الشرع (اليمين) أثناء مباحثاته مع سولانا في دمشق اليوم
دمشق، برلين: طالب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي خافيير سولانا الأربعاء سوريا ببذل جهود كبيرة من أجل تطبيق القرار الدولي 1701 الذي وضع حدًا للعمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

وقال سولانا في مؤتمر صحفي عقده في مطار دمشق قبيل مغادرته العاصمة السورية:quot;أخبرت الرئيس الأسد خلال إجتماع ساده مناخ إيجابي بأننا نرغب في أن تبذل سوريا جهودًا كبيرة لتطبيق القرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن الدوليquot;.

وأضاف في المؤتمر الذي شارك فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم،أنههذا أمر ضروري لتحقيق السلام والإستقرار في لبنان، معربًا عن أمله في أن يتم تطبيق القرار بشكل تام.

يذكر بأن القرار 1701 صدر عن مجلس الأمن في آب (أغسطس) عام 2006 أدى إلى وقف العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله ثم إلى إنتشار قوات دولية معززة إلى جانب الجيش اللبناني الذي وصل إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل للمرة الأولى منذ عقود.

كما ينص القرار على نزع سلاح الميليشيات من دون أن يسمي حزب الله.

وأوضح سولانا أنه قال للرئيس الأسد، إنه هناك فرصة لتكون سوريا جزءًا من المبادرات (في المنطقة). ومن الضروري أن تتخذ القرارات الجيدة وأن نشارك معًا في عملية السلام لتأمين الإستقرار في كل المنطقة.

وأكد المبعوث الأوروبي أنه قال للرئيس السوري إنه يجب ترجمة العبارات بأفعال.
وأكد سولانا دعم الإتحاد الأوروبى لحق سوريا في إستعادة أراضيها، التي إحتلتها إسرائيل عام 1967.

من ناحيته أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الحرص على تطبيق القرار 1701 وعلى أن تقوم قوات الطوارئ الدولية (يونفيل) بأداء مهامها على أحسن وجه في جنوب لبنان.

وأضاف أن سوريا ستسعى لتكون جزءًا من الحل الذي يؤمن إستقرار المنطقة. نقدر عاليًا الدور الذي يقوم به سولانا ونعول على دور للإتحاد الأوروبي في إقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط وندرك أهمية الحوار معه.

من ناحية أخرى نفى المعلم مجددًا أن تكون بلاده على علم بتهريب أسلحة إلى لبنان.
وفي ما يتعلق بالمحكمة ذات الطابع الدولي التي ستحقق في إغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، أكد المعلم أن سوريا تنتظر نتائج التحقيق الذي تتعاون معه بشكل كامل.

وأضاف: quot;نحن لا نرفض مطلقًا مبدأ المحكمة ذات الطابع الدوليquot;.

يذكر أن سوريا تعتبر بأن نظام المحكمة يجب أن لا يبت إلا بعد إنتهاء التحقيق الدولي. في المقابل أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس مرارًا بأنه لن يصدر قراره النهائي (الإتهامي) قبل إقرار نظام المحكمة لتكون هناك جهة صالحة لإستلامه.

من ناحية أخرى، إعتبر المعلم بأن مؤتمر بغداد الذي إنعقد في 10 آذار(مارس) وشارك فيه دبلوماسيون أميركيون وسوريون يشكل بداية للحوار مع واشنطن.

وقال: quot;نأمل أن يرى الأميركيون أن الحل في العراق ليس عسكريًا بل سياسيًاquot;.

كما تناول سولانا مع الرئيس السوري إمكانية مشاركة سوريا في تسوية النزاع حول الملف النووي الإيراني وفق قرارات الأمم المتحدة.

ووصل سولانا إلى دمشق مساء الثلاثاء في إطار جولة شملت بيروت ثم الرياض.

وهي أول زيارة لسولانا إلى دمشق منذ إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005 في بيروت، في تفجير أشارت لجنة تحقيق دولية إلى إحتمال تورط مسؤولين أمنيين سوريين فيه.

شتاينماير: على سوريا أن تتبنى موقفًا بناء في المنطقة
رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأربعاء بزيارة الممثل الأعلى لسياسة الإتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا إلى سوريا، مشيرًا إلى أنها تعبير عن ضرورة قيام سوريا بدور بناء في المنطقة.
وقال شتاينماير إن سولانا سينقل إلى دمشق رسالة واضحة، مفادها أن على سوريا تقديم أفاق أخرى إذا أرادت مواصلة إصلاحاتها الإقتصادية.

وأضاف: quot;لذلك، على المسؤولين في دمشق أن يقوموا بدور بناء في المنطقة، وهذا ما قلته أيضًا للرئيس (السوري) بشار الأسد خلال زيارتي إلى دمشقquot;. موضحًا أنه يقصد بذلك إعتراف سوريا بسيادة لبنان وإعتمادها موقفًا إيجابيًا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

سولانا يبحث في سوريا المسائل الإقليمية

لبنان محور أساسي في جولة سولانا
اوروبا ترفع حصارها السياسي عن دمشق

وقال الوزير الألماني إن إلتزامًا بناء من جانب سوريا سيترك أثرًا إيجابيًا على العلاقات السورية الأوروبية، وسيفتح آفاقًا جديدة للتعاون. وطالب سولانا الأربعاء سوريا ببذل جهود كبيرة، من أجل تطبيق القرار الدولي 1701 الذي وضع حدًا للعمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني إثر حرب بينهما خلال الصيف الماضي إستمرت 33 يومًا.
وينص القرار 1701 على وقف إمداد الميليشيات بالسلاح في لبنان، في إشارة إلى حزب الله. وتدور شبهات
حول تهريب أسلحة إلى حزب الله عن طريق سوريا.

ويزور سولانا دمشق للمرة الأولى منذ إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005 في بيروت. وأشارت تقارير للجنة التحقيق الدولية في إغتيال الحريري إلى تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في العملية.

ويقاطع الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دمشق منذ أشهر. وقد أدرجت سوريا هذه الزيارة في إطار الإعتراف بدورها الأساسي في الشرق الأوسط.