موسكو: أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية جنرال الجيش يوري بالويفسكي أن ردود الولايات المتحدة على المبادرات الروسية الخاصة بمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ غير بناءة. وقال بالويفسكي في حديث للصحفيين إن الجانب الأميركي يسعى في رده على جعل المبادرة الروسية مجرد إضافة مجانية في خطة نشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية. وشدد على أن روسيا لن توافق على لعب مثل هذا الدور.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح بأن روسيا أصيبت بخيبة أمل من المقترحات الأميركية الخاصة بمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ، ولكنها لن تتخلى عن الحوار مع الولايات المتحدة حول هذه القضية. وقال لافروف في حديث للصحفيين الروس على متن الطائرة التي أقلته من واشنطن الى موسكو إن التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة في هذه المسألة يعزز الاستقرار الإستراتيجي.

وقال مصدر في الخارجية الروسية في وقت سابق إن الردود الأميركية الرسمية على المقترحات الروسية الخاصة بقضية الدفاع المضاد للصواريخ التي تلقاها الجانب الروسي قبل يومين لا تستجيب لتوقعات موسكو ولا تتماشى مع الوعود الأميركية الشفهية التي طرحت في لقاء وزراء خارجية ودفاع روسيا والولايات المتحدة (2x2). وقد صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر الجاري بأن روسيا تلقت من الولايات المتحدة بعد انتظار طويل ردودا خطية على مقترحاتها المتعلقة بالدفاع المضاد للصواريخ. وأضاف أن الجانب الروسي quot;بدأ بدراستهاquot;.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح على نظيره الأميركي في لقائهما على هامش قمة quot;G-8quot; في مدينة هايليغيندام الألمانية في السابع من يونيو 2007 استخدام محطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجان بشكل مشترك لأغراض المنظومة الأميركية للدفاعات المضادة للصواريخ. وقال الرئيس بوتين: quot;لقد نظرنا في المقترحات الأميركية بانتباه. ولدينا أفكارنا الخاصة التي عرضتها على الرئيس الأميركي، وأولها الاستخدام المشترك لمحطة الرادار التي تستأجرها روسيا في أذربيجانquot;.

ويرى الرئيس بوتين أن الاستخدام الروسي الأميركي المشترك لمحطة الرادار التي تستأجرها روسيا في منطقة غابالا الأذربيجانية ستزيل ضرورة نشر منظومات الصواريخ الروسية قرب حدود أوروبا. كما اقترح الرئيس بوتين على بوش خلال لقائهما في كينيبانكبورت في الثاني من يوليو 2007 إنشاء مركزين لتبادل المعلومات حول عمليات إطلاق الصواريخ في موسكو وبروكسل وكذلك الاستخدام المشترك لمحطة الإنذار المبكر الروسية التي يجرى إنشاؤها في جنوب روسيا. وقال الرئيس الروسي أيضا: quot;وفي هذه الحالة لن توجد أي ضرورة لنشر منشآت جديدة في أوروبا ـ الرادار في تشيكيا والمجموعة الصاروخية الضاربة في بولنداquot;.

وترى موسكو أن الحجج والمبررات التي تقدمها واشنطن لنشر عناصر مما يسمى بالمنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية (قرب الحدود الروسية) غير مقنعة. وتؤكد روسيا أن التهديد الصاروخي الذي تشير إليه الولايات المتحدة في هذه المسألة غير موجود أصلا لأن إيران لا تملك ولن تحصل قريبا على صواريخ بالستية عابرة للقارات تستطيع تهديد أوروبا والولايات المتحدة بها.