فالح الحمراني من موسكو: أعربت موسكو عن الخيبة برد واشنطن على مقترحاتها بشأن التعاون المشترك في مجال نظام الدفاع المضاد للصواريخ. وقال مصدر في الخارجية الروسية إن الرسالة الخطية التي سلمها الجانب الأميركي الخميس لموسكو لا تتطابق والوعود الشفاهية التي اعطاها وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان خلال مباحثاتهما في موسكو في اكتوبر الماضي بصيغة اثنين زائد اثنين.

واشار المصدر نفسه الى ان القراءة الاولى للرسالة تكشف عن أن الجانب الأميركي سحب المقترحات التي طرحها في موسكو وزير الدفاع روبرت غيتس والخارجية كوندليزا رايس خلال مباحثات موسكو بصيغة 2 زائد اثنين. منوها بان رد واشنطن خيب امل موسكو.واوضح المصدر الروسي ان الحديث دار حينذاك عن استعداد أميركا القيام بخطوات ملموسة لتوفير ضمانات كافية عن ان نشر اجزاء الدرع الصاروخي بأوروبا لن يلحق الضرر بامن روسيا.

واضاف ان الرد الخطي الذي اسلمته موسكو لا يتضمن ايضًا quot; قضية التقييم المشترك لمستوى التهديد الذي تتحدث عنه واشنطن، ولا عن تواجد الخبراء الروس في منشات الدرع الصاروخي باوروبا ولم تذكر مسألة وقف عمل النظام المضاد للصواريخ في حال لن يكون هناك تهديدًا فعليًا صاروخيًا. وحسب قوله، فإن نص الرسالة غامض مما يجعل من الصعوبة التعرف فيه على ما طرحه الوزيران الأميركيان خلال مباحثاتهما في موسكو. وقال إن فترة اعداد الوثيقة التي كان من المفترض ان تؤكد اقوال الوزيرين الأميركيين استمرت شهر، في الوقت ذاته واصلت واشنطن تنفيذ خطط نشر اجزاء النظام الدفاعي بأوروبا. وحسب قوله فإن كل هذه يدفع للتفكير عن مدى مستوى الجد الذي تعاملت به واشنطن مع القلق والمقترحات الروسية.

من ناحيته، قال نائب لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي إن اقتراحات أميركا غير كافية ايضًا لإلغاء موسكو قرارها بوقف تنفيذ إلتزاماتها في معاهدة الحد من الاسلحة التقليدية بأوروبا.

وجرت المباحثات بصيغة 2 زائد اثنين في موسكو في 12 و13 تشرين الأول/اكتوبر الماضي. وطرح وزيرا الدفاع الروسي اناتولي سيردكوف والخارجية سيرغي لافروف على واشنطن التخلي عن خطط نشر 10 مواقع مضادة للصواريخ في بولندا ومحطة رادار في تشيكيا. وكان الرئيس بوتين قد تناول المسالة مرات عديدة. ووعدت أميركا النظر بالمقترحات الروسية والرد عليها خطيًا، وطرح مقترحات اضافية. وتقول واشنطن ان الدرع الصاروخي يهدف للكشف عن الصواريخ الموجهة ضد اوروبا وتصفيتها. ولم تقتنع موسكو بتلك الحجج. وتنظر روسيا الى نشر اجزاء الدفاع المضاد للصواريخ قرب حدودها سيهدد امنها الوطني. واقترحت موسكو حلاً وسطًا يتمثل باستخدام محطة الرصد الروسية في غابل الاذربيجانية ومحطة مشابه يجري بناؤها في جنوب روسيا. بيد ان واشنطن اعلنت ان المحطة اصبحت قديمة لا تستجيب لمطالب الدفاع المضاد للصواريخ.

ومن المرتقب ان يجتمع في واشنطن فريق العمل الروسي ـ الأميركي الخاص بمشكلة الدرع الصاروخي، حيث سينظر الطرفان المقترحات الأميركية الخطية.