معركة ضارية بين بوش والديموقراطيين اليوم
العراق والانفاق العسكري:تصويت مهدد بعرقلة جمهورية


بوش وبيلوسي والتصويت المنتظر

واشنطن : يسعى الرئيس جورج بوش اليوم الاثنين الى الحصول على 245 مليار دولار لحربي العراق وأفغانستان مع تعزيز باقي الانفاق العسكري وتقليص البرامج الداخلية الامر الذي يمهد لمعركة ضارية مع الديمقراطيين حول أولويات الانفاق. وتعهد الديمقراطيون الذين سيطروا مؤخرا على الكونغرس بمراجعة صارمة لمقترحات بوش الباهظة لتمويل حرب العراق.و يناقش مجلس الشيوخ مشروع قرار يعبر عن عدم الموافقة على خطة بوش لإرسال المزيد من القوات إلى العراق. وعلى الرغم من أن غالبية أعضاء المجلس يميلون لصالح استصدار قرار من هذا القبيل، إلاّ أنّ الأعضاء الجمهوريين البارزين ألمحوا إلى أنهم قد يلجأون إلى استخدام وسائل إجرائية لعرقلة التصويت الذي سيكون فيما لو حصل بمثابة إدانة لقرار الرئيس بإرسال قوات إضافية إلى العراق.

ويعتبر عضو مجلس الشيوخ ليندزي غراهام أحد الأعضاء المحافظين الذين يقفون ضد تصويت المجلس على مشروع القرار المقترح. وقال غراهام: quot;لقد حان الوقت أن نقوم بتعديل استراتيجيتنا...لنعزز الوضع في العراق قبل أن يصل إلى النقطة التي لا يمكن الرجوع عنها. فنحن ما زال بإمكاننا تغيير الموقفquot;.

وأضاف أن قرارا غير ملزم يصدره المجلس سيكون مجرد تمرين سياسي لا يفعل شيئا سوى جلب الضرر إلى جهود الحرب. أما عضو مجلس الشيوخ الجمهوري المعارض لخطة زيادة عدد القوات الأميركية في العراق، تشوك هاجيل، فقد قال إن أعضاء المجلس يحتاجون لأن يسمح لهم بالتصويت على قرار إرسال المزيد من القوات إلى العراق، وهو الأمر الذي اعتبر في السابق أكثر القضايا مصيرية في أمريكا منذ حرب فيتنام.

وقال هاجيل: quot;نحن بحاجة إلى إجراء مثل هذا النقاش. فكل عضو في المجلس يحتاج إلى فرصة للتعبير عن رأيه أو رأيها وتسجيل موقف في هذا الشأن. فعندما ندفع بالمزيد من الشبان والشابات إلى الحرب-وعلى ما يبدو نحن بصدد تصعيد تورطنا العسكري في العراق-فإن الشعب الأمريكي يود معرفة أين نقف ولماذا...أي ما هو موقفنا؟ وأعتقد أن في هذا عدل ومسؤوليةquot;.


وبينما تتناقل وسائل الاعلام التفاصيل التي تسربت لها من ميزانية بوش للعام المالي 2008 يعد الديمقراطيون عدتهم لاستهداف مقترحات متوقعة لخفض الاموال المخصصة لبرامج الرعاية الصحية للاطفال وبرامج أخرى داخلية.ووعد بوش بأن تكون الميزانية متوازنة خلال خمس سنوات وما زال مصرا على هدفه توسيع نطاق التخفيضات الضريبية التي يصفها الديمقراطيون بأنها تفتقر الى المسؤولية من الناحية المالية.

لكنه أقر بالجدل الذي يلوح في الافق حول الميزانية خلال مؤتمر للديمقراطيين في مجلس النواب يوم السبت.وقال عن ميزانيته quot;بعض أجزائها سيروق لكم وبعضها لن يروق لكم.quot;وأكد روب بورتمان مدير الميزانية بالبيت الابيض في حديث لشبكة سي ان ان امس أنه سيطلب من الكونجرس 100 مليار دولار اضافية لحربي العراق وأفغانستان للعام المالي 2007 الذي ينتهي في سبتمبر أيلول.وقال بورتمان انه سيطلب 145 مليار للانفاق على الحرب في عام 2008 وتوقع 50 مليار دولار لنفقات الحرب في العراق عام 2009.

وستكون نفقات الحرب لعام 2007 أعلى مستوى للانفاق السنوي على الحرب منذ غزو العراق قبل نحو أربع سنوات. وتتضمن النفقات الاجمالية لهذا العام والبالغة 170 مليار دولار طلبين بمقدار 100 مليار دولار و70 مليار دولار أقرهما الكونجرس بالفعل.وسلط السناتور هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الضوء على قصص وسائل الاعلام عن الارقام من أجل تسليط الضوء على التقارير الخاصة بسوء الانفاق الذي حدث في الماضي في العراق وليعد quot;باشراف جاد quot; على الطلب الجديد.

وقال ريد وهو سناتور ديمقراطي عن ولاية نيفادا quot;أمريكا أنفقت بالفعل نحو 400 مليار دولار على هذه الحرب وتم اهدار الشطر الاعظم من هذه الاموال على أشياء لا نفع لها مثل اقامة أحواض سباحة بحجم الاحواض الاولمبية في معسكرات تدريب غير مستخدمة في الصحراء تكلفت ملايين الدولارات.quot;وقال بورتمان انه تم اجراء عمليات تصحيح. وأبلغ سي ان ان quot;نعتقد أننا وضعنا وسائل السيطرة في مكانها لتحقيق أداء أفضل من الان فصاعدا.quot;كما أرسل ريد ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الديمقراطية عن كاليفورنيا خطابا الى بوش يوم الجمعة يطلبان منه زيادة الانفاق المخصص لبرنامج للرعاية الصحية للاطفال كانت وسائل الاعلام قد رددت أنه مستهدف للتخفيضات المقترحة.

وفي غضون ذلك قال مسؤول بالادارة اطلع على أرقام ميزانية بوش ان الرئيس سيسعى الى زيادة ميزانية وزارة الدفاع العادية بنسبة 10.5 في المئة لتصل الى 481 مليار دولار.وطبقا للمسؤول الذي اتصلت به رويترز وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته حتى لا يتم استباق اعلان بوش ستبقي خطة الانفاق لعام 2008 والتي ستبلغ في المجمل 2.9 تريليون دولار على نفقات اختيارية غير دفاعية بنسبة تصل الى 1 في المئة.

ومن شأن الزيادة المقترحة في الانفاق الداخلي أن تعني تقليصا في برامج بعد حساب نسبة التضخم التي تصل الى 2.5 في المئة.وقال المسؤول ان بوش سيسعى أيضا الى توفير 96 مليار دولار على مدى خمس سنوات من البرامج الالزامية مثل برنامج ميديكير للرعاية الصحية للمسنين وبرنامج ميديكيد للرعاية الصحية للفقراء والاعانات المالية للمزارعين.