جهود السلام تصطدم بالخلافات الإسرائيلية الفلسطينية:
أنابوليس اليوم: فرصة جورج بوش الأخيرة
التايمز: عباس وأولمرت لا يحظيان بالدعم الشعبي أنابوليس وتبرير المشاركة السورية الطريق إلى أنابوليس: هل تنجح رايس حيث فشل الآخرون دراسة: 42.5% من البحرينيين يتوقعون نتائج ايجابية في أنابوليس لا اتفاق على الوثيقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين دراسة: 42.5% من البحرينيين يتوقعون نتائج ايجابية في أنابوليس
انابوليس -وكالات: يبدأ مؤتمر انابوليس الدولي للسلام أعماله اليوم، وسط دعم معنوي عربي غير مسبوق، لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي قبل نهاية العام المقبل. وتخصص الجلسة الإفتتاحية الصباحية في القاعة التذكارية في الأكاديمية البحرية في انابوليس بولاية ميريلاند الأميركية القريبة من واشنطن، والكلمات يلقيها كل من الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
ويحضر هذا التجمع الدولي في عاصمة الولاية 16 دولة عربية لا سيما السعودية وسوريا. وأعرب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل لدى وصوله الى واشنطن امس عن امله بإحداث اختراق على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي بعد فترة من التردد حول إمكانية حضور الرياض ومستوى تمثيلها وهو تردد حسمته الجامعة العربية الأسبوع الماضي بقرار المشاركة بالإجماع. كما يمثل سوريا في المؤتمر الدولي نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد.
وحرصت الدبلوماسية الأميركية على تلبية الطلب السعودي في ادراج مفاوضات الوضع النهائي والشرط السوري بإدراج قضية الجولان المحتل على جدول اعمال انابوليس. وستتطرق لجنة العمل الثالثة بعنوان (نحو السلام الشامل في الشرق الاوسط) اليوم الى المسارات quot;المنفصلةquot; بين اسرائيل والبلدان المحيطة بها اي لبنان وسوريا، إضافة الى quot;تقدم التطبيعquot; بين اسرائيل والدول العربية.
وتتخصص جلسة العمل الاولى للدعم الدولي لمسار السلام والجلسة الثانية للاصلاحات المؤسساتية وبناء قدرات الجانب الفلسطيني، الا ان جدول الاعمال لم يشر بشكل مباشر الى احدى ابرز قضايا الوضع النهائي وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين. كما امتنعت الخارجية الاميركية عن التعليق على ترتيبات جلوس الوفود وكيف سيحرص المنظمون على تجنب لقاء وزير الخارجية السعودي او مقداد بالمسؤولين الاسرائيليين، لا سيما ان الامير سعود الفيصل أكد انه لن يصافح اي مسؤول اسرائيلي خلال المؤتمر.
وقال بوش خلال حفل استقبال الوفود الليلة الماضية، إن اجتماع انابوليس معًا يعقد بسبب وجود هدف مشترك بين الجميع وهو قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبًا الى جنب بسلام وأمن. واعتبر بوش الذي يسعى الى التوصل الى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل انتهاء ولايته في العام المقبل ان quot;تحقيق هذا الهدف يتطلب تسويات صعبةquot;، حاثًا الجانبين ودول الشرق الاوسط على العمل لتحقيق هذه الغاية.
ويشارك كل من لبنان والبحرين وقطر والامارات وعمان والمغرب والجزائر وتونس واليمن وموريتانيا على المستوى الوزاري، فيما يمثل السودان سفيرها في واشنطن. ويحرص المسؤولون الاميركيون هنا على التخفيف من سقف توقعات المؤتمر في ظل عدم تمكن الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي من التوصل الى اعلان مشترك، على الرغم من الاجتماعات المكثفة بينهما بالامس، لا سيما اللقاء بين كبير المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني.
ومؤتمر اليوم بمثابة حفل اطلاق حقبة من المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين حيث برهن الرئيس بوش انه ما زال بوسعه توفير دعم عربي ودولي لسياسته في الشرق الاوسط. وسوريا بدورها استفادت لأنها كسرت نوعًا ما عزلتها الدولية والدول العربية تحمل اليوم مبادرة سلام الى انابوليس بعد سنوات من اقرارها فيما يواجه عباس واولمرت عوائق داخلية ضخمة عليهما تجاوزها قبل التوصل الى أي تسوية محتملة.
الجهود والخلافات الاسرائيلية الفلسطينية
تصطدم الجهود الاميركية الجديدة والمكثفة لتسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين بعجز الجانبين عن التفاهم على اسس إطلاق مفاوضات السلام بعد المؤتمر الدولي الذي يعقد الثلاثاء قرب واشنطن.ويفترض ان يسمح المؤتمر الذي يعقد بين الاسرائيليين والفلسطينيين بحضور ممثلين عن حوالى خمسين بلدًا برعاية بوس، الى احياء عملية السلام المعطلة.ولا يهدف انابوليس الى التوصل الى حلول بل الى فتح اول مفاوضات سلام رسمية منذ حوالى سبعة اعوام بهدف التوصل الى تسوية في 2008 وانشاء دولة فلسطينية تتعايش بسلام على حدود اسرائيل.
وعبرت روسيا استعدادها لتنظيم مؤتمر حول النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين لمواصلة العمل الذي سيبدأ في انابوليس.وعشية هذا الاجتماع، استقبل بوش في البيت الابيض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيسالسلطة الفلسطينية محمود عباس كلا على حدة.وعبر بوش واولمرت وعباس عن ثقتهم في نجاح مؤتمر انابوليس، على الرغم من تشكيك واسع فيه.وقال بوش متوجهًا الى اولمرت quot;انني متفائل واعرف انكم متفائلونquot;.
وبوش متهم باهمال هذه القضية سبع سنوات ليركز على العراق. وهو يبذل جهودا شاقة لانجاح المؤتمر قبل حوالى سنة من انتهاء ولايته الرئاسية.
وخلال عشاء اقامته وزارة الخارجية الاميركية، اكد بوش quot;التزامه الشخصيquot; العمل للتوصل الى تسوية واقامة دولة فلسطينية.لكن المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين يعززون موقف المشككين في الاجتماع بمواصلة خلافاتهم حول مضمون وثيقة يعملون على صياغتها منذ ايام ويفترض ان تشكل اساسًا لمفاوضات السلام في حال تم تحريكها في انابوليس.
وقال رئيس وفد المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع quot;ما زال هناك عمل يجب القيام به وجهود تبذل لكننا لم نتوصل حتى الآن الى اتفاقquot;.وادلى قريع بهذا التصريح بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.وقال قريع ان المناقشات ستتواصل من دون ان يوضح متى.
ويفتتح مؤتمر انابوليس في جو من التشكيك في فرص نجاح هذا الجهد المتأخر نظرًا للمعارضة التي يواجهها كل من اولمرت وعباس وضعف موقفيهما وانقسام الاراضي الفلسطينية ومدى تعقيد القضايا عند مناقشة تفاصيلها مثل القدس وحدود الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين.ورفضت حركة حماس المشتددة التي سيطرت على قطاع غزة في حزيران/يونيو الماضي، مسبقًا نتائج المؤتمر مؤكدة انها لن تكون quot;ملزمة للشعب الفلسطينيquot;.كما تظاهر حوالى عشرة آلاف مستوطن حسب المنظمين، بدعوة من quot;مجلس مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)quot; مساء الاثنين في القدس ليدينوا مسبقًا اي تنازل محتمل عن اراض في الضفة الغربية او القدس.
وخلال التظاهرة، أكد احد قادة مجلس المستوطنات بنحاس والرستين ان quot;انابوليس يشكل تهديدًا حقيقيًا لاسرائيل لأن توقيع اتفاق مع محمود عباس سيؤدي حكمًا الى استيلاء حماس على السلطة في يهودا والسامرةquot;.وبرر بوش واولمرت وعباس تفاؤلهم النسبي بالدعم الدولي الذي يلقاه هذا الجهد وحضور الدول العربية الى انابوليس بدءًا ببلدان على درجة كبيرة من الاهمية مثل السعودية وسوريا،.وقال اولمرت في مكتب الرئيس بوش quot;هذه المرة الامر مختلفquot;.
اما عباس، فعبر عن quot;آمال كبيرةquot; في المؤتمر. وقال quot;املنا كبير ان نخرج من المؤتمر ببدء مفاوضات موسعة حول القضايا النهائية للوصول الى معاهدة سلام بين اسرائيل والشعب الفلسطينيquot;.
التعليقات