كامل الشيرازي من الجزائر: أعلن في الجزائر، اليوم عن مقتل 10 مهاجرين غير شرعيين وفقدان 9 آخرين، بينما أنقذ 16 شابا كانوا يحاولون العبور إلى ما وراء البحار، ليرتفع عدد من يطلق عليهم في الجزائر مسمى (الحراقة)، إلى 1113 شخصا منذ بداية العام الحالي، جرى إيقافهم لمحاولتهم التسلل خارج البلاد، علما أنّ 84 لقوا مصرعهم، في حين أنقذ 376 شخصا بأعجوبة من موت محقق.
واستنادا إلى مصادر إعلامية محلية، فإنّ الضحايا العشر، لقوا حتفهم في عرض الساحل الغربي على مستوى محافظة مستغانم، فيما ذكرت تقارير أنّ خفر السواحل تمكنوا بعد ليلة كاملة من إنقاذ 14 شابا في منطقة أرزيو الغربية، كما نجح بحارة هولنديون في إنقاذ شابين آخرين.
إلى ذلك، أعلن الأمن الإسباني، أمس، أنّ وحدات حرس السواحل بدأت عمليات بحث مكثفة عن 9 جزائريين قيّدوا على لائحة المفقودين، ونقلت مصادر إسبانية، أنّ هؤلاء قدموا من مرفأ محافظة وهران الجزائرية، على متن قارب، بيد انّ عاصفة هوجاء أدت إلى مقتل شخص وإنقاذ آخرين، فيما لا يزال تسعة يصارعون الموت في عرض المياه الإقليمية الإسبانية، وتنشط حركة البحث عنهم على أمل العثور عليهم أحياء.
وتقول كشوفات رسمية جزائرية حديثة، إنّ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين أوقفتهم السلطات الجزائرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بلغ 2340 شخصا، وأفاد ضابط كبير في البحرية الجزائرية، أنّ بين هؤلاء، هناك 1302 شخص أوقفوا على متن قوارب في عرض المياه الجزائرية، في حين تم توقيف الآخرين على الشواطئ والموانئ وهم يستعدون للرحيل.
وصرّح المقدم يوسف زريزر، قبل فترة، إنّ 1301 شخص تم إنقاذهم من الموت المحقق، مشيرا إلى أنّ السنة الجارية لوحدها شهدت إيقاف 918 مهاجرا سريا.
وأبرز خبراء جزائريون على نقص الإعلام والفراغ القانوني المسجل في مجال مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بينما دعا وزير التضامن الجزائري جمال ولد عباس، إلى تبني استراتيجية وطنية تمكّن من التكفل بمن يطلق عليهم quot;الحراقةquot;.
يشار إلى أنّ لفظ quot;الحراقةquot; يطلق على الشباب الغاضب الذين تعترضهم عقبات كبيرة للتمتع بحياة رغدة في الجزائر، والعثور على وظيفة وسكن، ما دفع بهم إلى الإقبال بكثافة على الهجـرة عبر ما صار يعرف بـquot;مراكب الموتquot;، وهذا الشباب الغاضـب صار أشهر من نارٍ على علـم في جزائر 2007، بقول كثير منهم: quot;أهرب من هذا البلد، ولا بأس أن يأكلني السمك بدل أن يأكلني الدودquot;.
ولمجابهة موجة الهجرة غير المشروعة التي أودت بحياة 42 شابا وفقدان عدد غير محدد من quot;المغامرينquot; جراء مآسي (قوارب الموت)، أقرّت وزارة الأوقاف الجزائرية فتوى تحرم الهجرة غير الشرعية عبر ما يعرف بقوارب الموت، وأن المساجد الـ 14 المنتشرة في البلاد تستعد لإطلاق حملة توعية ضد الظاهرة، وقال الناطق باسم الوزارة عبد الله طمين إنّ الشبان الراغبين في الوصول الى أوروبا، سيدركون أنّ اللجنة التي يتوهمونها سرعان ما يكتشفون أنها سراب، مستشهدا بالآية الكريمة:quot;ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكةquot;.
كما يعتبر الداعية الجزائري أبو عبد السلام، أنّ هؤلاء الشبان المهاجرين quot;آثمينquot;، وكل من ينساق وراء شبكات الهجرة حكم على نفسه بالدخول في دائرة الحرامquot;.
التعليقات