وذكر الرئيس الفرنسي باستمرار في الرسالة التي وجهها خلال زيارته للجزائر والتي استمرت ثلاثة ايام، ضحايا حرب الاستقلال (1954-1962). وقال ساركوزي quot;لا انسى اولئك الذين سقطوا حاملين السلاح ليستعيد الشعب الجزائري حريته ولا انسى ضحايا القمع الاعمى ولا اولئك الذين قتلوا في الاعتداءات (...) ولا حتى اولئك الذين اضطروا الى التخلي عن كل شيءquot;.
وكما المحت اوساط ساركوزي مساء الثلاثاء، لم يقدم الرئيس الفرنسي اعتذارات تطالب بها الجزائر على الجرائم المنسوبة الى فرنسا خلال فترة الاستعمار، بل دعاها الى quot;طي هذه الصفحةquot;. واضاف ساركوزي quot;لم آت لادانة الحقبة الماضية لكنني اتيت لاقول لكم بان المستقبل اهمquot;. واوضح ان quot;اخطاء وجرائم الماضي لا تغتفر. لكن الاجيال الصاعدة ستحكم علينا استنادا الى قدرتنا على مواجهة التعصب والعنصرية التي هي اسس جرائم وحروب المستقبلquot;.
ولترسيخ هذه quot;الحقبة الجديدةquot;، عرض الرئيس الفرنسي على الجزائر بناء quot;الاتحاد المتوسطيquot; مع فرنسا على اساس quot;الصداقة الفرنسية الجزائرية (...) مثلما عرضت فرنسا في الماضي على المانيا بناء الاتحاد الاوروبي على اساس الصداقة الفرنسية الالمانيةquot;. وتابع quot;ان ما قام به المستشار اديناور والجنرال ديغول اكتسب اهمية بهذا الحجم بالنسبة لاوروبا نظرا الى وجود معاناة هائلة كان ينبغي تخطيها. وما ستقوم به الجزائر وفرنسا معا يكتسب اهمية كبرى بالنسبة لمصير المتوسط على ضوء المعاناة الهائلة التي ينبغي تخطيهاquot;.
ورأى ساركوزي ان quot;اتحاد المتوسط رهان (..) تمليه المثل والمنطق معا. رهان لا يختلف في منطقه عن رهان اوروبا قبل ستين عاماquot;، مشيرا الى ان البعض quot;يشكك في امكانية نجاح مشروع كهذاquot;. واضاف quot;ان فرنسا تقترح على الجزائر ان تكسب هذا الرهان معهاquot;. ورأى ان quot;الحضارة المتوسطية لم تكتسب عظمة الا من خلال التبادل والاختلاط وحتى التهجين اذا امكنني القول. وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي ستمكنها غدا من مقاومة تبسيط العالم المبرمجquot;. ولم تلق هذه المبادرة حتى الان سوى اهتمام محدود لا يتعدى حدود اللياقة من الدول المعنية، ولا سيما منها الاوروبية التي تخشى ان ينافس هذا المشروع مشروع الشراكة الاوروبية المتوسطية الذي اطلق العام 1995.
وكدليل على حسن النية، رحب ساركوزي باتفاق التعاون في المجال النووي المدني الذي وقع الثلاثاء بين البلدين معتبرا انه quot;دليل على ثقةquot; فرنسا في الجزائر. وبعد خطابه، نزل ساركوزي مع بوتفليقة الى شوارع وسط قسنطينة ليحي الحشود وسط هتافات التأييد. وحتى قبل انتهاء زيارة ساركوزي للجزائر، وصفها قصر الاليزيه بانها ناجحة واعتبر احد كبار المسؤولين فيه انها quot;ساهمت بالتأكيد في فتح صفحة جديدةquot; في العلاقات بين البلدين. واضاف المسؤول ان quot;كل طرف خطا خطوة نحو الطرف الاخر ما ساهم في استقرار الامورquot;.
من جهته اعتبر وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني ان تصريحات الرئيس الفرنسي تشكل quot;تقدماquot; لكنه quot;ليس كافياquot;. وكان للصحف الجزائرية الصادرة الاربعاء موقفا مغايرا اذ كتبت صحيفة ليبرتيه quot;نحتاج الى جهد اضافي سيدي الرئيس حول ماضي فرنسا الاستعماريquot;. واشارت صحيفة quot;الوطنquot; دون مواربة الى quot;تملص ساركوزيquot;.
التعليقات