واشنطن: أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن الرئيس الأميركي، جورج بوش، سيقوم بجولة مكوكية في الشرق الأوسط الشهر المقبل، في محاولة منه لمواصلة الضغط بهدف تظهير نتائج مؤتمر أنابوليس للسلام، وذلك عبر زيارة تستمر تسعة أيام.

وستشمل جولة بوش مجموعة من الدول العربية التي توصف بأنها quot;معتدلة،quot; وهي البحرين والسعودية والإمارات والكويت ومصر، إلى جانب إسرائيل وأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وقد أعلن البيت الأبيض أنه سيتم خلالها أيضاً التأكيد على التزام واشنطن quot;أمن الخليجquot; ومساعدة دوله على محاربة quot;الإرهاب والتطرف.quot; وتبدأ الجولة في الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل وتنتهي في الـ16 من الشهر عينه، ولم يوضح البيان تفاصيل جدول الرحلة أو مواعيد زيارة كل دولة.

وسيحاول بوش، الذي يراهن على إحراز تقدم على مستوى عملية السلام في الشرق الأوسط خلال السنة الأخيرة من ولايته أن يكرس الجولة لدفع الأطراف التي التقت في أنابوليس إلى تنفيذ تعهداتها الأولية من جهة، والعمل على التوصل إلى اتفاقيات أشمل.

وجاء في بيان أعلنته دانا بيرينو، الناطقة باسم البيت الأبيض أن زيارة الرئيس الأمريكي quot;تأتي في إطار استكمال التقدم الذي تم تسجيله بعد مؤتمر أنابوليس لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على زيادة جهودهم الرامية إلى إحلال السلام وتحقيق رؤية الرئيس (بوش) بإنشاء دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام.quot;

وأضافت بيرينو أن الجولة سيتخللها أيضاً محاولة لتحقيق تقدم على صعيد التسوية العربية الإسرائيلية.

وفي رسالة ضمنية إلى إيران، لفتت بيرينو في بيانها، إلى أن زيارة بوش quot;ستكون فرصة لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة أمن حلفائها في الشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج،quot; والعمل معها quot;لمواجهة الإرهاب والتطرفquot; على حد تعبيرها.

وكان البيت الأبيض قد ألمح إلى نية الرئيس بوش إجراء هذه الجولة مطلع الشهر الجاري دون تحديد تاريخ واضح أو جدول أعمال غير أن إحدى محطات التلفزة الإسرائيلية نقلت عزمه التوجه إلى إسرائيل ولأول مرة خلال رئاسته.

ونقلت القنال الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن الرئيس الأميركي سيركز خلال زيارته على مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ممثلين بالسلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس، كما قد يتطرق خلال محادثاته في المنطقة إلى برنامج الجمهورية الإيرانية الإسلامية النووي.

وكانت الولايات المتحدة قد استضافت الأسبوع الفائت قمة quot;أنابوليسquot; في ولاية ماريلاند المجاورة للعاصمة واشنطن، بحضور وفدين فلسطيني وإسرائيلي رفيعين بمشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة بينهم وفود من سوريا والمملكة السعودية، أعلن فيها نية استئناف مفاوضات السلام المجمدة منذ سنوات.

ويأتي إعلان بوش في ظل زخم دولي كبير لدعم عملية التسوية في الشرق الأوسط، وذلك بعد يوم واحد من استضافة العاصمة الفرنسية، باريس، مؤتمراً للدول المانحة لدعم الاقتصاد الفلسطيني.

وقد أسفرت نتائج مؤتمر باريس للدول المانحة الاثنين، عن التزام المجتمع الدولي بتعهدات بلغت 7.4 مليارات دولار لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية في بناء مؤسساتها، على مدى ثلاث سنوات، وهو ما فاق التوقعات.