خامس قائد سياسي عراقي يدخل المستشفى عام 2007
المالكي لفحوصات جديدة وصالح رئيسا للحكومة نيابة
عنه

أسامة مهدي من لندن: في وقت يخضع فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الإثنين لفحوصات جديدة بدأها أمس في مستشفى ولنغتون وسط لندن حيث يرقد فقد منع أطباءه الليلة الماضية العشرات من العراقيين من زيارته تجعوا عند مدخل المستشفى بعد أن لاحظوا تعبا جديدا قد اصابه بينما استدعي من مدينة السليمانية الشمالية برهم صالح نائب رئيس الوزراء لتولي رئاسة الحكومة بدلا من المالكي الذي لاحظ مراقبون انه القائد السياسي العراقي الخامس الذي يدخل المستشفى خلال العام الحالي 2007.

وابلغ مصدر مقرب من المالكي quot;ايلافquot; ان الاطباء الذين باشروا فحوصات عامة للمالكي (57 عاما) شملت القلب وقياس الضغط والسكري اللذين يعاني من ارتفاعهما بين فترة واخرى وخاصة خلال الايام القليلة الماضية سيستكملون فحوصات له اليوم في المستشفى نفسه بوسط لندن والتقرير بحسب نتائج التحليلات المدة التي سيقضيها فيه . وفد خصص جناح كامل للمالكي في الطابق الاول من المستشفى حيث سمح له الاطباء في البداية باستقبال بعض الزائرين الذين كان من بينهم سلفه في رئاسة الحكومة وزعامة حزب الدعوة الاسلامية ابراهيم الجعفري الذي قضى معه حوالي النصف ساعة.

واوضح المصدر ان الاطباء وبعد ان لاحظوا تعبا ظاهرا على المالكي نتيجة هذه الزيارات فقد منعوا عشرات العراقيين الذين تجمعوا عند مدخل المستشفى بهدف زيارته للاطمئنان على صحته من الدخول خوفا من مضاعفات صحية. وقد استقبل المالكي زائريه في صالون جناحه وكان يرتدي الملابس العادية التي يظهر فيها عادة في المناسبات الرسمية. وقد وضعت السلطات البريطانية فريقي حماية للمالكي في مستشفاه من عناصر الشرطة والقوة الامنية باللباس المدني.

وقد اظهرت الفحوصات الاولية التي اجريت للمالكي الذي وصل الى لندن مساء السبت الماضي ان صحته جيدة لكنه يعاني من تعب شديد وارتفاع في الضغط والسكري نتج عنها اصابته بأغماءة لمدة نصف ساعة اثر اجتماع في بغداد قبل ايام تقرر اثرها بالتشاور مع عائلته نقله الى العاصمة البريطانية مصطحبا نجله الاكبر وصهره ومترجمه وعددا قليلا من افراد حمايته الشخصية. وقال المصدر ان الاطباء يعتقدون ان المالكي سيتمكن من العودة الى بغداد خلال وقت قصير جدا. واوضح ان مرافقي المالكي في زيارته هذه هم مجموعة من صغار الموظفين العاملين في مكتبه برئاسة الحكومة. واشار الى ان المسؤول العراقي قد اصطحب معه نجله الاكبر محمد (26 عاما) وصهره الذي يعمل سكرتيرا خاصا له اضافة الى مترجمه الخاص. وقال ان موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي هو الذي قام بترتيب مواعيد المالكي مع اطبائه واختيارهم لاجراء الفحوصات واقتراح العلاجات نظرا لخبرته الطبية حيث عمل في لندن لاكثر من 15 عاما طبيبا ورئيسا لمؤسسة طبية. وبين ان المالكي كان شعر بتعب شديد الاسبوع الماضي ادى الى اغماءة لبعض الوقت مما تطلب استدعاء بعض الاطباء للكشف عليه اثر ارتفاع كبير في السكري والضغط اللذين يعاني منهما منذ سنوات وقبل توليه منصبه الحالي اضافة الى معاناته من متاعب في القلب.

واوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان اطباء المالكي في بغداد قرروا فجر السبت بالتشاور مع عائلته ومساعديه نقله الى لندن لتلقي العلاج الضروري بعد ان ظهرت عوارض ازمة صحية عليه قال انها ليست خطيرة. واكد بيان لمكتب المالكي امس ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان نتائج الفحوصات الاولية quot;سليمة ومطمئنة جداquot;. واضاف quot;نطمئن ابناء شعبنا العراقي الكريم بعدم وجود مايدعو الى القلق بشان الحالة الصحية للسيد رئيس الوزراء الذي قدم شكره لجميع ابناء الشعب العراقي العزيز على مشاعرهم الطيبة تجاههquot;.

وكان مصدر عسكري اميركي قال السبت ان المالكي شعر بوعكة صحية أثناء اجتماع رفيع المستوى مع مسؤولين اميركيين في وقت سابق من الأسبوع الماضي وأنّه تلقى لاحقا علاجا وغادر المستشفى. ونظرا لغياب المالكي عن بغداد فقد تولى رئاسة الحكومة بدلا عنه نائبه برهم صالح الذي كان موجودا في مدينة السليمانية الشمالية حيث مقر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتولى فيه منصب نائب امينه العام طالباني . وقد عاد صالح الى بغداد على عجل وتراس فعلا امس اجتماعا لمجلس الوزراء العراقي .

ولدى مغادرته بغداد اكد المالكي انه يسافر الى لندن لاجراء فحوصات طبية للاطمئنان على بعض الامور الصحية. واشار الى إنه كان يحاول منذ فترة أن يجري فحوصات طبية في بريطانيا لكنه أجل الموضوع أكثر من مرة وأضاف quot;سأقتصر بالدرجة الأولى على إجراء الفحوصات والعودة إلى بغداد بشكل سريعquot;. واوضح مساعد للمالكي إن الهدف من الزيارة quot;فحص طبي دوريquot; كان مقررا سلفا وتم إرجاؤه بسبب quot;الوضع الأمنيquot; في العراق . وقال ان رئيس الحكومة العراقية أرجأ الرحلة بسبب كثرة مشاغله في الشهور الماضي.

وفي لندن قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان المالكي في لندن لكنه رفض الإفصاح عن أي تفاصيل تتعلق بعلاجه وفيما إذا كان سيلتقي مسؤولين بريطانيين خلال الزيارة. وكان المالكي قد شكل حكومته في ايار (مايو) عام 2006 لكنها تعاني منذ اربعة اشهر من انسحاب ثلاث كتل برلمانية منها تابعة للتيار الصدري الشيعي وجبهة التوافق السنية والقائمة العراقية العلمانية حيث فقد بذلك نصف وزرائها البالغ عددهم 32 وزيرا.

المالكي خامس قائد سياسي يدخل المستشفى عام 2007

وبدخول المالكي للمستشفى في لندن فقد لاحظ مراقبون انه المسؤول العراقي الكبير الخامس الذي يدخل المستشفى لفحوصات وعلاج خلال العام 2007 الذي يودعه العالم اليوم اضافة الى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اضافة الى رئيس الوزراء الاسبق زعيم القائمة العراقية اياد علاوي. ففي شباط (فبراير) الماضي اصيب الرئيس طالباني (74 عاما) بوعكة صحية نقل اثرها على عجل الى العاصمة الاردنية عمان لإجراء فحوصات طبية في مركز الملك حسين الطبي حيث قضى اسابيع عدة.

وقال بيان رئاسي quot;نتيجة للعمل المضني خلال الأيام القليلة الماضية تعرض الرئيس طالباني إلى وعكة صحية ونصحه الأطباء بإجراء فحوصات إضافية وقد توجه إلى المملكة الأردنية للقيام بذلكquot;. كما اشار مصدر مسؤول في الاتحاد الكردستاني الذي يتزعمه طالباني إن الرئيس كان يعاني من ألم في كليته وارتفاع في نسبة اليوريا ونقل إلى مستشفى السليمانية حيث بقي تحت رعاية الأطباء لعدة ساعات حتى استقرت حالته وتم نقله من مطار المدينة إلى عمان. وفي ايار (مايو) الماضي توجه طالباني الى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية لإنقاص الوزن. وقد انتخب طالباني رئيسا للعراق عام 2005 كأول رئيس للعراق خلال أول انتخابات جرت بعد سقوط نظام صدام حسين ليصبح بذلك أول زعيم كردي يحكم العراق.

وفي منتصف ايار (مايو) الماضي غادر الى الولايات المتحدة عبد العزيز الحكيم (57 عاما) لاجراء فحوصات طبية حيث قال اطباءه انه مصاب بسرطان الرئة. واشارت مصادر صحافية اميركية الى ان الحكيم يعاني من سرطان الرئة وأنه نُقل إلى مدينة هيوستن بولاية تكساس لتلقي العلاج بشكل عاجل. وقالت إن الرئيس الأميركي جورج بوش قد أصدر أوامره فورا بنقل الحكيم من العراق الى الولايات المتحدة. وأضافتت أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني قد لعب دورا لكي يعرض الحكيم على أطباء أميركيين عسكريين في بغداد حيث أجروا له الفحوصات الأولية كما رتب له العلاج الطبي في هيوستن.

لكن الحكيم لم يستكمل علاجه في الولايات المتحدة فانتقل الى طهران حيث استكمل الفحوصات الطبية وتلقى علاجا بالكيمياوي على خمس مراحل. وكان الحكيم قد تعرض الى متاعب صحية فنصحه الأطباء بالتوجه الى الولايات المتحدة لكنه آثر بعد ذلك تلقي العلاج في ايران وقد عاد الحكيم الى بغداد الشهر الماضي حيث اكد مقربون منه انه قد اتم فترة علاجه من ورم سرطاني والتي استغرقت حوالي اربعة اشهر في طهران وانه قد شفي منه تماما.

كما امضى اياد علاوي الصيف الماضي حوالي الاسبوعين في مستشفى بلندن لاجراء فحوصات عامة وعلاج من الام في ساقيه. ويعاني علاوي من اثار اصابات بساقيه منذ ان تعرض لمحاولة اغتيال بمنزله في لندن في شباط (فبراير) عام 1978 دبرتها عناصر من مخابرات النظام العراقي السابق حيث اصيب اصابات بالغة قضى بعدها حوالي العام في المستفى لتلقي العلاج.

وفي اوائل الشهر الحالي عادر الى العاصمة النمساوية فيينا مسعود بارزاني في رحلة علاج اثارت االكثير من الاشاعات واللغط. فما ان اعلن رسميا في اربيل ان الزعيم الكردي قد غادر اقليم كردستان الى خارج العراق في زيارة خاصة حتى انطلقت تقارير زعمت انه يقوم بزيارة الى اسرائيل للعلاج من اصابات اثر محاولة اغتيال فاشلة. لكن رئيس حكومة كردستان نجيرفان بارزاني كذب هذه التقارير بقوة مؤكدا ان رئيس الاقليم في رحلة علاج لاسنانه. ومن جهته اشار بارزاني لدى عودته الى الاقليم ان هذه التقارير الكاذبة من التفاهة بشكل لايستحق الرد مشددا على ان رحلته الى الخارج كانت لعلاج اسنانه.