خلف خلف من رام الله: كشفت مصادر إسرائيلية اليوم الثلاثاء أن منظمات فلسطينية وعلى رأسها حركة حماس تركز جهودها هذه الأيام كي تنفذ عملية تفجيرية تخرب أجواء مؤتمر انابوليس المنعقد في ولاية ميرلاند الأميركية، وبحسب المصادر ذاتها، فقد سجل في الأيام الأخيرة بين 8 ndash; 10 إخطارات عن منظمات مختلفة توجد في مراحل مختلفة من الجاهزية لتنفيذ عملية.

وفي المعلومات أيضا أن جهاز الأمن الإسرائيلي لاحظ في الآونة الأخيرة النشاط الزائد في أوساط محافل ما تصفه تل أبيب بـquot;الإرهابquot;، كما لمس جهاز الأمن حجم الضغوطات الخارجية الكبيرة التي تمارس على التنظيمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات.

ولكن في الوقت نفسه، نقلت صحيفة يديعوت الصادرة اليوم عن ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية قوله: quot;لا يوجد اخطار مركز، ولكن تتراكم معلومات استخبارية عن النية لتنفيذ عملية من أجل إفشال المؤتمرquot;. وأعلنت الشرطة والجيش الإسرائيلي منذ يوم أمس حالة التأهب تضمنت نشر العديد من الحواجز المتنقلة ونشر قوات كبيرة في مناطق التماس بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وبحسب مصادر صحافية إسرائيلية فان الحديث يدور عن حالة تأهب ج، أي المستوى الثاني في خطورتها في الشرطة. وبالتوازي مع حالة التأهب في الضفة شدد الجيش الإسرائيلي النشاطات في منطقة غزة، تحت ذريعة إحباط عمليات خطف جنود أو تسلل الى البلدات المجاورة للجدار العازل. ولهذا الغرض شدد الجيش الإسرائيلي التمشيطات والتفتيشات عن الأنفاق من قطاع غزة إلى إسرائيل.

يأتي هذا فيما شددت حركة (حماس) اليوم على موقفها الرافض لمؤتمر انابوليس، وصرح إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بأن المؤتمر يعقد لشرعنة quot;الاحتلالquot;، وأيضا إلى جانب حماس تعارض فصائل فلسطينية أخرى المؤتمر مثل الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي.

وأمس عقدت حماس، والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ndash; القيادة العامة تظاهرة قوة في غزة، ترمي إلى بث جبهة موحدة حيال مؤتمر أنابوليس. وفي المهرجان حذر الناطقون من نتائج المؤتمر ودعوا إلى استمرار الكفاح المسلح ضد إسرائيل.

وهاجم الناطق بلسان حماس فوزي برهوم رئيس السلطة الفلسطينية قائلا: quot;عهد أبو مازن هو الأسوأ في التاريخ الفلسطينيquot;. وحسب محمد الهندي، أحد قادة الجهاد الإسلامي، فإن quot;إسرائيل لم تعد الدولة الشابة التي تشن الحروب الخاطفة مع جيش لا يمكن هزمه. يمكن هزمهاquot;. وقدر بان مؤتمر انابوليس quot;محكوم بالفشل مثل المؤتمرات والاتفاقات السابقة. نحن نعلن اليوم عن افتتاح المؤتمر الوطني للحفاظ على المبادئ كي نعلن باننا شعب حي ولن نصبح جثةquot;.

هذا فيما تشدد وتيرة المعارضة في إسرائيل ايضا، فقد تظاهر أمس أكثر من 10 ألاف شخص في ميدان باريس في القدس أمام المنزل الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ضد تقسيم مدينة القدس التي يطالب اليمين الإسرائيلي بعدم التنازل عنها بتاتا، كما يطالب أيضا بعدم إخلاء مستوطنات في إطار تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين.

بزعم مجلس quot;يشعquot; -المسؤول عن الاستيطان- والقيادة الموحدة للمعسكر الصهيوني، اللذين نظما التظاهرة شارك فيها نحو 20 ألف شخص، فإن القدس هي عاصمة دولة إسرائيل. وبين المتحدثين والمهاجمين لسياسة الحكومة الإسرائيلية كان ثلاثة نواب من الائتلاف: زئيف الكين من كديما، دودو روتم من اسرائيل بيتنا ونسيم زئيف من شاس.

حيث إن النائب الكين وعد بمواصلة العمل على وقف البادرات الطيبة للفلسطينيين وقال: quot;الرد على بادراتنا الطيبة تجاه الفلسطينيين تلقيناه بقتل عيدو زولدان من قبل رجال فتحquot;، وكان مستوطن قتل قبل ما يقارب الأسبوع بالقرب من مدينة قلقيلة شمال الضفة الغربية برصاص مسلحين فلسطينيين، فيما قتلت القوات الإسرائيلية العديد من النشطاء والمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية عشية المؤتمر.

وأضاف النائب روتم: quot;كلنا هنا معا كي نقول لحكومة إسرائيل: لا ترفعوا يدا على القدس ولا ترفعوا يدا على الاستيطان في (الضفة الغربية). لن نسمح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع بتجميد الاستيطان، وسنواصل استيطانهماquot;. كما شارك النائب الإسرائيلي تسفي هندل من حزب المفدال في التظاهرة ووصف في خطابه اولمرت quot;رئيس وزراء ضعيف، خطر جدا، ربما اخطر ما كان لدولة إسرائيل في أي وقت مضىquot;.

وأضاف: quot;ليس هناك شيء أخطر من حيوان جريح، ورئيس الوزراء جريح من تحقيقات الشرطة ومن اللجان ndash; ومن ضعفه الكبير تنبع الرغبة في تقسيم القدس، تحرير القتلة وإعطاء مدرعات للقتلةquot;. في إشارة منه إلى مصادقة الحكومة الإسرائيلية على قرار إطلاق 430 أسيراً فلسطينيا كبادرة حسن نية تجاه الرئيس عباس، وكذلك مصادقة أولمرت على تزويد الشرطة الفلسطينية في مدينة نابلس بخمسين ناقلة جند مصفحة.