الرياض: التقى الرئيس الباكستاني برويز مشرف الثلاثاء المسؤولين السعوديين في اول زيارة يقوم بها للخارج منذ اعلان حال الطوارىء، وطلب منهم ان يراقبوا من كثب رئيس الوزراء السابق نواز شريف المنفي الى السعودية. وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان مشرف والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بحثا quot;الوضع في باكستانquot; والتطورات الاقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية. وناقش مشرف الموضوعات عينها مع ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز.
وتزامنت زيارته للمملكة مع اعلان باكستان تنظيم انتخابات تشريعية في 8 كانون الثاني/يناير والافراج عن 3400 شخص اعتقلوا تنفيذا لاعلان حال الطوارىء في 3 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال مصدر دبلوماسي باكستاني ان مشرف طلب من القادة السعوديين الضغط على شريف احد زعماء المعارضة، quot;ليمتنع عن ممارسة انشطة سياسية او الادلاء بتصريحات صحافية حول الوضع في باكستان، كما فعل اخيراquot;.
وحضهم ايضا على الحؤول دون عودة شريف الى باكستان، كما فعل في ايلول/سبتمبر، بحجة ان عودته المحتملة ستعقد الوضع الامني والسياسي، بحسب ما اضاف المصدر الذي رفض كشف هويته. وتابع ان مشرف يريد ايضا ان يكف عزيز عن محاولاته التحالف مع زعيمة المعارضة بنازير بوتو، لان quot;تحالفا كهذا سيحول دون اجراء الانتخابات في موعدهاquot;.
نواز شريف يؤكد رفضه الرد على إتصالات من مشرف |
واثارت هذه الزيارة شائعات عدة حول احتمال لقائه نواز شريف، الا ان الاخير اكد رفضه اجراء اي اتصال بمشرف الذي اطاح بحكومته قبل ثمانية اعوام. وقال شريف من جدة quot;لست مستعدا للقاء هذا الرجل الذي امر بتوقيف القضاة وكم افواه وسائل الاعلام وعلق الدستورquot;، في اشارة الى حال الطوارىء. واضاف quot;اعتقد ان الامة تستعد لمعركة حاسمة ضد النظام الدكتاتوريquot;.
ورغم ضغوط الاسرة الدولية ولا سيما واشنطن، وتهديد المعارضة بمقاطعة الانتخابات التشريعية اذا لم ترفع حال الطوارىء، اعلن مشرف تكرارا انه سيبقي حال الطوارىء بسبب تزايد الاعتداءات وتقدم المقاتلين الاسلاميين القريبين من القاعدة في شمال غرب البلاد. وتأتي زيارة مشرف للسعودية غداة رفض المحكمة الباكستانية العليا، التي تعدلت تركيبتها واصبحت اكثر موالاة للنظام، معظم الطعون التي قدمتها المعارضة ضد اعادة انتخاب الرئيس في السادس من تشرين الاول/اكتوبر. وهذا الرفض رجح كفة مشرف في المواجهة التي يخوضها مع المعارضة والمجتمع الدولي.
بوش يعرب عن ثقته بمشرف وبامن الاسلحة النووية في باكستان
الى ذلك أكد الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء ثقته بنظيره الباكستاني برويز مشرف وبعزمه وضع بلاده مجددا على طريق الديموقراطية. واكد بوش ايضا في مقابلة مع محطة quot;اي بي سي نيوزquot; انه ليس قلقا في هذه المرحلة من سقوط الترسانة النووية الباكستانية في ايدي المتطرفين.
وفي هذه المقابلة التي بثت المحطة مقاطع منها، طالب بوش مجددا برفع حال الطوارىء التي فرضها مشرف واجراء انتخابات تشريعية وتخلي الرئيس مشرف عن قيادة الجيش. واشار بوش الى ان مشرف quot;لم يتجاوز الخطquot; الذي تصبح معه سياسته غير مقبولة من قبل الولايات المتحدة. واضاف quot;بالواقع لا اعتقد انه سيتجاوز الخطوط. اعتقد انه فعلا شخص يؤمن بالديموقراطيةquot;.
وتساءل بوش quot;هل نحن مرتاحون لحال الطوارىء؟ هل نتفهم ذلك؟ هل اتفهم الى اي حد هو (مشرف) مهم في الحرب ضد الارهاب؟ نعم. وهل اعتقد انه سيقوم بالنهاية بوضع بلاده مجددا على طريق الديموقراطية؟ امل ذلكquot;.ووصف بوش اطلاق سراح الاف الاشخاص من ال1ذين اعتقلوا او وضعوا في الاقامة الجبرية بموجب حال الطوارىء التي اعلنت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بانه quot;اشارة جيدةquot;.
واضح بوش ان مشرف quot;قال انه سيتخلى عن البزة العسكرية. وقال ان انتخابات سوف تجرى. اليوم، افرج عن سجناء وحتى الان هو بالنسبة لي رجل صادق الوعدquot;.وقال بوش ايضا quot;لكن في حال جرت الانتخابات في ظل حال الطوارىء فسيكون من الصعب بالنسبة للذين يؤمنون بيننا انه يعطي دفعا للديموقراطية في باكستان ان يقولوا ان الامر لا يزال كذلكquot;.
وعما اذا كانت الاسلحة النووية في باكستان بمنأى عن المتطرفين، اجاب بوش quot;اننا نشعر بالارتياح في هذا الوقت المحددquot;. واضاف quot;بالتأكيد، نعير انتباها كبيرا لجميع الدول التي تمتلك اسلحة نووية. لكن، نعم، انا مرتاح في الوقت الراهنquot;.
التعليقات