اعتدال سلامه من برلين: أقلعت من مطار ياغل العسكري في إقليم شليزفيك هوشتاين اليوم ست طائرات من طراز توناردو باتجاه أفغانستان وعلى متنها 200 جندي ومعدات عسكرية يصل وزنها إلى 600 طن لتتمركز في مطار شمال مزار الشريف ولتوضع في التاسع من الشهر الجاري تحت قيادة قوات حلف الأطلسي لتساعدها في العمليات الحربية في جنوب أفغانستان ضد قوات طالبان المتشددة. وذلك بالرغم من الدعوى التي رفعها حزب اليسار المعارض والممثل في البرلمان الاتحادي انطلقت
وكان الأطلسي قد طالب الحكومة الألمانية بالمشاركة بهذه الطائرات لما فيها من تقنيات مراقب متورطة، فهي مزودة بأجهزة تصوير عالية الدقة والحساسية وتستطيع التقاط صور لأشياء مهما كان صغر حجمها، واهم مهماته العثور على معاقل قوات طالبان.
وحسب ما تردد في برلين فان الطائرات الستة التي أرسلت اليوم ترافقها أربع طائرات من نفس النوع كحماية وستعود مجرد انتهاء مهماتها.
ومع أن المحكمة الدستورية قد فتحت الطريق يوم الجمعة أمام إرسال هذه الطائرات بعد رفضها دعوى عاجلة تقدم بها حزب اليسار ضد هذه المهمة إلا أنها سوف تناقش في ال16 من الشهر الحالي دعوى أخرى لليسار وتصدر أخر حكمها لها بالقضية. وفي هذا الصدد أكد وزير الدفاع الاتحادي فرانس يوزف يونغ قبل مغادرة الطائرات بانه سيحترم قرار المحكمة مهما كان مضمونه. في نفس الوقت يسعى الوزير إلى رفع ميزانية وزارته لعام 2008 لأنها حسب قوله مازالت لا تغطي كامل التكاليف خاصة مع توسيع إطار المهمات في أفغانستان، والجيش الاتحادي يحتاج وبالتحديد لمهماته الخارجية إلى ميزانية إضافية من اجل حماية وتسليح جنوده.
وقبل إرسال الطائرات زار رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي كورت بيك نهاية الأسبوع الماضي العاصمة كابل والتقى الرئيس حميد قرصاي وقياديين من القوات الألمانية وأكد بان المساعدات العسكرية الألمانية لأفغانستان وصلت إلى نهايتها لذا فان مطالبة الناتو للدول العضوة فيه في شهر أيار( مايو) لمزيد من المشاركة العسكرية لن تلعب أي دور.
لكن يبدو أن السياسيين الألمان لا ينسقون مع العسكريين حيث ذكّر قائد وحدات ايساف في كابل الجنرال الألماني برونو كاسدور بعدم رضى حلف الأطلسي لان القوات الدولية المتواجدة في جنوب أفغانستان لم تصل بعد إلى الرقم المطلوب وهي حاليا 49 ألف جندي. وتقول مصادر إعلامية رغم قول الجنرال أن رفع عدد الجنود الألمان هو قرار سياسي إلا انه حاول إقناع رئيس الحزب الاشتراكي بالحاجة الملحة لزيادة العدد من اجل مواجهة قوات طالبان وتشارك ألمانيا حاليا ب3100 جندي يضاف إليهم 500 آخرين.
ويشدد بيك في المجالس السياسية على زيادة المساعدات المدنية لأفغانستان رغم ما تعرض له المسعفون الألمان من مشاكل وقتل اثنين حتى منهم الآن. ويوافق على توسيع دائرة المساعدة المدنية لتطال الجنوب الأفغاني أيضا بحجة أن أفضل سبيل لمواجهة تغلل طالبان إرسال مساعدات إنمائية عوضا عن الجنود.
ويعكس موقف رئيس الاشتراكيين خلافا داخل حكومة التحالف الكبير المشكلة من الاتحاد الوطني والحزب الاشتراكي فاغلب الوزراء الاشتراكيين يركزون على العون الإنساني ووزيرة الإنماء والتعاون الاقتصادي الاشتراكية هايدي ماري فيتشوريك تسويل تصر على رفع حجم المساعدات الإنمائية إلى 30 مليون يورو.