ميريدا (المكسيك): بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش مساء الاثنين زيارة الى المكسيك المحطة الاخيرة من جولته على اميركا اللاتينية التي ترافقت مع تظاهرات معادية للولايات المتحدة وقابلها الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بجولة موازية. وسيلتقي بوش الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون.

وواجه بوش في محطاته السابقة في البرازيل والاوروغواي وكولومبيا وغواتيمالا تظاهرات اتسمت بالعنف احيانا. وهدفت جولة بوش الى دعم للمصالح الاميركية في مواجهة صعود اليسار في المنطقة والتصدي لنفوذ شافيز. وبعد زيارة الى غواتيمالا استمرت يوما، وصل بوش الى ميريدا في الساعة 21:05 بالتوقيت المحلي من الاثنين (3:05 تغ من الثلاثاء) في طائرته الرئاسية quot;ايرفورس وانquot; ترافقه زوجته لورا.

وكان في استقباله السفير الاميركي في المكسيك انتونيو غارثا وعدد من المسؤولين المكسيكيين. وسعى بوش خلال جولته على خمس دول من اميركا اللاتينية الى ابراز الدعم الاميركي للمنطقة، غير ان تظاهرات معارضة قابلته فيما اطلق شافيز علنا مواقف معادية للاميركيين اثناء جولة موازية قادته الى نيكاراغوا قبل التوجه الى جامايكا وهايتي. وكما في المحطات السابقة من جولة بوش، بدأت التظاهرات في المكسيك قبل وصوله.

وقد تظاهرت اقليات من السكان المحليين في ميريدا فيما سار محتجون اخرون التفوا باقمشة بيضاء في اشارة الى جمعية quot;كو كلاكس كلانquot; الاميركية المعادية للسود. غير ان اي تظاهرة كبرى لم تشاهد على طول الطريق التي سلكها موكب بوش من المطار الى ميريدا فيما فرضت اجراءات امنية مشددة في محيط الفندق الذي ستعقد فيه القمة بين بوش وكالديرون. وقد نصبت حواجز معدنية على ارتفاع ثلاثة امتار في دائرة واسعة حوله. وحلقت مقاتلات ومروحيات quot;بلاك هوكquot; في السماء فيما نظمت دوريات ل2500 عنصر من اجهزة الاستخبارات الاميركية والشرطة الفدرالية المكسيكية والجيش.

ومن المتوقع ان تتصدر مسألتا الهجرة والتهريب القمة بين الرئيسين. ويعتبر كالديرون المحافظ ان الولايات المتحدة مسؤولة عن بعض المشكلات التي تعاني منها بلاده، وهو الموقف الذي عبر عنه المتظاهرون في مختلف محطات جولة بوش. وقال الرئيس المكسيكي ان المشروع الاميركي لبناء جدار على طول 1130 كلم على الحدود بين البلدين لوقف الهجرة غير الشرعية قرار quot;سيءquot;.

واعلن بوش عن موقف يعارضه العديد من الجمهوريين حين اقترح برنامجا للعمال الموقتين يسمح لعمال لا يحملون اجازات قانونية بتشريع وضعهم وتقديم طلب تجنيس. واكد بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس غواتيمالا اوسكار بيرجر انه يامل في التوصل الى اتفاق مع الكونغرس الاميركي الذي يسيطر عليه الديموقراطيون بشأن اصلاح قانون الهجرة. وقال بوش quot;نريد اقرار وسائل منطقية تسمح للناس بالقدوم والقيام باعمال لا يقوم بها الاميركيونquot;.

ويعيش في الولايات المتحدة اكثر من مليون مواطن من غواتيمالا العديدون منهم بصورة غير شرعية. وقد طردت السلطات نحو 2500 منهم منذ مطلع العام الجاري. وغادر بوش غواتيمالا مساء الاثنين بعد زيارة الى موقع اثري يعود الى حضارة المايا. وقالت مجموعة من السكان المحليين المتحدرين من شعب المايا انهم سيقومون بquot;طقوس تطهيرquot; لتنظيف الموقع من quot;الارواح الشريرة والطاقة الشريرةquot; بعد مغادرة بوش.

ورفع متظاهرون في تيكبان قرب الموقع الاثري لافتات كتب عليه quot;بوش السفاح المحتل الفاشي المجرم، اخرجquot;. وفيما اقلعت الطائرة الرئاسية من غواتيمالا، كانت تظاهرة اخيرة تجري. وقد اشتبك نحو الف محتج بعضهم يحمل سكاكين مع الشرطة خارج القصر الوطني حيث التقى بوش وبيرجر وقد اصيب مصور وكالة فرانس برس على انفه حين انهال ضابط في الشرطة بهراوته على المتظاهرين.

وشدد بوش خلال زيارته الى غواتيمالا على سخاء بلاده وتعاطفه مع شعب هذا البلد، وقد عرض هذه الرسالة على جمعية مزارعين من المايا تعد بين زبائنها سلسلة مطاعم ماكدونالدز. وقال ان السياسة الاميركية تقضي بquot;مساعدة اشخاص مثلكم في جميع انحاء المنطقة على تحقيق احلامهم، لاننا مؤمنون بكرامة كل فردquot;.