زيارة ولي العهد الى موسكو

ولي العهد السعودي وبوتين أكدا أهمية تعزيز الجهود المشتركة لدعم عملية السلام المشتركة

بوتين يستقبل ولي العهد السعودي ويبحث معه مبيعات أسلحة

الامير سلطان يلتقي بوتين ولافروف اليوم

الأمير سلطان من موسكو: نأمل أن يعالج أنابوليس القضايا المحورية

الأمير سلطان في موسكو: أجندة مباحثات مزدحمة

موسكو: اختتم ولي العهد السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز زيارته لموسكو بمحادثات اجراها مع الرئيس فلاديمير بوتين في قصر الكرملين. وتناولت هذه المحادثات الموسعة تطوير العلاقة الثنائية وتنسيق مواقف البلدين من قضايا المنطقة والعالم. وأقام الرئيس بوتين مأدبة غداء رسمية تكريماً للأمير سلطان.

وصدر في ختام الزيارة بيان مشترك أكدت فيه الرياض وموسكو أهمية استقرار منطقة الشرق الأوسط ومعالجة أزماتها وفي مقدمها القضية الفلسطينية، والوضع في العراق، ولبنان، والملف النووي الإيراني، معالجة سلمية وفق الواقع المناسب لكل أزمة. كما أكدا رفض الإرهاب، وضرورة مكافحته بكل صوره وأشكاله لما يمثله من خطر على المجتمع الدولي.

وفيما يلي نص البيان المشترك

تلبية لدعوة كريمة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية لجمهورية روسيا الاتحادية في الفترةبين 21إلى 23نوفمبر 2007 .

وقد تم خلال الزيارة الاجتماع الذي عقده الرئيس بوتين مع سموه والاجتماعات الاخرى مع كبار المسؤولين في الحكومة الروسية. وقد عبر الجانبان عن رضاهما للتطورات الملموسة والجيدة التي تحققت على صعيد العلاقات الثنائية على مختلف المستويات وأعربا عن توافق وتقارب وجهات النظر حول عدد من المسائل الثنائية والاقليمية والدولية حيث أعرب الجانبان عن رغبتهما الاكيدة في تعزيز الحوار السياسي الرفيع المستوى بينهما.

كما أكدا على أهمية تعزيز الجهود السعودية الروسية المشتركة لدعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط معتبرين أن الحل العادل والشامل للنزاع العربي الاسرائيلي المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة يشكل الاساس القوي للاستقرار في المنطقة الامر الذي سيسهم في دعم السلم والامن الدوليين وفى هذا الصدد فقد أكد الجانبان تأييدهما ودعمهما لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وأكدا على أهمية مبادرة السلام العربية كما أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 وتم التأكيد عليها في القمة العربية في الرياض في شهر مارس عام 2007.

ودعا المجتمع الدولي إلى توفير السبل والتسهيلات لتقديم المزيد من المساعدات للشعب الفلسطيني. وقد أعربت المملكة العربية السعودية عن تقديرها العميق لجهود جمهورية روسيا الاتحادية في دعم عملية السلام في الشرق الاوسط. وفيما يتعلق بمقترح مؤتمر السلام المزمع عقده في أنابوليس أعرب الطرفان عن أملهما في أن يتعاطى هذا المؤتمر مع القضايا الاساسية للنزاع العربي الاسرائيلي بغية التوصل إلى سلام عادل وشامل للنزاع في جميع مساراته وفق إطار زمني منظورquot;.

واستعرض الجانبان الوضع في العراق حيث أكدا على أهمية دعم وحدة العراق والحفاظ على استقلاله وسيادته والامتناع عن التدخل في شئونه الداخلية كما اتفقا على أن التطبيق العاجل والفاعل لكافة متطلبات تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة لعناصرها الدستورية والقانونية والسياسية والاقتصادية هو مفتاح الحل للوضع العراقي.

وقد بحث الجانبان الوضع في لبنان وأكدا على أهمية الحفاظ على وحدة لبنان وأمنه واستقراره وسيادته على كامل أراضيه ودعا كافة الفئات والقوى اللبنانية إلى تعزيز الحوار والتوافق فيما يخص مسألة إجراء الانتخابات الرئاسية بكل استقلالية وبمعزل عن أي تدخل خارجي ووفقا للنصوص الدستورية.
وحث الجانبان جميع دول الشرق الاوسط على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وفي هذا الاطار فقد أكد الجانبان على دعمهما للحل الدبلوماسي للملف النووي الايراني وحثا إيران على التجاوب مع قرارات مجلس الامن رقم 1696و 1737و 1747والتعاون البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب وشددا على إدانتهما للارهاب بكافة أشكاله باعتباره خطرا يهدد السلم والامن والاستقرار في العالم واتفقا على أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي لمكافحته ورفع درجة التنسيق والتعاون في هذا الخصوص وأعاد الجانبان التأكيد على التزامهما الراسخ باتفاقيات الامم المتحدة المتعلقة بالارهاب وبقرارات مجلس الامن ذات الصلة كما يرحب الطرفان بدخول الاتفاقية الدولية لمكافحة أعمال الارهاب النووي حيز السريان والاقرار باستراتيجيات مكافحة الارهاب العالمية من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة وفي هذا الاطار فقد ثمنت روسيا الاتحادية اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب.

كما استعرض الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية وغيرها واتفقا على أهمية تعزيزها وتطويرها وأكدا في هذا الاطار على أهمية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين ومجلس الاعمال السعودي الروسي المشترك عند الحاجة لبحث سبل تشجيع الاستثمارات في البلدين.

كما بحث الجانبان أهمية استقرار سوق النفط للاقتصاد العالمي وقد أعرب الجانب الروسي عن تقديره للسياسة البترولية المتوازنة للمملكة العربية السعودية باعتبار المملكة مصدرا امنا ويعتمد عليه في توفير إمدادات النفط للاسواق العالمية ومن هذا المنطلق فقد أكد الجانبان على عزمهما زيادة تشجيع التعاون الثنائي في مجال الطاقة كما أكدا عزمهما على زيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل.

وأستقبل الأمير سلطان، صباح امس ، في مقر إقامته في موسكو وزير الخارجية سيرغي لافروف، وعرض معه قضايا المنطقة والعالم، وخصوصاً الوضع في فلسطين والعراق، وسبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة. وفي ختام الزيارة بعث الأمير سلطان ببرقيتي تحية وتقدير للرئيس الروسي والنائب الأول لرئيس الوزراء سيرغي ايفانوف، عبر فيهما عن ارتياحه الى تطور العلاقة الثنائية.