أسامة مهدي من لندن: أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم، أن العراق طلب رسميًا من مجلس الأمن الدولي تمديدًا أخيرًا للقوات المتعددة الجنسيات حتى نهاية العام المقبل، وأشار إلى أن مباحثات عراقية أميركية حول اتفاق استراتيجي طويل المدى ستبدأ مطلع الشهر المقبل، وأكد تحسن التعاون الأمني الإقليمي مع العراق وقال ان مباحثات اميركية ايرانية حول العراق ستبدأ على مستوى الخبراء في الثامن عشر من الشهر الحالي موضحا ان العراق سيتسلم الملف الامني في البصرة في السادس عشر من الشهر وقال انه سيغادر الى دمشق اليوم لبحث العلاقات السياسية والامنية بين البلدين .

واضاف زيباري في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد وجه رسالة غير مشروطة الى رئيس مجلس الامن الدولي في السابع من الشهر الحالي يطلب فيها تمديدًا اخيرًا لوجود القوات المتعددة الجنسيات في العراق ينتهي اواخر العام المقبل. واشار الى انه بعد التمديد ستكون هناك مفاوضات حول ممارسات هذه القوات وحصانتها والسيطرة عليها وتعاونها مع القوات العراقية وصلاحياتها في اعتقال المواطنين. وأوضح ان المالكي قد حصل من الرئيس الاميركي جورج بوش في رسالة منفصلة على ضمانات لتنفيذ هذه المسائل .

وقال إن العراق يتطلع الى رفع وصاية الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة عنه قريبا . واشار الى ان هذا الفصل اعتبر العراق دولة مارقة تهدد الامن الدولي مانحا صلاحية القيام بعمل عسكري ضدها، موضحًا ان العراق سيوضح انه لم يعد دولة تهدد الاخرين وانه خال من اسلحة الدمار الشامل وانه راغب في اقامة افضل العلاقات مع المجتمع الدولي .

واشار الى ان مفاوضات عراقية اميركية ستبدأ مطلع الشهر المقبل للتوصل الى اتفاق استراتيجي طويل المدى بين البلدين يقوم على اساس اتفاق النوايا المعلن بين المالكي وبوش في السادس والعشرين من الشهر الماضي. وأوضح ان هذا الاتفاق سيضع اسسًا لعلاقات سياسية وامنية واقتصادية طويلة المدى واصفًا هذه المفوضات بانها الاهم التي يخوضها العراق مع دولة اجنبية. وقال ان العراق هو الذي سيحدد فترة سريان هذا الاتفاق وفق مصالحه الوطنيه وسيادته .

وعن الفترة المحددة لسريان هذا الاتفاق الاستراتيجي اوضح الوزير ان اي اتفاق حول هذا الامر لم يتم وهو رهن المفاوضات المقبلة . وقال ان مدة بقاء القوات الاميركية في العراق ستحددها الحاجة الامنية والتطورات على ارض الواقع. وأقر الوزير بأنه وجد خلال استضافة مجلس النواب له الاسبوع الماضي اصواتًا رافضة للاتفاق لكن الغالبية من النواب كانت راضية عنه وعبرت عن مواقف ايجابية تجاهه .

وحول ما اذا كان الاتفاق سيقرر وجودا دائما للقوات الاميركية في العراق شدد الوزير على انه لاوجود دائم ابدا مشيرا الى ان المفوضات ستحدد مدة هذا التواجد بحسب الحاجة الامنية . كما ستحدد العلاقة مع هذه القوات من حيث تنسيقها مع القوات العراقية في تحركاتها والحصانات الدبلوماسية الممنوحة لها . وتوقع ان تستمر المفاوضات سبعة اشهر وان يتم الانتهاء منها في تموز (يوليو) المقبل .

وأوضح ان اولى الوحدات العسكرية الاميركية ستغادر العراق خلال الشهر الحالي ستعقبها انسحابات اخرى خلال الشهر المقبل وفي اذار (مارس) ثم يجري بعدها تقييم للاوضاع لمعرفة ما اذا ستكون هناك انسحابات اخرى .

واضاف زيباري ان هذه المفاوضات تأتي في وقت حقق فيه الوضع الامني في البلاد تقدمًا ملحوظًا بفضل زيادة عدد القوات ومشاركة المواطنين من خلال مجالس الصحوات في التصدي الى تنظيم القاعدة والمجموعات الارهابية الاخرى اضافة الى تعاون دول الجوار امنيا مع العراق والذي شهد تحسنا ملموسا في الفترات الاخيرة بفضل اللقاءات الثنائية والمؤتمرات التي عقدت من اجل ذلك . لكنه اشار الى ان هذا التحسن الامني سيبقى هشا مالم يرافقه تحسن في الوضع السياسي في البلاد على طريق تعزيز المصالحة الوطنية واحراز تقدم على الصعيد الاقتصادي.

وحول الوجود العراقي دوليًا، قال الوزير انه قد اصبح للعراق 75 بعثة دبلوماسية في مختلف القارات والخطط جارية لزيادة هذا التمثيل . واشار الى ان وزارته مهتمة بتدريب وتطوير قدرات دبلوماسييها حيث ان 233 دبلوماسيًا قد انهوا مؤخرًا دورات تدريبية في عدد من الدول الصديقة... موضحًا ان وزارته تبحث مع بعض نظيراتها افتتاح سفارات لها في العراق، مشيرًا في هذا المجال الى رغبة سعودية واماراتية بقرب افتتاح سفارتين للبلدين في العراق. وقال انه سيغادر الى دمشق اليوم لاجراء مباحثات مع نظيره السوري وليد المعلم تتناول العلاقات السياسية والامنية بين البلدين .

وحول ما اذا كانت ايران قد توقفت عن ادخال اسلحة الى العراق اشار الوزير الى انها تتعاون امنيًا مع العراق وان المسؤولين فيها يؤكدون باستمرار حرصهم على امنه واستقراره. وقال ان هناك اشارات على تقدم في التعاون الامني مع العراق انطلاقا من الشعور بأن تدهور الامن في العراق سيؤثر عاجلا وليس اجلا على امن الجوار ايضا .

واضاف ان اتفاقًا بين بغداد وطهران وواشنطن قد تم امس على استئناف المفاوضات الاميركية الايرانية حول العراق في الثامن عشر من الشهر الحالي. وقال ان هذه المفاوضات وهي الرابعة من نوعها ستجري على مستوى الخبراء الدبلوماسيين والعسكريين والفنيين وليس على مستوى سفيري البلدين كما حدث سابقا . وحول تسلم العراقيين للملف الامني في محافظة البصرة الجنوبية من القوات البريطانية اشار الى ان ذلك سيتم في السادس عشر من الشهر الحالي.