مقديشو: تمكن بعض سكان مقديشو اليوم الاحد من الهرب من المعارك الدائرة بين المتمردين والجيش الاثيوبي الذي يتابع هجوما عنيفا في العاصمة الصومالية حيث قتل جندي اوغندي من قوة السلام الافريقية.واعلن متحدث عسكري باسم الاتحاد الافريقي اليوم الاحد مقتل جندي اوغندي السبت بقصف مدفعي في مقديشو ليكون اول ضحية من قوة السلام الافريقية المنتشرة في العاصمة الصومالية. وقال الكابتن بادي انكوندا لوكالة فرانس برس quot;ان احد جنودنا قتل واصيب خمسة اخرون بجروح بالقرب من القصر الرئاسي السبتquot;. واضاف quot;ان ذلك حدث صباحا عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من المنطقة التي ينتشرون فيهاquot;.

وسمع دوي اطلاق نار من اسلحة ثقيلة ورشاشة اليوم الاحد في مقديشو لكنه لا يقاس بالقصف المدفعي العنيف الذي امطرت به يومي الجمعة والسبت بعض الاحياء الجنوبية من العاصمة الصومالية، على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.واغتنم سكان حيي الملعب وعلي كامين هذا الهدوء النسبي للهرب من منازلهم التي اضطروا لملازمتها منذ يومين بسبب المعارك، بعضهم لا يحمل معه سوى القليل جدا من الامتعة واخرون لا شيء البتة.

وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان quot;حوالى عشرة آلاف شخص فروا من المعاركquot; في مقديشو في الايام الثلاثة الاخيرة، مما يرفع الى 56 الف شخص عدد السكان الذين هربوا من العاصمة في آذار/مارس و96 الفا منذ شهرين.وتابعت المفوضية في جنيف ان quot;بعض الفارين ينزحون الى احياء اخرى داخل مقديشو وآخرين يفرون الى مناطق مجاورةquot;.

ودعا وجهاء في الهوية كبرى قبائل مقديشو الاحد الى وقف فوري لاطلاق النار ليتاح للسكان الفرار.وقال الهوية في بيان quot;ندعو الجانبين الى وقف اطلاق النار (...) والانسحاب من خطوط الجبهة لاربع ساعات فقط ونطلب من بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال فرض احترام وقف المعارك هذاquot;.وتعرض حيا الملعب وعلي كامين اللذان يعتبران من معاقل المتمردين لقصف مكثف ومركز من المدفعية والدبابات الاثيوبية. وبالقرب من الملعب، شاهد مراسل لفرانس برس منازل مدمرة بالكامل وست جثث لمدنيين ممددة في الشارع.

وفي حي علي كامين، دمرت شاحنة عسكرية اثيوبية وشوهدت جثتا جنديين اثيوبيين على مقربة منها.ولم يتسن الحصول على اي حصيلة دقيقة للمعارك في الوقت الحاضر. لكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر افادت ان عشرات الاشخاص على الاقل معظمهم من المدنيين قتلوا منذ الخميس في هذه المعارك التي تعد من اكثر المعارك عنفا منذ بداية الحرب الاهلية الصومالية في العام 1991.

وتفيد حصيلة اعدتها فرانس برس صباح الاحد استنادا الى شهادات ومصادر طبية عن مقتل 70 شخصا على الاقل منذ الخميس.وعند مفترق علي كامين الرئيسي، اخذت دبابة اثيوبية موقعا لها فيما شوهد حطام سبع شاحنات مدنية صومالية دمرت بفعل القصف. وينفذ الجيش الاثيوبي منذ صباح الخميس هجوما عنيفا على المتمردين الذين يقومون بهجمات في العاصمة الصومالية منذ سقوط المحاكم الاسلامية عسكريا على ايدي القوات الحكومية الصومالية والجيش الاثيوبي قبل ثلاثة اشهر.

ويؤكد خبراء ان ميليشيات اسلامية وامراء حرب وزعماء تقليديين يشاركون في حركة التمرد. وكان الاسلاميون هددوا بعد هزيمتهم قبل ثلاثة اشهر بمهاجمة القوات الاجنبية في الصومال. ومساء الجمعة بعد اسقاط مروحية حربية اثيوبية بصاروخ في العاصمة الصومالية، اعلنت حكومة اديس ابابا ان quot;القوات الاثيوبية شنت هجوما على اهداف محددة للتمرد في مقديشو بناء على طلب الحكومة الانتقالية الصوماليةquot;.

واكدت اديس ابابا ايضا ان جيشها قتل 200 من quot;الرجال المسلحينquot; وquot;ان السلام استتب مجدداquot; في المدينة.لكن ما يدل على عنف المواجهات هو تقدم مئات الجنود الاثيوبيين السبت باتجاه مقديشو لتعزيز القوات المشاركة في المعارك. وقال احد سكان مدينة بلدوين في وسط البلاد، احمد مادوبي عثمان، لوكالة فرانس برس quot;ان كتيبة على الاقل اجتازت بلدوينquot; الواقعة على بعد 355 كلم الى شمال مقديشو. كما اجتازت قافلة من 20 شاحنة تنقل جنودا اثيوبيين وعتادا افغوي (30 كلم الى جنوب مقديشو)، كما قال احمد منصور وهو من سكان هذه المدينة.

وتدخلت اثيوبيا عسكريا في الصومال في اواخر العام 2006 لاسقاط الاسلاميين الصوماليين الذين تتهمهم واشنطن بايواء عناصر من تنظيم القاعدة وتعتبر اديس ابابا انهم يمثلون تهديدا لمنطقة القرن الافريقي.