موسكو: تحل في العشرين من مارس (آذار) الجاري الذكرى الحادية والخمسون لاستقلال تونس. وإن هذا البلد الذي عدد سكانه ليس كبيرا ولا يمتلك ثروات طبيعية وافرة يعرض خير مثال للتنمية المطردة والمتوازنة والاستثمار الرشيد لثرواته. وأصبحت الفترة الأخيرة على مدى ما يقارب 20 عاما بعد ثورة الياسمين مثمرة جدا في تاريخ تونس الحديث. فكان يهيمن فيها التحديث وسياسة الإبداع الموجهة بالمرتبة الأولى لخير الإنسان وتعليمه وثقافته وإلى ترسيخ مختلف أشكال التكافل الاجتماعي. وتميزت هذه الفترة بوتائر تنمية اقتصادية ثابتة.
وكان ضمن الانجازات التي حققها البلد ضمان المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق وخلق طبقة وسطى واستئصال الأمراض الاجتماعية مثل التطرف الديني وكذلك اعتماد الأموال للتعليم وفقا للمواصفات الأوروبية. وكان العامل الأخير حيويا جدا بالنسبة لتونس التي تسعى إلى مواكبة انجازات التقدم العلمي وأحدث التكنولوجيات في سياق العولمة.
ولدى سلوكها نهج التجديد والتنمية الديناميكية أخذت تونس تعزز العلاقات والحوار مع البلدان الصديقة وبالمرتبة الأولى مع روسيا. وتعود أولى الاتصالات الروسية التونسية إلى نهاية القرن الثامن عشر. فقد أخذت السفن التجارية من روسيا التي تحمل مختلف الشحنات تعرج وقتئذ على الموانئ التونسية.
وأقيمت العلاقات القنصلية الرسمية بين روسيا وتونس في عام 1869. وأخذت تلوح عند ملتقى القرنين التاسع عشر والعشرين بوادر انتعاش العلاقات الثقافية بين البلدين. وزار تونس شخصيات ثقافية ومهندسون واقتصاديون شهيرون. وبينهم الرسام الكسندر روبتسوف الذي قضى كل حياته الإبداعية عمليا في تونس وكذلك الأديب إيفان بونين حائز جائزة نوبل.
وإن مواقف البلدين حاليا تتطابق بشأن مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية. ويشمل التعاون بينهما الميادين مثل الصحة والري والتعليم التقني - المهني والعالي والثقافة. وبالتحديد يدرس في روسيا حاليا ما يقارب ألف مواطن تونسي.
ويتنامى اهتمام أوساط رجال الإعمال في كل من البلدين أزاء الآخر. ويربط تزايد نشاط العلاقات في هذا الميدان بإنشاء مجلس رجال الأعمال الروسي التونسي مؤخرا مع مشاركة رجال الأعمال في مشاريع محددة تستخدم التكنولوجيات الروسية فيها.
كما تتنامى باطراد سيول السياح الروس الذين يزورون تونس. وهذا يدل على أنهم يعتبرون هذا البلد مركز التقاء مختلف الثقافات والحضارات وquot;واحة رفاه واستقرارquot;.
التعليقات