يوسف عزيزي من طهران: وصل مساعد وزير الخارجية المصري حسين ضرار إلى طهران مساء أمس الثلاثاء في أول زيارة من هذا النوع منذ 27 عامًا.أعلن ذلك نطيره الإيراني عباس عراقجي قائلاً: quot;سيلتقي ضرار خلال زيارته المسؤولين في وزارة الخارجية لمناقشة العلاقات الثنائية ومسائل إقليمية ودوليةquot;.
وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قد أعلن امس ان موفدًا رسميًا من وزارته سيتوجه الى طهران خلال اليومين المقبلين لبحث العلاقات الثنائية.
و قال ابو الغيط للصحافيين إن مساعد وزير الخارجية حسين ضرار سيتوجه الى ايران والهند حاملاً رسالتين منه الى نظيريه الايراني والهندي تتعلقان بالعلاقات الثنائية .
وأضاف أبو الغيط إن الموفد الرسمي سينقل رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي تتعلق بالعلاقات الثنائية، مؤكدًا أنها تأتي في إطار الحوار المصري الإيراني .
وفيما كانت التقارير تتحدث عن زيارة مساعد وزيرالخارجية المصري المرتقبة الى ايران لبحث العلاقات الثنائية، أفادت مصادر صحفية امس في طهران أن رئيس مجلس الشوري الاسلامي (البرلمان الايراني) غلامعلي حداد عادل سيزور مصر في كانون الثاني / ينايرالمقبل.
اعلن ذلك مقرر لجنه الامن القومي والسياسه الخارجيه في البرلمان الايراني كاظم جلالي مؤكدًا أن رئيس البرلمان غلام علي حداد عادل سيقوم بزياره الي مصر في نهايه كانون الثاني / يناير القادم ليشارك في مؤzwnj;تمر اتحاد البرلمانات الاسلاميه .
واضاف جلالي امس الثلاثاء:ان زيارة حداد عادل الي مصر تأتي تلبيه لدعوة رسمية تلقاها من نظيره المصري فتحي سرور .
وقال جلالي ان مصر ومن وجهة نظر الجمهورية الاسلامية الايرانية تحظي بأهمية بالغة ولها دور مهم في العالم الاسلامي .
وقال جلالي ان زيارة حداد عادل الي مصر تعتبر اول زيارة لمسؤzwnj;ول ايراني رفيع وعلي مستوى رئيس السلطه التنفيذيه الى مصر بعد قيام الثورة الاسلامية.
وقد زار مساعد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي قبل بضعة اشهر بزيارة الي القاهره والتقي بكبار المسؤولين في هذا البلد .
كما اكد الامين العام لجمعية الصداقة المصرية الايرانية quot;عبدالستار عشرةquot; ان العلاقات بين مصر وايران ستشهد نقله ممتازة مستقبلاً.
وقال عشرة في تصريح نشرته صحيفه quot;الوفاقquot; الصادرة باللغة العربية في طهران يوم امس الثلاثاء ان معظم المعوقات التي كانت تقف امام عودة العلاقات قد ازيلت ونحن نشهد الان الانفتاح الايراني علي العرب وقنوات الاتصال مفتوحه مع القيادة السياسيه في مصر.
واشار عشرة الي امكانيات وقدرات ايران ومصر الصناعيه الجيدة وقال بامكاننا ان نقيم تعاونًا وثيقًا باعتبار اننا متكاملون ولسنا متنافسين والتنافس يتمثل فقط في ان يوفر كل جانب افضل السلع الممكنه للجانب الاخر.
ونوه عشرة إلى مجالات التعاون المختلفه القائمة حاليًا ومن ضمنها وجود مصنع مشترك لانتاج السيارات بين البلدين في مصر وانشاء مصنعين للسكر في ايران من قبل مصر ورغبة مصر في شراء القمح من ايران.
كما اشار الامين العام لجمعية الصداقة المصرية الايرانية الي السياحة كمجال مهم بين البلدين واستعداد ايران لارسال نصف مليون سائح وزائر الي مصر سنويًا منوهًا بالزيارة التي قام بها مع وفد كبير من رجال الاعمال المصريين الي ايران وتفقده المصانع والشركات الايرانية الكبيرة.
وقال: لقد بادرنا الي تشكيل مجلس اعمال مصري ايراني مشترك سيجتمع قريبًا كما ان هناك البنك الايراني المصري المشترك الذي يقوم بدور كبير جدًا في تنميه العلاقات وتسهيل التبادل التجاري خصوصًا في ظل محاولات الحظر التي يمكن ان تفرضها اميركا علي البنوك الايرانية.
وعلى صعيد قوى المجتمع المدني زار طهران قبل شهر تقريبا وفد من نشطاء المجتمع المدني بما فيهم مفكرون ومثقفون على رأسهم المحلل السياسي محمد سعيد ادريس بدعوة من مؤسسة حوار الحضارات ومديرها الرئيس السابق محمد خاتمي.
فعلاوة على التعاون الاقتصادي بين ايران ومصر هناك مواقف سياسية مشتركة بين البلدين غير أنهما يختلفان ايضًا في بعض القضايا.
فمن المعروف ان جماعة الإخوان المسلمين ndash; وهي من القوى السياسية الفاعلة في المجتمع المصري - ترحب باستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة حيث يشكل هذا الموقف دورًا مشجعًا للحكومة المصرية للتحرك باتجاه ايران.
وقد ساندت مصر، ايران في الوكالة الدولية للطاقة النووية في موضوع ملفها النووي و ذلك بسبب خشيتها من التفوق النووي الاسرائيلي و خطره على العرب والمنطقة وكذلك مشاريعها النووية السلمية.
كما وترغب القاهرة انتؤدي دورًا فعالاً في العراق بالتعاون مع ايران لحل مشاكل الشعب العراقي حيث لم تستطع القيام بذلك دون إستئناف علاقاتها مع طهران. لكن لا تزال هناك حواجز منها خشية النظام المصري مما كان يوصف بالتدخل الاصولي الاسلامي في شؤون مصر الداخلية، وقضية الجزر الثلاث المختلف عليها بين ايران والامارات العربية المتحدة والتي تعثر عملية تطوير العلاقات بين ايران و مصر المقطوعة منذ العام 1980 إثر توجيهات من الزعيم الايراني الراحل اية الله الخميني للخارجية الايرانية انذاك.
فعلى الرغم من الخطوة الهامة التي قامت بها مصر بايفادها مساعد وزير خارجيتها الى طهران لايمكن ان نتسرع بالتفاءل بقرب إستئناف العلاقات بين البلدين، الا أذا شاهدنا شيئًا ملموسًا في هذا المجال. اذ سمعنا كثيرًا في الماضي عن قرب هذه العملية التي يتشوق لها الايرانيون شعبًا وحكومة، غير ان دخول عوامل غير متوقعة على الخط ابطلت مفعول كل الجهود السابقة لإستئناف العلاقات بين الشعبين المصري والايراني.

ويبدو من كل ذلك ان الحوافز الاقتصادية والسياسية والاقليمية تدفع بالقاهرة لإستئناف علاقاتها مع طهران لكن السؤال المطروح هو: هل تستطيع هذه الحوافز أن تبطل مفعول قوى دولية واقليمية غير عربية لا تحبذ اي تقارب مصري ndash; ايراني في هذا الوقت بالذات؟