاني على المحك، يتصاعد الجدل لمعرفة ما اذا كانت واشنطن قامت بما عليها للمساعدة في حماية الرؤوس النووية والمختبرات، وما اذا كان تردد باكستان في كشف تفاصيل ترسانتها اطاح بالجهود التي بذلت على الصعيد الامنيquot;.
واكدت الصحيفة انها على علم بالمساعدة الاميركية للبرنامج النووي الباكستاني منذ اكثر من ثلاثة اعوام، لكنها اوضحت انها قررت عدم نشر هذه المعلومة بناء على طلب البيت الابيض الذي اعتبر ان كشف هذا الامر قد يضر بالجهود لحماية هذه الاسلحة.
نجروبونتي: على مشرف خلع بذلته العسكرية
قال المبعوث الأميركي إلى باكستان جون نجروبونتي إنه دعا الرئيس الباكستاني برفيز مشرف لخلع بذلته العسكرية، أي ترك قيادة الجيش، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ورفع حالة الطوارئ عن البلاد.
وقال نجروبونتي في مؤتمر صحافي في السفارة الأميركية في إسلام آباد إن حالة الطوارئ في باكستان لا تتوافق مع إقامة انتخابات عامة حرة في البلاد، والتي كان قد أعلن عنها مؤخرًا مشرف.
وقال الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية إن الرئيس الباكستاني لا يزال حليفا مهما للولايات المتحدة في مكافحة التطرف والحرب على الإرهاب.
وكان نجروبونتي قد عقد محادثات مع الرئيس الباكستاني ونائبه في قيادة الجيش الباكستاني ورئيسة الوزراء السابقة والزعيمة المعارضة بينظير بوتو.
وقال نجروبونتي إنه من المبكر للغاية الحديث عن نجاح أو فشل اجتماعاته مع المسؤولين الباكستانيين وبوتو وإن الموقف قد quot;تبلور بشكل ماquot; بعد أسبوع شهد وضع بوتو تحت الاقامة الجبرية مرتين.
يقول المسؤول الأميركي إن مشرف كرر له وعده بأن يخلع بذلته العسكرية قبل أن يؤدي القسم لولاية ثانية كرئيس للبلاد، لكن دون أن يحدد له موعدًا.
وقد دعا نجروبونتي كل من مشرف وبوتو لاسئناف محادثاتهما حول تقاسم السلطة في البلاد والتي كانت قد بدأت قبل الأزمة السياسية الحالية.
وتضغط الولايات المتحدة باتجاه تقاسم للسلطة بين مشرف وبوتو كوسيلة لمحاربة التطرف الإسلامي في باكستان والتي تعد شريكا رئيسيا لواشنطن في حربها على الإرهاب.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين في العاصمة الباكستانية قولهم إن نجروبونتي حذر مشرف من أن الولايات المتحدة ستراجع المعونات العسكرية التي تقدمها لباكستان لو لم يتم رفع حالة الطوارئ عن البلاد.
وقال مستشار رئاسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية إن مشرف قال لنجروبونتي إن حالة الطوارئ سترفع فقط في حال تحسن الوضع الأمني في البلاد.
وتقول مراسلة بي بي سي في إسلام آباد باربارا بليت إن نجروبونتي أوضح لمشرف عدم رضا واشنطن عن الحجج التي يسوقها حول فرض حالة الطوارئ في البلاد.
تجدر الاشارة الى أن نجروبونتي هو أعلى مسؤول أمريكي يقابل مشرف منذ أن بدأت الأزمة السياسية الأخيرة التي تمر بها باكستان حاليًا.