كابول: قال متحدث عسكري أفغاني إن مهاجما إنتحاريا فجر متفجرات داخل سيارة قرب مكتب أمن للحكومة الأفغانية في كابول يوم السبت وقال شهود عيان إن عددا من الأشخاص قتلوا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية إن المهاجم الانتحاري فجر صاروخين . وصرح مسؤول آخر بوزارة الدفاع بأنه سمع صوت انفجارين. واضاف quot;الانفجار الاول كان ضعيفا ولكن الثاني هز فعلا المدينة.quot;

ولم يعرف على الفور من المسؤول عن هذا التفجير ولكن طالبان تعتمد بشكل كبير على الهجمات الانتحارية وتفجير قنابل على جنبات الطرق في اطار تمردها ضد الحكومة الافغانية والقوات الاجنبية. وفي اول ديسمبر كانون الاول قام مفجرون انتحاريون من طالبان بهجومين في نفس الوقت تقريبا الذي كان يزور فيه روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي البلاد. وصدم مفجر سيارته في حافلة مليئة بالجنود الافغان في الخامس من ديسمبر كانون الاول فقتل 13 شخصا.

وفي الرابع من ديسمبر كانون الاول أصيبت قافلة لحلف شمال الاطلسي في هجوم مماثل بالقرب من مطار كابول الدولي . وقال حلف شمال الاطلسي انه لم تقع اصابات بين قوات الحلف ولكن 22 افغانيا جرحوا. واصاب اسوأ هجوم انتحاري في كابول حافلة للجيش في سبتمبر ايلول وقتل 28 عسكريا. وقتل اكثر من عشرة آلاف شخص خلال العامين الماضيين وهي ادمى فترة منذ الاطاحة بحركة طالبان عام 2001 ويشعر عدد متزايد من الافغان باحباط إزاء عدم إحراز تقدم نحو السلام.

وفيما أعلنت قيادات التحالف استعادة القوات الأفغانية، المدعومة من قوات التحالف، لبلدة quot;موسى قلعةquot;، قال مولن إن الاستطلاعات تظهر ارتفاع شعبية الحركة المتشددة في مناطق جنوب غربي أفغانستان بنسبة 23 في المائة، ثلاثة أضعاف عما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات. وأورد أن فقدان الحركة، التي أطاح بها الغزو الأمريكي في أواخر عام 2001، لعدد كبير من قياداتها المهمة خلال الشهور القليلة الماضية، دفع بها للجوء إلى quot;الهجمات الإرهابيةquot;، وquot;الترهيب.quot;

واقترح بعض أعضاء quot;لجنة الخدمات المسلحةquot; رفع عدد القوات في أفغانستان، فيما تساءل النائب الديمقراطي جو سيستاك عن مغزى التشديد على مقاتلة القاعدة في العراق، فيما أوجد التنظيم، بجانب طالبان، ملاذاً جديداً لهما في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وأضاف سيستاك: quot;أفهم وجود القاعدة في العراق لكن أجهزتنا الاستخباراتية تقول إن التنظيم لا يخطط لشن هجمات على الأراضي الأمريكية، لكنهم يفعلون.. القاعدة المقيمة في أي من باكستان أو أفغانستان.quot; إلا أن مولن أكد أن العراق من أولويات الجيش الأميركي منوهاً: quot;تركيزنا الأساسي، وعسكرياً، في المنطقة وعالمياً ينصب وبصورة راسخة على العراق حالياً.quot;

ويرابض قرابة 26 ألف جندي أميركي، بجانب أكثر من 20 ألف من حلف شمال الأطلسي quot;ناتوquot; وقوات التحالف، في أفغانستان حالياً، وفق وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الذي قام مؤخراً بزيارة مفاجئة إلى هناك. ويضغط وزير الدفاع الأمريكي على الحلفاء الأوروبيين لزيادة مساهمتهم العسكرية، من قوات وتجهيزات، لمواجهة تهديدات الحركة المتشددة. وأوضح أنه يطالب بقوات إضافية تقل عن 10 آلاف فرد، من بينهم نحو 3500 من المدربين العسكريين فضلاً عن 20 مروحية عسكرية.

وإلا أن غيتس أشار، وخلال اجتماع مع نظرائه في حلف الناتو في مدينة ادنبره باسكتلندا الجمعة، أن واشنطن ستغير نبرتها وإستراتيجيتها فيما يتعلق ومطالبة الحلفاء برفع المساهمات العسكرية في أفغانستان. وشارك في اجتماع أدنبرة بجانب الولايات المتحدة: بريطانيا، وكندا وخمس من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي quot;ناتو.quot; وأوضح غيتس إن إستراتيجيته الجديدة ستضع في الاعتبار quot;الحقائق السياسيةquot; التي تواجهها بعض الحكومات الأوروبية حيث يعارض الرأي العام التورط عسكرياً في أفغانستان.

ويذكر أن حركة طالبان، التي أطاح بها الغزو الأميركي لأفغانستان عن السلطة في أواخر عام 2001، نفذت أكثر من مائة هجوم انتحاري هذا العام، أسقطت أكثر من 5200 شخصاً، وفق محصلة أوردتها الأسوشيتد برس.وصعّدت طالبان من هجماتها خلال العام الحالي، الذي يعد أكثر الأعوام دموية منذ سقوط الحركة المتشددة عن سدة الحكم في أواخر عام 2001.