طهران، وكالات: سلمت روسيا إيران شحنة ثانية من الوقود النووي لمحطة بوشهر (جنوب)، كما أعلن نائب المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أحمد فايزبخش، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية اليوم الجمعة. وقال فايزبخش quot;ان الشحنة الثانية من الوقود لمحطة بوشهر النووية وصلت الجمعة الى ايرانquot;. واوضح ان كمية هذه الشحنة الثانية معادلة للشحنة الاولى التي وصلت في 17 كانون الاول/ديسمبر. وستسلم روسيا ما مجموعة 82 طنا تقريبا من الوقود النووي لايران على مدى شهرين ضمن ثماني شحنات منفصلة.

وكانت المتحدثة باسم شركة quot;اتومستروي اكسبورتquot; الروسية ايرينا اسيبوفا اوضحت في العشرين من كانون الاول/ديسمبر ان العمل في محطة بوشهر النووية quot;لن ينطلق قبل نهاية 2008quot;، وهو تصريح يتناقض مع المهل التي اشار اليها الايرانيون الذين ياملون في انطلاق العمل في المحطة من الان وحتى شهرين او ثلاثة اشهر. واوضحت اسيبوفا انذاك quot;ان شحنات الوقود ستستمر قرابة الشهرينquot;، اي حتى شهر شباط/فبراير. واوضحت ايضا quot;بعد ستة اشهر من تسليم شحنات الوقود، سنبدأ باجراء اختبارات مع هذا الوقود. وعندما تنتهي هذه الاختبارات بنجاح، سيكون بامكاننا عندئذ اطلاق العمل في المحطةquot;.

وكان يفترض بالمحطة ان تبدأ العمل quot;من الان وحتى شهرين او ثلاثة اشهرquot; على مستوى 200 ميغاوات وان تبلغ لاحقا اقصى مستواها البالغ الف ميغاوات في الاشهر التسعة التي تلي، كما اعلن من جهته نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية المكلف الشؤون الدولية محمد سعيدي. وقد تاخر بناء المحطة - وهو مشروع اخذته روسيا من الشركة الالمانية سيمنز في 1994 - مرارا على خلفية توترات بشان برنامج ايران النووي ذلك ان الغربيين يخشون ان يكون يخفي برنامجا عسكريا.

وقد ارجىء وضع المحطة في الخدمة المتفق عليه اصلا في خريف 2007، الى 2008 لان الروس تحدثوا عن مشاكل مالية من الجانب الايراني وهو ما نفته طهران. واخيرا، اعلنت روسيا وايران في بداية كانون الاول/ديسمبر انهما توصلتا الى تسوية هذه المشاكل ووضعتا جدولا زمنيا لانجاز محطة بوشهر. وبعد تسليم الشحنة الاولى من الوقود، اعتبرت روسيا ان ايران لم تعد بحاجة لمواصلة تخصيب اليورانيوم وهي رسالة كررها في اليوم نفسه الرئيس الاميركي جورج بوش. لكن طهران سارعت الى رفض هذا الطلب.

وكان رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغا زادة اوضح ان ايران تعتزم مواصلة انشطة تخصيب اليورانيوم وخصوصا لانتاج الوقود لمحطة درخوين النووية (جنوب غرب) بقوة 360 ميغاوات وتقوم شركات محلية ببنائها. وترفض ايران تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم على الرغم من قرارين من مجلس الامن الدولي يطلبان منها تعليق انشطتها النووية الحساسة.

وتتطلب عملية شحن الوقود الأولى تجهيز المشروع بـ 163 قضيبا أساسيا من quot;اليورانيوم ـ 235quot; المخصب حتى 62ر3 بالمائة و17 قضيبا احتياطيا. ويجري التجهيز على عدة مراحل، وتستغرق العملية شهرين. وأكدت وزارة الخارجية الروسية بهذه المناسبة أن تجهيز إيران بالوقود النووي يعني قيام طهران بتوفير الشروط النوعية المناسبة لإعادة بناء الثقة بالطابع السلمي لبرنامجها النووي.

وقد توصلت روسيا وإيران في الثالث عشر من شهر ديسمبر 2007 إلى اتفاق على موعد إكمال مشروع بناء محطة بوشهر الكهرذرية. ويذكر أن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوكالة الروسية للطاقة الذرية قاموا في الفترة من السادس والعشرين ولغاية الثلاثين من شهر نوفمبر 2007 بفحص الوقود النووي المخصص لمحطة بوشهر وختم الحاويات المقرر إرسالها إلى إيران. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه ليست لها أية ملاحظات حول نوعية الوقود النووي الروسي المقرر إرساله إلى محطة بوشهر الكهرذرية في إيران.