بهية مارديني من دمشق: لعل الرسالة التي وجهها نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، رئيس الوفد السوري لمؤتمر انابوليس إلى وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس غداة افتتاح المؤتمر لم تكن لرايس فقط بل كانت للجميع ...الأصدقاء والحلفاء والمنتقدين لحضور دمشق المؤتمر ، وذلك لتفسير الموقف السوري حيث اوضح ان quot;مشاركة سورية في اجتماع انابوليس، هي خطوة إضافية من جانب سورية للمساهمة في صنع سلام عادل وشامل في منطقتنا المضطربةquot;، وتمنى بأن quot;يشكل الاجتماع نقطة انطلاق لعملية سلام عادل وشامل على كافة المسارات التي أطلقها مؤتمر مدريد للسلام وذلك وفق آلية يتم الاتفاق عليها لمواصلة العمل من أجل التوصل إلى السلام بعد انتهاء هذا المؤتمر على الرغم من كل الصعوبات وما يثار من آراء مختلفة حول انعقاد هذا المؤتمرquot;.

وكانت ايران انتقدت الحضور السوري واعتبرته مفاجئا، وقالت ان دمشق لم تنسق مع طهران وانتقد حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى لإيران مشاركة سوريا، ووصف المشاركة بالقرار الخاطئ، واعلن أن موقف دمشق مفاجئ. واكد شريعتمداري: quot;فوجئنا بالموقف السوري وقلنا اننا لا ندعم المؤتمرquot;.

وكرد فوري ومباشر على المشاركة السورية في انابوليس وكتأكيد لرؤية مغايرة سلمت السفارة الإيرانية بدمشق دعوات لقادة الفصائل الفلسطينية في سورية للاجتماع في طهران في مؤتمر مناهض وهو ماتمت الدعوة سابقا له الا ان طهران لم تكن قد تسلمت موافقة الفصائل ، ووصل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق طهران ومن المتوقع وصول عدد من القادة الفلسطينيين ومنهم أحمد جبريل رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة ولكن بعض الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق حاولت الا تخسر الود السوري بعد عقد المؤتمر خارج اراضي دمشق، وسربت أن الاجتماع لن يكون بديلاً من المؤتمر الوطني الفلسطيني المعارض الذي جرى الحديث عنه سابقاً والذي كان سيعقد في دمشق إلا أن إمكانية عقده أرجئت مبدئياً إلى وقت آخر ريثما تتبلور الصورة واوضحت أن هذا المؤتمر ستتم مناقشته في اجتماع قادة الفصائل العشرة الذي سيعقد اليوم في طهران.

وبررت دمشق في رسالة اخرى لمنتقديها حضورها انابوليس بالاتصالات التي أجراها أصدقاء سورية مع القيادة السورية مثل قطر وتركيا وروسيا واسبانيا وقالت انه كان لها الأثر في اتخاد قرار المشاركة في مؤتمر انابوليس ولعدم تفويت هذه الفرصة الدولية ، للتذكير بقضية الجولان ونفت ممارسة الضغوط عليها ، وكان مسؤولين إيرانيين اتصلوا بالسوريين لحض دمشق على عدم المشاركة فيما زار السفيران الفرنسي ميشل دوكلو والبريطاني سيمون كوليس الخارجية السورية الى جانب اتصالات ولقاءات دولية مكثفة.

ورغم تباين المواقف السورية الايرانية الذي يبدو جليا الان الا انه لا يتوقع ان يتم فصل عرى التحالف بين البلدين لان دمشق كما يرى محللون تفاوض على الملفات الايرانية وهي مصدر قوتها في لبنان والعراق ..ويؤكد متابعون ان المشكلة ان دمشق لم يكن يبدو لديها خيار اخر غير المشاركة وخاصة بعد ادراج الجولان على جدول الاعمال والضغط العربي والدولي والاقليمي وتوقيت المؤتمر ما قبل القمة العربية التي ستقام في دمشق والعزلة التي كسرها الملك الاردني عبد الله الثاني والشروط التي حملها في زيارته واتصالاته الاخيرة لتنقية الاجواء العربية ndash; السورية.