قندهار (افغانستان): اعلنت السلطات الافغانية ان مفاوضات تجري اليوم الثلاثاء في محاولة لحل الازمة في مدينة موسى قلعة (جنوب افغانستان) quot;سلمياquot; بعدما احتلها عناصر طالبان منذ خمسة ايام.ويحاول وجهاء القبائل اقناع طالبان بمغادرة هذه المدينة الواقعة شمال ولاية هلمند، طوعا بحسب ما اعلن الجيش الافغاني ومجلس الولاية.وقال الجنرال رحمة الله رؤوفي قائد الجيش الافغاني في جنوب البلاد ان quot;وجهاء القبائل يريدون حل المسالة بشكل سلمي. نحترم ذلك وننتظر واذا فشلوا ستستعيد الحكومة انذاك السيطرة على المدينة بالقوةquot;.وبحسب قربان علي اورزغاني نائب رئيس مجلس الولاية فان وجهاء القبائل يقومون بوساطة للتفاوض.

من جهته قال الناطق باسم وزارة الداخلية زماري بشاري ان quot;الحكومة تحاول ايجاد حل سلمي لهذه المشكلة لتجنب وقوع ضحايا مدنيينquot;.وقد فر اكثر من 1500 عائلة منذ الجمعة من موسى قلعة وضواحيها خشية قيام الجيش الافغاني والقوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) التابعة لحلف الاطلسي بشن هجوم لاستعادة السيطرة على المدينة.واعلن مسؤول عسكري افغاني كبير لوكالة فرانس برس رفض الكشف عن اسمه ان القوات الافغانية وقوات ايساف تنتظر مغادرة quot;اكبر عدد ممكن من المدنيينquot; قبل مهاجمة عناصر طالبان المتحصنين منذ الجمعة في موسى قلعة.

من جهته قال ناطق باسم ايساف توماس كولينز ان الحكومة quot;ستاخذ كل الوقت الذي تعتبره لازماquot; لتسوية هذه المسالة.وقتل قائد عملية الاستيلاء على موسى قلعة الملا عبد الغفور الاحد مع عدد من مساعديه اثر ضربة محددة الهدف بحسب ايساف. ثم اعلنت طالبان استعدادها لتسليم quot;المنطقة الى وجهاء القبائلquot; اذا تم اعطاء ضمانات حول امنهم كما قال احد المتحدثين باسم الحركة.ويقيم عادة حوالى 70 الف شخص في هذه المنطقة المعزولة الواقعة على بعد حوالى مئة كلم شمال غرب قندهار، المعقل السابق لطالبان.ويدير مجلس الاعيان شؤون المنطقة منذ ابرام اتفاق مثير للجدل اواخر ايلول/سبتمبر مع حاكم الولاية والقوات البريطانية.

ويتبادل الطالبان والقوات البريطانية الاتهامات بشأن انتهاك هذا الاتفاق الذي ينص بحسب القوات البريطانية على انسحاب الطرفين من منطقة خمسة كيلومترات حول موسى قلعة لانهاء اعمال العنف.وقد عبر الاميركيون عن تحفظات حول اتفاق موسى قلعة الذي انتقده ايضا سياسيون افغان يتهمون زعماء قبائل موسى قلعة بدعم حركة طالبان.وولاية هلمند هي ابرز منطقة لانتاج الافيون في افغانستان، وهي التجارة التي تستخدم على حد رأي الخبراء في تمويل تمرد طالبان التي حكمت افغانستان بين 1996 و 2001.