القاهرة: أكد نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور طارق الهاشمى رفضه إنسحاب القوات الأميركية من العراق فى الوقت الحالى مشيرا إلى أن خروج القوات الأجنبية يعد مطلبا وطنيا ولا يختلف بشأنه أحد لكن المشكلة تكمن فى توقيت هذا الخروج. وقال الهاشمى فى تصريحات لمجلة quot;الاهرام العربىquot; التى تصدر غدا انه ليس من مصلحة العراق خروج هذه القوات فى ظل التدهور الامنى فى بلاده وخصوصا المناطق الوسطى والجنوب مشددا على انه لايطالب ببقاء الاحتلال.

واكد انه واحد من الذين يتبنون المشروع الوطنى بالاسراع فى جدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق موضحا انه سيكون سعيدا بعد خروج هذه القوات من بلاده داعيا العراقيين الى التوحد فى مشروعهم الوطنى حتى لاتكون مهمة اخراج القوات الاجنبية من العراق مستحيلة وصعبة للغاية. واضاف انه يطالب ابناء شعبه بالتركيز على البناء الداخلى والتوافق على مشروع سياسى سيمهد لخروج القوات الاجنبية واستعادة السيادة وبناء الدولة مؤكدا ان المشكلة لاتكمن فى وجود القوات الاجنبية فى العراق وانما فى غياب مصالحة وطنية ومشاركة سياسية حقيقية.

واشار الى انه بالرغم من ان قوات الامن والجيش يصل عددها الى اكثر من 400 الف فانها لاتمتلك الجاهزية التى تؤهلها لتولى مسؤوليات الامن كاملة فى البلاد موضحا ان القوات العراقية تفتقر الى المهنية العالية التى تمكنها من مواجهة اعباء العملية الامنية ومازالت فى حاجة الى التدريب والتسلح والدعم اللوجستى. واعرب الهاشمى عن اسفه للزج بالميليشيات ضمن القوات المسلحة العراقية ووزارة الدفاع والداخلية ووزارة الدولة لشؤون الامن الوطنى وجهاز المخابرات وذلك بموجب قرارات رسمية تعبيرا عن ذلك واعتبره تدميرا لمهنية القوات المسلحة ويساهم فى تعميق معاناتها ويعطل قدرتها على تحقيق الامن والطمأنينة للمواطن العراقى.

وذكر الهاشمى ان تعطيل قدرة القوات المسلحة يؤدى الى عدم تمكينها من تدعيم دور القوات الاجنبية مبينا ان مايحدث يعد مفارقة يعيشها العراق وهو الامر الذى يدفع الكثيرين الى المطالبة بتأخير ترحيل القوات الاجنبية. وحول استعداد الولايات المتحدة لبناء 20 قاعدة عسكرية اميركية فى العراق اوضح انه لايمكن نفى وجود قواعد عسكرية اميركية فى العراق معتبرا ان ذلك ليس مسالة سرية لان الذين يبنون هذه القواعد هم مقاولون عراقيون كما ان الولايات المتحدة نفسها لاتتكتم هذا الامر متوقعا عدم انسحاب امريكا غدا.

واكد الهاشمى ان هناك عملية بناء مكثفة لعدد من القواعد العسكرية الاميركية فى العراق موضحا ان المشكلة انه اذا كانت هذه المسالة مقلقة لدول الجوار او للعالم العربى او لدول الخليج فالعراقيون وحدهم لايستطيعون ان يتحدوا هذه القوات الاميركية بمفردهم. واعرب عن اعتقاده فى ان الكثير من هذه القواعد ستبنى وتسلم فى النهاية للجيش العراقى مشيرا الى انه فى نهاية المطاف فان العراق ربما تؤول اليه هذه القواعد فى النهاية او يتم تاجير بعضها لفترة من الزمن مؤكدا ان المعضلة الان هى فى انه من سيضبط الامن اذا انسحبت القوات الاجنبية من العراق وان بناء هذه القوات اصبح امرا ضروريا لتوازن القوى.

ورأى الهاشمى ان الوضع فى العراق اصبح الان افضل بكثير بعد ان زال الاحتقان الذى لم يكن بين السنه والشيعة ولكن بين ناشطين من الجانبين مؤكدا انه لم تكن هناك طائفية فى العراق وانما هناك طائفيون على الساحتين السنية والشيعية. وقال ان الشعب العراقى موحد وان العشائر العراقية لاتزال متماسكة وان المشكلة تتمثل فيمن يتبنى المشاريع الطائفية فى العراق.