الياس توما من براغ: دعت المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي اليوم الاتحاد الأوروبي إلى عدم التوقيع على اتفاقية الشراكة والاستقرار مع صربيا إلا بعد أن تقوم بلغراد بإلقاء القبض وتسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب وفي مقدمتهم القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال رادكو ملاديتش إلى المحكمة الدولية .
وقد جاءت دعوة ديل بونتي هذه بعد يوم واحد من زيارتها إلى بلغراد واجتماعها بالقيادات الصربية المختلفة الأمر الذي يشير إلى أن نتائج هذه الزيارة لم تكن مثمرة وأنها عادت منها بانطباعات غير مرضية رغم أن البعض نظر إليها على أنها زيارة وداعية باعتبار أن التفويض الممنوح لها في هذا المنصب سينتهي نهاية هذا الشهر وسيتسلم عنها مهام عملها المحقق البلجيكي سيرج براميرتز الذي يقوم الآن بالتحقيق في جريمة قتل رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري .
ولا تمتلك المدعية أي سلطة على الاتحاد الأوروبي للتأثير في موقفه في مسألة كيفية التعامل مع صربيا باعتبار أن محكمتها تتبع لمجلس الأمن وليس للاتحاد الأوروبي غير أن الاتحاد يأخذ عموما ومنذ فترة بمواقفها وتوصياتها ولذلك أخّر عدة مرات التوقيع على اتفاقية الشراكة والاستقرار.
ولم يوقع الاتحاد مع بلغراد اتفاقا أوليا بهذا الشأن إلا بعد أن قوّمت كارلا ديل بونتي في الشهر الماضي تعاون بلغراد مع المحكمة بأنه مقبول.
وترى المدعية العامة ان على الاتحاد أن يكون صلبا في موقفه وان يصر على انه لن يكون هناك أي اتفاق شراكة واستقرار مع بلغراد من دون تسليم المتهمين ولاسيما ملاديتش إلى المحكمة الدولية لأنه في حال التوقيع على الاتفاقية فان ملاديتش حسب رأيها لن يمثل أبدا أمام المحكمة الدولية .
وتؤكد ديل بونتي الآن أن ثلاثة من أربعة متهمين كبار تطالب بهم المحكمة بينهم ملاديتش وزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كارادجيتش يتواجدون في المنطقة البلقانية إما أنهم يختبئون في مكان ما أو أن احدهم يقدم لهم الحماية .
وتشدد ديل بونتي على أن ملاديتش يتواجد في صربيا وان العديد من الأدلة التي لديها أكدت ذلك عدة مرات غير ان قيادات بلغراد تنفي ذلك وتطالب المدعية العامة بتقديم المعلومات التي لديها كي تتمكن من اعتقاله.
يذكر أن المدعية العامة ستقدم تقريرها الأخير إلى مجلس الأمن في العاشر من هذا الشهر وقد أصبح من المؤكد استنادا إلى تصريحات بعض المسؤولين الصرب والى موقفها الحالي من بلغراد بان ملاديتش وكارادجيتش سيبقيان كما قالت يوما كالعظمتين في حلقها أي أنها ستترك عملها في المحكمة الدولية من دون أن ترى الاثنين يقفان أمام المحكمة الدولية التي تطالب بهما بتهم ارتكاب حرب وجرائم ضد الإنسانية .
التعليقات