اسلام اباد: حث المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي الاحد الرئيس الباكستاني برويز مشرف على رفع حال الطوارىء المفروضة في البلاد قبل الانتخابات المقبلة واعادة اطلاق محادثات مع المعارضة.

وقال نيغروبونتي ان شعب باكستان يستحق ما هو افضل من حال الطوارىء التي quot;لا تتلاءمquot; مع اجراء انتخابات حرة ونزيهة.

واعلن الرئيس مشرف في المساء انه quot;سيوصي اللجنة الانتخابية باختيار موعد الثامن من كانون الثاني/يناير لاجراء الانتخاباتquot;. وستعلن اللجنة موعد الانتخابات في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.

وزار نائب وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اسلام اباد وسط مخاوف اميركية ازاء الوضع في باكستان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في quot;الحرب على الارهابquot;.واجتمع مع مشرف وقادة اخرين كما تحدث هاتفيا مع رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي تتزعم المعارضة حاليا.

وقال نيغروبونتي للصحافيين قبل مغادرته انه من المبكر جدا الحديث عن نجاح او فشل دبلوماسيته. وحث مشرف على رفع حال الطوارىء التي فرضها قبل اسبوعين والافراج عن الاف المعتقلين السياسيين ورفع القيود التي فرضت على وسائل الاعلام.واضاف quot;نعتقد ان اجراءات الطوارىء هذه لا تتلاءم مع الاجواء المطلوبة لاجراء انتخابات حرة ونزيهةquot;.واوضح ان مشرف كرر تعهده التخلي عن منصبه كقائد للجيش قبل توليه ولاية رئاسية ثانية.

لكن ليس هناك ما يشير الى موعد لرفع حال الطوارىء التي اعلن مشرف انها ستستمر الى حين اجراء انتخابات تشريعية في 9 كانون الثاني/يناير.

وقال المسؤول الاميركي ان quot;شعب باكستان يستحق فرصة لاختيار قادته بعيدا عن القيود المفروضة بموجب حال الطوارىءquot;.وحث نيغروبونتي مشرف وبوتو على اعادة اطلاق محادثات تقاسم السلطة التي كانت جارية بينهما قبل فرض حال الطوارىء.

وكانت بوتو استبعدت الاسبوع الماضي اجراء محادثات جديدة مع مشرف متعهدة بعدم المشاركة في الحكم في ظل وجود مشرف.

ودعا نيغروبونتي الى التسوية قائلا quot;اذا تم اتخاذ خطوات من الجانبين للمضي مجددا في اتجاه اجراء محادثات المصالحة التي كانت تجري سابقا، فاعتقد ان ذلك سيكون امرا ايجابياquot;.واعتبر ان مثل هذه المحادثات قد quot;تحسن الجو السياسي وتساهم في تجنب المواجهة بين القادة السياسيينquot;.

وقال دبلوماسيون ان نيغروبونتي حذر مشرف من ان واشنطن قد تعيد النظر في مساعدتها العسكرية لباكستان اذا لم يتم رفع حال الطوارىء لكن بدون اعطاء تفاصيل.

وافاد مساعد كبير للرئيس الباكستاني لوكالة فرانس برس ان مشرف اوضح بان حال الطوارىء سترفع quot;فقط حين يتحسن الوضع المتعلق بالقانون والنظامquot;.

ويشدد الرئيس الباكستاني الذي تولى السلطة اثر انقلاب ابيض عام 1999 على ان فرض حال الطوارىء تم بسبب تهديد المتطرفين الاسلاميين والتدخل في عمل القضاء.

ومن جهتها تدرس بوتو خطوتها التالية في معقلها في كراتشي (جنوب). وتجري محادثات مع قادة المعارضة في محاولة لتشكيل جبهة موحدة قد تؤدي الى اعلان مقاطعة الانتخابات.

وعبر نيغروبونتي ايضا عن قلقه ازاء انشطة المتطرفين الاسلاميين في وادي سوات بشمال غرب باكستان حيث حقق الناشطون الموالون لحركة طالبان مكاسب في وقت سابق هذه السنة.وقال ان quot;الوضع في سوات يذكر بواقع ان هناك قضايا يجب معالجتها بالنسبة للمتطرفين في هذا البلدquot;.واضاف ان quot;حكومة باكستان تبذل جهودا كبرى في هذا الوقت لمعالجة الوضع في سوات واعتقد انها ستواصل ذلك للفترة المقبلةquot;.

وتعهد قادة الجيش الباكستاني السبت بشن عملية كبرى quot;في اي وقتquot; لطرد الناشطين من وادي سوات.وفي هذا الوقت تستانف المحكمة العليا في باكستان الاثنين جلساتها للنظر في الطعون في شرعية اعادة انتخاب مشرف الشهر الماضي.