موسكو:أدلى سكان مناطق أقصى شرق روسيا النائية بأصواتهم يوم الاحد في درجات حرارة اقل من حد التجمد لاختيار برلمان جديد بعد حملة انتخابية خيمت عليها اتهامات المعارضة بأن القوى الموالية للكرملين تتمتع بميزة غير عادلة.
وصرح مسؤولون انتخابيون بان أول مركز اقتراع من بين حوالي 96 ألف مركز في مختلف أنحاء البلاد الشاسعة المساحة فتح أبوابه باقليم تشوكوتكا في اقصى الشمال الشرقي على حدود الاسكا في الساعة الثامنة صباح الاحد بالتوقيت المحلي (2000 بتوقيت جرينتش يوم السبت).
ويحق لاكثر من 100 مليون روسي الادلاء بأصواتهم في انتخابات ينظر اليها على نطاق واسع على أنها استفتاء على الرئيس فلاديمير بوتين. وتتوقع مؤسسات استطلاع الرأي تحقيق حزبه روسيا المتحدة فوزا ساحقا وتامين أكثر من 60 في المئة من مقاعد البرلمان.
البرلمان وتاريخه في روسيا يتكون البرلمان الروسي الذي ُيطلق عليه في روسيا الجمعية الاتحادية أو الجمعية الفدرالية من مجلسين، هما مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى للبرلمان أو مجلس الشيوخ) ومجلس الدوما (المجلس الأدنى أو مجلس النواب) . ويتكون مجلس الدوما التي تجري الانتخابات إليه الاحد من 450 نائبا سينتخبون هذه المرة بالقوائم الحزبية حصرا وذلك بعد إلغاء انتخاب نصف المقاعد في السابق بالقوائم الفردية. ويرجع تاريخ الحركة البرلمانية في روسيا إلى أوائل القرن الماضي حيث كان لروسيا في الفترة الممتدة من 1906 وحتى 1917 برلمانا يتكون من مجلسين هما مجلس الدولة (المجلس الأعلى للبرلمان) ويعين نصفه القيصر، أما النصف الآخر كان بالانتخاب. والمجلس الثاني هو مجلس الدوما (المجلس الأدنى) وكان بالانتخاب وفقا لقانون معقد للغاية عكس التركيبة الطبقية ـ الفئوية للمجتمع آنذاك. وهكذا فإن البرلمان الحالي يجد أصوله في البرلمان الروسي القيصري. وبعد قيام الثورة الاشتراكية في روسيا في عام 1917 اختفى مجلس الدوما من الحياة التشريعية للبلاد وانتقلت السلطة التشريعية في الدولة السوفيتية إلى مجالس السوفيتات. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عاد الدوما من جديد إلى الحياة السياسية quot;بعد أن حل الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في إطار أحداث أكتوبر الدموية 1993 مجلس السوفييت الأعلى الروسي.quot; |
وبعد ساعتين من بدء التصويت فتحت مراكز الاقتراع ابوابها في فلاديفوستوك بوابة روسيا الى المحيط الهادي.
وتشكو احزاب المعارضة المهمشة على نحو متزايد من التغييرات العديدة لقواعد الانتخابات والتغطية الاعلامية المشوهة للحقائق بشكل كبير والضغط الحكومي على الناخبين بالاضافة ومن ان قيام بوتين بالدعاية الانتخابية بنفسه جعل المنافسة غير عادلة.
ونشر استطلاعات الرأي محظور خلال الايام السابقة للانتخابات ولكن معاهد لاستطلاع الرأي تقول ان الشيوعيين هم الحزب الوحيد بخلاف حزب روسيا المتحدة الواثق من تجاوزه حد السبعة في المئة اللازمة للفوز بمقاعد في مجلس الدوما الجديد.
ويصر بوتين على ان الانتخابات ستكون ديمقراطية تماما. وهاجم بوتين الاجانب لتدخلهم في الشؤون الداخلية لروسيا واتهم الساسة المعارضين بانهم عملاء للدول الغربية.
ولن يتولى مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الانسان التابع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا- وهو جهاز الغرب الرئيسي لمراقبة الانتخابات -مراقبة الانتخابات الروسية . وانسحب المكتب بعد خلاف مع موسكو بشأن تأخير اصدار تأشيرات الدخول.
واجيز لنحو 300 مراقب اجنبي فقط نصفهم تقريبا من دول الاتحاد السوفيتي سابقا بمراقبة الانتخابات. ويقول الكرملين ان عمليات مراجعة المراقبين الاجانب غير ضرورية لان روسيا لديها معايير عالية من الديمقراطية.
وادت النتيجة المتوقعة لانتخابات يوم الاحد بالاضافة الى حملة الانتخابات التي افتقرت الى مناقشة القضايا الاساسية الى حالة لا مبالاة بين الناخبين.
واثار هذا حملة رسمية لجعل نسبة المشاركة الجماهيرية تصل على الاقل الى نفس نسبة انتخابات مجلس الدوما الماضية في عام 2003 والتي بلغت 56 في المئة.
واستمرت الجهود في اخر لحظة في شتى انحاء روسيا لتعزيز المشاركة الجماهيرية مع قيام شركات التليفون المحمول بارسال رسائل نصية الى المشتركين تحثهم على التصويت واصدار بعض الشركات الحكومية اوامر لموظفيها بالادلاء بأصواتهم في العمل يوم الاحد.
وشكا حزب يابلوكو الليبرالي الصغير للجنة المركزية للانتخابات من ان رسالة وجهها بوتين عبر التلفزيون يوم الخميس لحث الروس على التصويت لحزب روسيا المتحدة خرقت قواعد الانتخابات.
وقال سيرجي ميتروخين نائب رئيس حزب يابلوكو الحر لاذاعة ايكو موسكو quot;هذا خرق صارخ للقانون وسوء استخدام السلطة لصالح حزب واحد.quot;
وقال فلاديمير شوروف رئيس اللجنة المركزية ان من حق بوتين القيام بحملة دعاية لصالح حزبه لانه مرشح مسجل.
التعليقات