إقرأ في ملف الرئاسة اللبنانية

بيروت، وكالات: ينعقد في هذه الأثناء إجتماع ثلاثي يضم رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ورئيس (تيار المستقبل) النائب سعد الحريري في محاولة لإيجاد حل للأزمة اللبنانية. ولم تؤد الإتصالات والإجتماعات التي اجراها كوشنير، أمس، مع مختلف الفرقاء اللبنانيين الى نتائج ملموسة او الى أي اختراق في جدار الازمة الراهنة بسبب الخلاف القائم بين الموالاة والمعارضة.

وتشترط قوى المعارضة وفي مقدمها رئيس كتلة (الاصلاح والتغيير) النائب ميشال عون التفاهم على سلة حلول متكاملة تشمل الحكومة والمقاعد الوزارية فيها وقانون انتخابي جديد قبل انتخاب الرئيس، فيما تقول قوى الاكثرية ان الهدف من وراء وضع هذه الشروط تعطيل الانتخابات الرئاسية وبقاء لبنان في الفراغ. وقال الحريري في تصريحات صحافية إن مطالب المعارضة quot;تعجيزية بالكاملquot; لا سيما، ان الاتفاق على رئيس الحكومة المقبل يلغي دور المجلس النيابي المطلوب منه تسمية رئيس الحكومة كما انه يحد من دور رئيس الجمهورية المطلوب منه اجراء الاستشارات النيابية الملزمة بهذا الخصوص وفق ما ينص عليه الدستور.

وكان مجلس المطارنة الموارنة، قدانتقد امس quot;الاعتراضات التي يأتي بها هذا الفريق أو ذاك وتربط الاستحقاق الرئاسي بشروط مسبقة ريثما تكون كل القضايا المتعلقة به أو تعقبه قد تم الاتفاق عليها قد تعيق هذا الاستحقاق الى ما لا نهايةquot;. يذكر ان مجلس النواب اللبناني فشل ست مرات بعقد جلسة لانتخاب الرئيس العتيد فيما لم يعرف حتى الان مصير جلسة الانتخاب السابعة المقررة يوم غد بانتظار ما ستؤول اليه المشاورات والاتصالات بين الفرقاء المعنيين بإتمام الإستحقاق الرئاسي.

وكان البرلمان قد دعي إلى انتخاب رئيس جديد يوم الجمعة لملء المقعد الشاغر منذ الثالث والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني عندما انتهت ولاية الرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا. ويمثل الصراع على الرئاسة احدى حلقات الخلاف بين التحالف الحكومي المناهض لسوريا الذي يدعمه الغرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله المدعوم من دمشق. وبرز اسم سليمان الاسبوع الماضي كمرشح مقبول من كل الاطراف.

لكن التصويت لن يتم، إلا في حال اتفاق التحالف الحكومي المدعوم من الغرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله على اتفاق شامل لتوزيع السلطات بما فيه شكل الحكومة. وقال مسؤولون ان نبيه بري رئيس البرلمان وأحد اقطاب المعارضة التقى يوم الخميس زعيم الاغلبية البرلمانية المناهضة لسوريا سعد الحريري بحضور وزير خارجية فرنسا.

وكان الثلاثة عقدوا اجتماعًا مطولاً يوم الاربعاء وناقشوا انتخاب سليمان رئيسا للجمهورية والخطوط العريضة للحكومة الجديدة وقانون الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجرى في العام 2009. وكان بري قال ان الزعماء المتنافسين وافقوا على سليمان كمرشح توافقي لملء المقعد الرئاسي لكن مازال يتوجب العمل على التفاصيل.

وينبغي ان يكون الرئيس مسيحيا مارونيا بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان. وقال مصادر سياسية ان العقبات الاساسية التي تؤخر اتمام الصفقة تتمثل بمطالبة الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون المتحالف مع حزب الله برئيس وزراء تتفق عليه كل الاطراف. كما يطالب عون بضمانات بأن تعكس حصته في الحكومة الجديدة حجم كتلته البرلمانية التي تعد اكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب.

ومن شأن الاتفاق ان ينزع فتيل الازمة التي شلت لبنان لاكثر من عام وهددت باندلاع فوضى في أسوأ أزمة شهدتها البلاد منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وكان سليمان (59 عاما) المرشح التوافقي المفضل لدى المعارضة فهو يتمتع بعلاقات جيدة مع حزب الله وعين قائدا للجيش في العام 1998 عندما كانت سوريا لا تزال تسيطر على لبنان. وأعرب التحالف الحكومي عن تأييده لسليمان يوم الاحد في تراجع عن موقفه السابق بمعارضة تعديل الدستور. ويستدعي ترشيح سليمان تعديل الدستور الذي يمنع موظفي الفئة الاولى من الترشح لرئاسة الجمهورية قبل مرور عامين على تقديم استقالتهم.

وقد عنونت صحيفة quot;الحياةquot; صفحتها الرئيسة: quot;المعارضة تطالب باستقالة حكومة السنيورة.. واستقالة الرئيس المقبل فور انتخابات نيابية.. لبنان: كوشنير قلق من خطر إطالة الفراغ والأكثرية تحصر البحث بالتعديل والانتخاب.quot;

وتحت هذا العنوان، كتبت الصحيفة: quot;حصرت مهمة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في لبنان، البازار السياسي بمطلبين رئيسيين طرحهما قادة المعارضة، الأول من زعيم التيار الوطني الحر، العماد ميشيل عون، الذي أصرّ على اشتراط استقالة رئيس الجمهورية الذي سينتخب، من أجل تسهيل التعديل الدستوري لانتخاب قائد الجيش العماد ميشيل سليمان، بعد إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، سواء تمّت في موعدها في ربيع السنة 2009، أو في شكل مبكرquot;.

أما المطلب الثاني، بحسب الصحيفة، فهو quot;اقتراح رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن يشمل المخرج الذي يطرحه لتعديل الدستور من أجل إتاحة انتخاب العماد سليمان، استقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، لتوافق على التعديل وفق ما ينص عليه الدستور من موقع حكومة تصريف الأعمالquot;.