صورة الحل للبنان ارتسمت ولم يبقَ إلا تظهيرها
عون يسهّل فجأة وصول سليمان إلى الرئاسة

إيلي الحاج من بيروت: لا يزال لبنان عالقاً بين جنرالين : ميشال سليمان وميشال عون، بعدما كان لأيام بين أربعة quot;ميشالاتquot; الجنرالان والمدنيان: ميشال إده ، ميشال خوري... ولكن يبدو أن صورة فخامة رئيس الجمهورية العتيد ارتسمت ملامحها ولم يتبق سوى تظهيرها في مجلس النواب، أطال الزمن أم قصر، على برودة أو على سخونة يمكن أن تطرأ في أي وقت باغتيال نائب أو سياسي من هنا، أو نزول إلى الشارع في اليومين المقبلين على غرار الذي يلوّح به الجنرال ميشال عون من هناك . الصورة ارتسمت بإعلان قوى 14 آذار/ مارس تأييدها ترشيح العماد سليمان للرئاسة ، ثم بإبداء الجنرال عون اليوم الخميس ليونة في موقفه حيال ترشيح القائد الحالي للجيش. ورغم تشكيك قوى في المعارضة بموقف قوى الغالبية المؤيد لترئيس قائد الجيش ، يبقى الأقرب إلى المنطق ما قاله وزير الإتصالات مروان حمادة إن طرح إسم قائد الجيش وهو من هو وما للمؤسسة العسكرية وقائدها من احترام ، لا يمكن أن يكون مناورة. وإلا انقلب الأمر على المناورين أنفسهم أياً يكونوا.

وأبرز ما جاء في موقف الجنرال عون قال: quot; الجنرال سليمان هو اعز المرشحين للرئاسة بعد توليه منصب قيادة الجيش . وشرف كبير للمؤسسة العسكرية أن يكون قائدها مرشحا وهذه إعادة اعتبار إلى بزة الشهداء . في ساعة الحقيقة نعود دائما الى البذلة التي يلبسها البطل والشهيد . ولا باس في ان يكون العماد سليمان رئيسا للجمهورية . أنا أدعم ترشيح العماد سليمان وسعيد بذلك . و قائد الجيش هو مرشحنا بعد ازالة العقبات ودعا الى تذليل العقبات الدستورية امام ترشيح سليمان.

لكن عون ربط رئاسة سليمان بquot;المبادرة quot; التي طرحها الخميس الماضي ، والقاضية بأن تكون ولاية الرئيس لسنتين وألا يكون رئيس الحكومة المقبل من quot;تيار المستقبلquot;، وأن يعين رئيس الجمهورية استثنائيا قائد الجيش. وأعلن أن قوى المعارضة ستجتمع الأسبوع المقبل لتقرر في هذا الشأن ، متحدثاً في الوقت نفسه عن quot;تحركاتquot; ستحصل في الشارع.

وكانت قوى المعارضة أظهرت إرتباكاً في أدائها السياسي بعدما بادرت قوى الغالبية إلى إعلان تأييدها لترشيح سليمان، بعدما كانت قوى المعارضة سبق أن أيدته وبدا أنها غيّرت موقفها مستندة إلى مواد دستورية تفرض إجراء تعديل دستوري صعب التحقق . وهكذا سجلت قوى 14 آذار/ مارس نقطة سياسية في مصلحتها . فإذا نجح مشروع انتخاب العماد سليمان رئيسا، فيكون الإنتخاب حصل بمبادرة من فريق الغالبية وموافقة من المعارضة... واذا لم ينجح، فيكون فريق الغالبية رفع عنه تهمة التسبب بفراغ رئاسي لمصلحة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وعاد الى احياء ورقة انتخاب الرئيس بنصاب النصف زائدا واحدا، وهذه المرة في ظل أوضاع مسيحية مختلفة، ويكون نجح في رد كرة المأزق والفراغ الى ملعب المعارضة.