موسكو: يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ايطاليا الثلاثاء والأربعاء لعقد لقاء مع البابا بنديكتوس السادس عشر تليه قمة مع رئيس الحكومة رومانو برودي على خلفية تعاون ثنائي كثيف في مجال الطاقة.
ويستقبل برودي الرئيس الروسي الثلاثاء عند الساعة 00،19 (00،18 ت.غ) على عشاء عمل في روما ثم يلتقيه في اليوم التالي في قمة بين الحكومتين في باري (جنوب ايطاليا) بحضور وزيري الخارجية والدفاع والطاقة وكذلك الوزيرين المكلفين التنمية الاقتصادية من البلدين.
وقبل ذلك سيستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر بوتين الثلاثاء في لقاء خاص في الفاتيكان للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الكنيسة الكاثوليكية. وكان الرئيس الروسي التقى البابا يوحنا بولس الثاني مرتين عامي 2000 و2003.
ويسود التوتر منذ سنوات عديدة العلاقات بين الفاتيكان والكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي تتهم الكنيسة الكاثوليكية بالتبشير على أرضها، وهو مأخذ يرفضه الفاتيكان باستمرار.
وقد شهدت هذه العلاقات صعوبات في ظل حبرية البابا يوحنا بولس الثاني، وبدأت تسجل انفراجا لا يزال خجولا منذ وصول البابا بنديكتوس السادس عشر إلى منصبه.
وفي باري ستحتل مسائل النفط والغاز حيزا كبيرا في المباحثات رغم انه من المتوقع أن يتطرق بوتين وبرودي إلى الملفات الدولية الأخرى، من الأزمة المتعلقة بالملف النووي الإيراني وصولا إلى الوضع في الشرق الأوسط.
وتربط بين الرجلين علاقات ودية كما اثبت لقاؤهما الأخير في المقر الصيفي للرئيس الروسي في سوتشي (جنوب روسيا) في كانون الثاني/يناير رغم الصداقة القوية التي كانت تربط بين بوتين وسيلفيو برلوسكوني، سلف برودي وخصمه السياسي.
ويمكن للاثنين الاستناد في ذلك إلى تعاون ثنائي في مجال الطاقة يعتبر نموذجيا في نظر الروس الذين يريدون زيادة تواجدها في سوق التوزيع في أوروبا لكنهم يصطدمون في ذلك بارتياب كبير لدى عدد من الدول الأوروبية.
ويقول لوتشيو كاراتشيولو مدير مجلة quot;ليمزquot; الايطالية للسياسة الجغرافية quot;في هذا المجال تشكل ايطاليا النموذج المثالي للعلاقة الثنائية التي تريد روسيا إرساءها في أوروباquot;.
وقد وقعت المجموعتان الايطالية quot;اينيquot; والروسية quot;غازبرومquot; في تشرين الثاني/نوفمبر اتفاقا وصفه البلدان بأنه quot;تاريخيquot; يفترض أن يؤدي إلى بيع غازبروم مباشرة الغاز إلى ايطاليا.
ولفت مصدر دبلوماسي ايطالي في روما إلى وجود quot;مواقف متباينة في الاتحاد الأوروبي حول العلاقات مع روسيا في مجال الطاقة. من جهتنا نعتمد مقارنة براغماتية تهدف أيضا إلى أن تضمن للدول المنتجة أسواقا مستقرة في أوروباquot;.
وينتظر حضور العديد من أرباب العمل لا سيما في قطاع الطاقة مثل رؤساء المجموعة الايطالية اينيل والمجموعتين النفطيتين الروسيتين لوكويل وروزنفت لقاءات منتدى الحوار الثنائي الايطالي-الروسي التي ستعقد الثلاثاء على هامش القمة.
وسيتطرق برودي وبوتين إلى ضمان امن إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، التي شهدت أزمة جديدة في كانون الثاني/يناير بين روسيا وبيلاروسيا.
وسيتوجه بوتين بعد ذلك إلى أثينا التي يبقى فيها حتى 15 آذار/مارس للمشاركة فيقمة روسية-بلغارية-يونانية ستتناول توقيع اتفاق ثلاثي لبناء أنبوب نفط.
التعليقات