اقارب رهائن في كولومبيا يغادرون الى كراكاس

بوغوتا: من المتوقع أن تبدأ الجمعة عملية إطلاق ثلاثة رهائن كان متمردون يساريون يحتجزونهم لمدة سنوات في كولومبيا. وسيأخذ قباطنة جوّ أماكنهم في مروحياتهم في فنزويلا في حدود الثالثة ظهرا بالتوقيت المحلي، للسفر إلى فيلافيسينشو في وسط كولومبيا.

وهناك سيعيدون تزويد طائراتهم بالوقود ترقبا لتوجيهات من عناصر القوات المسلحة الثورية الكولومبية. ووافقت الجماعة المتمردة على إطلاق الرهائن ضمن اتفاق رعاه الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وأعلنت الحكومة الكولومبية موافقتها على اقتراح الرئيس الفنزويلي.

وتقضي الخطة التي اقترحها شافيز، بقيام طائرات فنزويلية بالتحليق في الأجواء الكولومبية، لالتقاط الرهائن الثلاثة، وهي الخطة التي وافقت عليها بوغوتا بعد نحو أربع ساعات من إعلان الرئيس الفنزويلي اقتراحاً بهذا الشأن، خلال تصريحات له في كاراكاس.

وقال شافيز إنّ المروحيات ستحمل مساعدات طبية وممثلين عن الصليب الأحمر وأطباء. وبمجرد هبوط المروحيات في فيلافيسينشو، سيقوم أعضاء في القوات المسلحة الثورية الكولومبية بتوجيههم إلى مكان آخر في أحراش الغابة الكولومبية، أين من المفترض أن يكونوا قد أطلقوا سراح الرهائن.

ولاحقا تقوم المروحيات بالتقاط الرهائن والطيران بهم إلى فيلافيسينشو أو إلى أي مطار من مطارات فينزويلا، وفقا لمواقعها. وليس في حكم الواضح الموعد المحدد لإطلاق الرهائن، ولكنّ الحكومة الكولومبية وضعت السبت ليلا كآخر موعد لنهاية العملية.

وأعلن وزير الخارجية الكولومبي، فرناندو أروخو، أن حكومة بلاده توافق على quot;المهمة الإنسانيةquot; التي اقترحها الرئيس الفنزويلي لإطلاق سراح الرهائن الثلاثة، المحتجزين لدى حركة quot;القوات المسلحة الثوريةquot;، المعروفة باسم quot;فارك.quot;

وأشار الوزير في تصريحاته الأربعاء، إلى أن الرئيس الكولومبي، ألفارو أوريبي، كلف المفوض الكولومبي الأعلى للسلام، لويس كارلوس ريستريبو، بأن يمثله في عملية الإفراج عن الرهائن.

وفيما ذكر أروخو أن quot;الحكومة الكولومبية تشكر الحكومة الفنزويلية، وخاصة الرئيس شافيز، على جهوده من أجل الإفراج عن الرهائن الثلاثةquot;، فقد شدد على أن شرط كولومبيا الوحيد هو ضرورة أن تحمل الطائرات الفنزويلية التي ستدخل كولومبيا، شعار الصليب الأحمر.

والرهائن المحتجزون لدى حركة quot;فاركquot;، والذين من المتوقع إطلاقهم، هم كلارا روخاس، مديرة الحملة الانتخابية للسياسية الفرنسية الكولومبية، إنغريد بيتانكور، والتي اختطفت في العام 2002، بالإضافة إلى ابنها الذي ولدته أثناء فترة احتجازها، إيمانويل، فضلاً عن النائب السابق في البرلمان الكولومبي كونسويلو غونزالس.

وكانت السيناتور بيتانكورت هي الأخرى قد تعرضت للاختطاف من جانب مسلحي نفس الحركة، أثناء حملتها لترشيح نفسها لرئاسة كولومبيا، كما كان وزير الخارجية الكولومبي أيضاً رهينة لدى الحركة اليسارية، لكنه تمكن من الفرار في أوائل العام 2007، بعد نحو ست سنوات قضاها في الأسر.

وكان شافيز قد أكد في وقت سابق الأربعاء، أنه ينتظر الحصول على تفويض من الحكومة الكولومبية بتحليق الطائرات العمودية القادمة من فنزويلا نحو quot;موقع ماquot; في كولومبيا، لالتقاط الرهائن، الذين أعلنت quot;فاركquot;، في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أنها ستفرج عنهم.

وتسببت أزمة هؤلاء الرهائن في ظهور بوادر توتر بين بوغوتا وكاراكاس الشهر الماضي، بعدما طلب الرئيس الكولومبي أوريبي، من نظيره الفنزويلي تشافيز، عدم التدخل في المفاوضات بشأن الإفراج عنهم. وإثر قرار حكومة الرئيس الكولومبي المقرب من الولايات المتحدة بإنهاء دور الرئيس الفنزويلي كوسيط في المفاوضات مع المتمردين لإطلاق سراح الرهائن، قال شافيز إنه سيجمد العلاقات مع كولومبيا.

ويعتبر إطلاق سراح هؤلاء الرهائن الثلاثة الأهم من نوعه في نزاع الحكومة الكولومبية مع المتمردين منذ عام 2001، عندما أطلقت حركة quot;فاركquot; حوالي 300 جندي وضابط شرطة كانوا محتجزين لديها. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشفت quot;فاركquot; عن شريط فيديو تظهر فيه السيناتور بمجلس الشيوخ الكولومبي المختطفة، هو الثاني الذي يبين أنها مازالت على قيد الحياة، وذلك بعد نحو ست سنوات من الاختطاف.